تباين المواقف السياسية الكردية بشأن جدوى التهدئة

بارزاني يأمر وسائل الإعلام المحلية بوقف الحملات

TT

بينما أبلغ أوميد صباح المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان وسائل الإعلام المحلية أمس بأن رئيس الإقليم مسعود بارزاني «أصدر أمرا بوقف الحملات الإعلامية اعتبارا من صباح يوم الأحد (أمس) في إطار الالتزام بمبادرة رئيس الجمهورية جلال طالباني»، تباينت مواقف القوى السياسية الكردية حيال جدوى التهدئة الإعلامية.

وأكد النائب عدنان عثمان عن حركة التغيير الكردية المعارضة في البرلمان الكردستاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «وقف الحملة لا يحل المشكلة، على الرغم من أنه قد يمهد الطريق أمام انطلاق مفاوضات جدية لبحث المشكلات برمتها، فأنا أعتقد بأن الأزمة ليست محصورة بشخصي المالكي وبارزاني، كما لا أعتقد بأنها ستحل بإزاحة المالكي عن منصبه، هناك أزمة سياسية تراكمت عبر سنوات طويلة وتتفرع إلى عدة مسائل جوهرية تتعلق بإدارة الحكم، وهذه المشاكل موجودة منذ فترة طويلة ولكنها تفجرت أخيرا، وكلما تأخرت المعالجات كلما تعقدت الأزمة واضمحلت فرص معالجتها، فقد أثبتت الأحداث أنه كلما اكتسب المركز قوة أكبر حدثت مشاكل وصراعات وصدامات، عليه لا بد من البحث عن لب المشكلة لكي نتمكن من معالجتها، فلا مستقبل أمام العراق من دون اعتراف المركز بحقوق الإقليم، وبالعكس اعتراف الإقليم بحقوق المركز، والدستور يحدد ذلك ومن الممكن بالعودة إليه أن تحل معظم مشاكلنا».

من جانبه يرى النائب نجيب عبد الله من كتلة الاتحاد الإسلامي في البرلمان العراقي، أن التطورات الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك أزمة عميقة وجدية بين الأطراف العراقية، أساسها فقدان الثقة..ووقف الحملات الإعلامية بجهود الرئيس طالباني ورئيس البرلمان أسامة النجيفي خطوة مهمة على طريق تهدئة الصراع، لكني أعتقد بأن تحقيق المصالحة وتهدئة النفوس عملية صعبة جدا، أريد أن أقول بأنني لست متفائلا بشأن إحراز أي تقدم في الأزمة، خاصة أن الطرفين متمسكان بمطالبهما وشروطهما في أي مفاوضات قد تجري لاحقا. ويخالف القيادي الكردي فريد أسسرد عضو اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني رأي النائبين الكرديين، ويقول: «وقف الحملات الإعلامية سيمهد الطريق أمام استئناف المفاوضات المتوقفة بين أربيل وبغداد، وسيذهب وفد كردي جديد إلى بغداد للبحث عن الحلول للأزمة، وأنا أعتقد بأن وقف الحملة يشكل بداية جيدة لحل الأزمة وإنهائها».