الشرع بعد طول غياب: لا الأسد ولا المعارضة قادران على حسم الأمور عسكريا

نصر الله يشن هجوما على المعارضة ويتوقع «قتالا طويلا».. وباريس: حتى الروس يعلمون أن النهاية اقتربت

TT

في تصريحات نادرة، قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، إن أيا من نظام الرئيس بشار الأسد أو معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكريا في النزاع المستمر منذ 21 شهرا. وجاءت تصريحات المسؤول السوري بالتزامن مع خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، شن خلاله هجوما على المعارضة السورية واعتبر أن «الوضع في سوريا يزداد تعقيدا»، لافتا إلى أن «من يظن أن المعارضة قادرة على السيطرة فهو مخطئ»، متوقعا أن أمد القتال سيطول.

وقال الشرع، الذي اختفى عن الأنظار منذ أنباء أفادت بانشقاقه عن النظام، في مقابلة أجرتها قبل يومين في دمشق صحيفة «الأخبار» اللبنانية، المؤيدة للنظام السوري، وتنشر اليوم (الاثنين)، إنه «ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسما».

وفي غضون ذلك، قال نصر الله إن «الوضع في سوريا يزداد تعقيدا»، لافتا إلى أن «من يظن أن المعارضة قادرة على السيطرة فهو مخطئ، فالصراع ليس بين النظام والشعب، إذ إن هناك في سوريا نظاما وشعبا معه وفريقا يستعين بقوى إقليمية ودولية أدى دعمها إلى مواجهة مسلحة».

وتابع نصر الله وهو حليف وثيق للرئيس بشار الأسد، أن الوضع في سوريا يزداد تعقيدا، لكن من يظن أن المعارضة المسلحة يمكنها حسم الموقف على الأرض «مخطئ جدا جدا جدا».

وسأل نصر الله، خلال كلمة تلفزيونية في حفل التخرج الجامعي السنوي الثالث والعشرين لطلاب حزب الله: «هل أهل قطنا سوريون أو جلب، هل أهل جرمانا سوريون أو جلب، والكثير من المدن التي ترسل سيارات مفخخة إليها عند عودة التلاميذ والعمال إلى منازلهم؟». وأضاف: «أين الموقف الأخلاقي من الشعب السوري الذي تقتله المعارضة ويقتل على الحائط أمام الكاميرات؟ أين الموقف الأخلاقي ممن يلقى بهم من أعالي البنايات وممن يقتل على الهوية في سوريا»، مستنتجا أن «هناك نظاما يدافع عن قناعته وهناك مجموعة مسلحة تخوض قتالا قاسيا وداميا والمعركة طويلة في سوريا».

ولفت نصر الله إلى أن «كل وسائل الإعلام تعمل على إظهار دمشق أنها منطقة ستسقط بيد المعارضة»، موضحا أن «أي منصف يمكن أن ينظر إلى خارطة سوريا ويقرأ المناطق التي يسيطر عليها النظام والمعارضة ويعرف من ذلك أن النظام أقوى بالحد الأدنى».

وشدد على أن «المسؤولية الأخلاقية والقومية هو أن تبذل كل الجهود للقبول بحوار ينتج تسوية سياسية في سوريا»، ورأى أن «كل من يمنع الحوار السياسي في سوريا مجرم يتحمل مسؤولية القتل»، معربا عن اعتقاده بأن «أميركا لا تريد للموضوع السوري أن ينتهي لحصد المزيد من القتلى لاستنزاف سوريا وشطبها من الاعتبار القومي».

واعتبر نصر الله أن «بعض الحكومات في العالم الإسلامي والغربي نصبت كمينا لتنظيم القاعدة في سوريا وفتحت لكم ساحة تأتون إليها حتى يقتل بعضكم بعضا وأنتم وقعتم في هذا الكمين»، وقال: «لو فرضنا أن هذه الجماعات استطاعت أن تحقق إنجازا فهي أول من سيدفع الثمن في سوريا كما دفعته في دول أخرى».

من جهة أخرى، انتقد نصر الله «كل من تحدث في حرب غزة وبعدها وافترضوا التباسا في العلاقة بين حماس وحزب الله وإيران والتحاليل كثرت في الآونة الأخيرة أن حماس أتت إلى الحضن العربي وخرجت من الحضن الفارسي»، لافتا إلى «إننا بالتجربة نعرف أن ما يكتب أمان وليس واقعا». وأكد أن «العلاقة طبيعية ولم يختل أي شيء وإيران تقوم بواجبها العقائدي»، مشددا على أن «إيران طوال 30 سنة تقدم الدعم من دون قيد أو شرط ولم تتوقع كلمة شكرا لأنها تقوم بواجبها في غزة». وقال: «إذا أعطت الدول العربية غزة مالا وسلاحا وصواريخ وتدربهم وتنقل تجارب عسكرية فنحن نحيي هذا الدول ونسير خلفها ويوفر ذلك على إيران المال والسلاح».

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن «النهاية تقترب» بالنسبة لنظام الأسد. وقال في برنامج تلفزيوني: «أعتقد أن النهاية تقترب بالنسبة لبشار الأسد حتى إن الروس يتوقعون ذلك».