الأردن: إنشاء مركز مشترك لتنسيق عمليات إغاثة اللاجئين السوريين

نقل 7 سوريين إلى مستشفى أردني بعد إصابتهم في اشتباكات قرب الحدود

TT

أكد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أن بلاده مستمرة بالقيام بدورها القومي والإنساني تجاه السوريين الذين يلجأون إليها بسبب الأحداث في سوريا.

جاء ذلك خلال استقبال النسور في مكتبه برئاسة الوزراء أمس المفوض الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابات للأزمات كريستالينا جورجيفا، ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس.

وحسب بيان لرئاسة الوزراء فقد جرى خلال اللقاء، بحث تطورات الأوضاع في سوريا وانعكاساتها الإنسانية على الأردن؛ حيث أشار النسور إلى حجم الأعباء الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على بلاده.

ولفت النسور إلى أن الحكومة تعمل على حصر أعداد السوريين في المملكة وتحديد أماكن وجودهم لإيصال الخدمات لهم وضمان حصول أبنائهم على التعليم في المدارس، مؤكدا أن هذا الوضع يتطلب من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات المعنية تقديم الدعم والمساعدات للأردن ليواصل تقديم الخدمات اللازمة للاجئين السوريين خاصة مع دخول فصل الشتاء.

من جهته، أعلن غوتيريس في مؤتمر صحافي الاتفاق على إنشاء مركز مشترك لتنسيق عمليات الإغاثة يستجيب بشكل كامل لأزمة اللاجئين في الأردن، وأضاف: أن «المركز الذي سيضم الكثير من المكاتب الحكومية وبرنامج الغذاء العالمي واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية سيترأسه ممثل من قبل الحكومة الأردنية ويكون ممثل عن المفوضية نائبا له».

وأوضح غوتيريس: أنه «من المفترض أن تعمل هذه الجهات معا من خلال التخطيط والتنسيق والتقييم المشترك لتقديم المساعدة والدعم للاجئين السوريين في الأردن والتأكد من أن المساعدات تصل في الوقت المناسب إلى المحتاجين».

وتابع: «لقد اتفقنا أيضا على تبني استراتيجية مشتركة للتمويل للتأكد من أن تكاليف المساعدات المقدمة من قبل الهيئات الدولية والحكومة الأردنية ممكن عرضها على المجتمع الدولي بصورة موحدة حتى يكون بالإمكان حشد دعم ومعونات المجتمع الدولي».

وأكد أنه «سوف يكون هناك أيضا تبادل للمعلومات حول تطور الوضع الإنساني داخل سوريا بين الحكومة الأردنية وممثل منظمات الإغاثة في الأردن».

ورأى غوتيريس أن ما يدور في سوريا حاليا «ليس صراعا مثل باقي الصراعات». وأضاف: «نحن نشهد وحشية في القتال مع أوضاع إنسانية مأساوية»، مشيرا إلى أن «الأمور تتطور بصورة تجعلنا نرى إمكانية أن يكون عام 2013 أكثر مأساوية من عام الحالي 2012».

وخلص، «لذلك فإن الدعم يجب أن يكون أقوى للسوريين المحاصرين داخل بلادهم بسبب النزاع والسوريين الذين لجأوا إلى دول الجوار في تركيا والعــراق ولبنان والأردن، كما أن الدعم يجب أن يكون قويا لتلك البلدان المضيفة».

وتستضيف المملكة ما يزيد على 250 ألف لاجئ سوري فروا من المعارك في بلدهم، منهم أكثر من 45 ألفا في مخيم الزعتري، الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية.

وفي غضون ذلك، نقلت السلطات الأردنية، أمس، سبعة أشخاص سوريين في حالة حرجة إلى أحد المستشفيات الحكومية، عقب إصابتهم بأعيرة نارية في مختلف أنحاء الجسم، جراء الاشتباكات العنيفة التي شهدتها بعض المناطق السورية القريبة من الحدود الأردنية.

وقال مدير المستشفى الحكومي بمحافظة المفرق (شمال شرق)، حمود السرحان، في تصريح صحافي، إن «الأجهزة الأمنية قامت بإسعاف سبعة أشخاص سوريين للمستشفى»، واصفا حالتهم «بالخطرة والحرجة للغاية».

وأوضح أن الأطر الطبية في المستشفى قامت بتقديم الإسعافات الأولية للمصابين، مضيفا أنه تم تحويل خمس حالات للمستشفى الإسلامي في العاصمة عمان نظرا لتعذر التعامل معها في المستشفى لخطورة حالتها، في حين تم إدخال حالتين إلى قسم العناية المركزة بعدما قدمت لهما الإسعافات الأولية.