المالكي يتجنب الاحتكاك مع الأكراد في أول أيام هدنة طالباني

دعا الجيش إلى تنفيذ الأوامر بصرف النظر عن خلفياتها السياسية والطائفية والمذهبية

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يتحدث إلى رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن بابكر زيباري خلال مؤتمر رئاسة أركان الجيش في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما لا تزال قوات البيشمركة تقف وجها لوجه أمام القوات الاتحادية في «المناطق المتنازع عليها» الممتدة من محافظة نينوى شمالا حتى ديالى جنوبا مرورا بكركوك وصلاح الدين بانتظار أوامر من قياداتها العليا بالانسحاب أو المواجهة المسلحة كان رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن بابكر زيباري (التحالف الكردستاني) يقف إلى جانب رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي (التحالف الوطني) في مؤتمر خاص للجيش في بغداد أمس.

المالكي من جانبه ومع بدء سريان الهدنة الإعلامية طبقا للخطة التي أعلنها رئيس الجمهورية جلال طالباني أواخر الأسبوع الماضي تجنب الاحتكاك مع الكرد خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر السنوي لرئاسة أركان الجيش. وكان الرئيس طالباني أعلن أن خطته حظيت بموافقة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان ورئيس الحكومة الاتحادية نوري المالكي.

ودعا المالكي خلال الكلمة إلى ما اسماه بناء جيش قوي قادر على حماية العراق من الأخطار والتحديات التي تستهدف أمنه وسيادته، قائلا إنه لا يريد التشديد «على جانب القوة فقط، إنما المهم هو الجانب المعنوي المتمثل بالعقيدة والإخلاص للوطن، وأن يكون جيشا لكل العراق ويلتزم بكل ما يخدم الوطن والمواطن، وليس جيشا يعتدي على الآخرين ويثير الحروب»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «عز كل بلد بجيشه من حيث القوة والثقافة العسكرية». وأضاف المالكي، أن العقيدة الجديدة لجيشنا هي أن يكون جيشا للجميع، وأن هذه العقيدة هي التي يبنى عليها الجيش بالعدة والعدد. وأوضح أن هذا المؤتمر يأتي من أجل المراجعة ووضع الإصبع على نقاط القوة حتى نحافظ عليها ونعززها، وعلى نقاط الضعف حتى يتم معالجتها وتلافيها، وأن نقف لنرى كل ما أنجزناه، وأن يكون لدينا إدارة جيدة ومتكاملة وقائمة على أسس علمية؛ لأن الجيش من المؤسسات التي يتوقف نجاحها على الإدارة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب. وكشف المالكي عما اسماه، ظواهر التمرد على تنفيذ الأوامر العسكرية في الجيش. وقال، إن «بعض المعلومات تصلنا عن ظواهر سواء في الالتزام بالأوامر العسكرية أو التمرد عليها والتعامل معها على خلفية سياسية أو طائفية أو مذهبية لذا ندعو إلى تنفيذ الأوامر دون النظر إلى خلفياتها»، مؤكدا، أن الجيش العراقي اليوم هو ليس للاعتداء على الآخرين كما كان في النظام السابق، وإنما هو لخدمة المواطن وهو جيش الجميع وحامي الجميع وهذه هي ثقافة الجيش الحالي ولعل بناء جيش جديد أفضل من ترميم جيش سابق، ولكن يحتاج الأمر إلى مراجعة.

من جانبه أكد عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حسن جهاد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «خطاب المالكي كان هادئا ومهنيا وهو أمر يمكن أن يساعد في بناء إجراءات الثقة في المستقبل في حال بقيت الأمور على هذه الوتيرة». وأضاف جهاد: أن «الأيام المقبلة سوف تشهد حراكا سياسيا على كل المستويات، حيث إن أكثر ما نحتاج إليه الآن هو التهدئة على كل المستويات لكي نتمكن من الجلوس على مائدة الحوار لبحث القضايا موضع الخلاف».

أما عضو البرلمان عن القائمة العراقية شعلان الكريم وهو نائب عن محافظة صلاح الدين حيث تتواجه معظم القوات الحكومية وقوات البيشمركة فقد أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: أن «القائمة العراقية كانت ومنذ البداية مع التهدئة وقد لعبت دورا مهما في هذا الإطار على الرغم من محاولات التشكيك، حيث إن العراقية لم تستغل الصراع لأنها تنظر إلى المصلحة الوطنية العليا باعتبارها فوق كل اعتبار». وأشار إلى أن «هناك أطرافا تريد اللعب على وتر الخلافات لأسباب معينة»، معتبرا أن «الفشل السياسي للحكومة والبرلمان هو السبب في استشراء المشاكل فضلا عن التدخلات الإقليمية والدولية».