أوباما يقدم التعازي لضحايا مجزرة الأطفال.. والنقاش حول السلاح يحتدم

القاتل أطلق النار للدخول بالقوة إلى المدرسة.. ووالده يشارك الضحايا الحزن

أسماء ضحايا بلدة نيوتاون وضعت على علم أميركي خارج مدرسة «ساند هوك» الابتدائية أمس (أ.ف.ب)
TT

بعد أن أدمعت عينا الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الجمعة الماضي وهو يتحدث عن مذبحة المدرسة الابتدائية في مدينة نيوتاون الريفية (ولاية كونيتيكت) حيث قتل شاب عمره عشرون سنة عشرين تلميذا وتلميذة، تراوحت أعمارهم بين ست وسبع سنوات، بالإضافة إلى قتله سبعة كبارا، توجه أوباما أمس إلى المدينة الصغيرة المنكوبة لتقديم التعازي. وكان من المرتقب أن يحضر أوباما قداسا في كنيسة في المدينة، ويقابل عددا كبيرا من عائلات وأقرباء الضحايا.

وصباح أمس، أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن أوباما، بعد أن يزور المدرسة التي حدثت فيها المذبحة، سيتحدث في المساء في حفل تأبين.

وبدأت تفاصيل ملموسة تظهر أمس حول المجزرة التي استهدفت أطفال مدرسة ابتدائية في بلدة كونيتيكت التي نادرا ما تشهد أحداث عنف. وقال هاري كارفر، كبير أطباء التشريح في الولاية، إن 12 بنتا و8 أولاد و6 نساء قتلوا في المذبحة. وقتل القاتل نفسه، بينما كانت إحدى النساء أمه.

وأكد حاكم ولاية كونيتيكت دان مالوي لقنوات التلفزيون أمس أن منفذ المجزرة نجح في الدخول إلى المبنى عنوة بفتحه النار عبر أحد الأبواب. وصرح لشبكة «سي إن إن» قائلا: «ما نعرفه هو أنه دخل إلى المدرسة وهو يطلق النار. لم يسمح أحد له بالدخول. دخل المبنى وهو يطلق النار ليؤمن ممرا له وأن بندقية هجومية كافية للسماح لكم بالقيام بذلك». وأضاف في مقابلة أخرى مع قناة «إيه بي سي» أنه «كانت المدرسة مغلقة. استخدم سلاحه لإطلاق النار عبر الزجاج ونجح في الدخول». وتابع قائلا «ثم دخل أول صف ثم الصف الثاني حيث نعتقد أنه انتحر لدى سماعه وصول قوات الشرطة».

وكانت الشرطة أعلنت السبت أن القاتل آدم لانزا دخل عنوة إلى مدرسة ساندي هوك لكن السلطات لم توضح أن الشاب دخل المؤسسة بإطلاق النار من بندقية هجومية.

من جهته، عبر والد آدم لانزا عن مشاركته لأسر الضحايا وأقربائهم ومعارفهم في المصيبة. وقال بيتر لانزا، في بيان مكتوب: «نفكر نحن في عائلات الضحايا والأصدقاء الذين فقدوا أشخاصا أعزاء، وفي الجرحى. وتبكي عائلتنا مع كل الذين ضربتهم هذه الفاجعة الهائلة». وأضاف: «ليست هناك كلمات يمكن أن تعبر عن مدى حزننا. مثل كثيرين منكم نحن حزناء ونحاول فهم هذه المأساة».

في الوقت نفسه، احتدم النقاش السياسي والإعلامي وسط الأميركيين عن حدود حرية شراء وامتلاك أسلحة شخصية. ورغم أن الموضوع معقد بسبب وجود مادة في الدستور الأميركي (التعديل الثاني للدستور) تنص على حق المواطنين في امتلاك أسلحة، وأن ذلك كان أيام الثورة الأميركية ضد الاستعمار البريطاني، قالت مصادر إخبارية أميركية إن قتل هذا العدد الكبير من أولاد وبنات أعمارهم ست وسبع سنوات لا بد أن يزيد النقاش، ويعطيه بعدا إنسانيا.

ورغم أن أوباما وعد باتخاذ «إجراءات فعلية» للحد من حرية شراء وامتلاك الأميركيين للأسلحة، قالت مصادر إخبارية أميركية إن أوباما ربما لا يقدر على تحدي لوبي السلاح الخاص، ربما أقوى لوبي في واشنطن.

ويترقب الأميركيون خطاب أوباما لمعرفة ما يعنيه بالتحديد حين دعا، في خطابه الحزين يوم الجمعة، إلى «تحرك له معنى» لمنع حدوث مثل هذه الكوارث.

ولا تزال الشرطة تبحث عن الأسباب التي دفعت لانزا إلى قتل والدته، نانسي لانزا، في منزلها، ثم التوجه إلى المدرسة، واقتحامها، وارتكاب جريمته. وقالت الشرطة إن المعلومات الأولية التي جمعتها أوضحت أن عددا من الأسلحة التي كانت أمه تملكها بطريقة مشروعة استخدمت في القتل، وأن هذا ربما من أسباب قتله أمه.

وبعد يومين من المذبحة، نشرت الشرطة أسماء الضحايا، ومعلومات عنهم، وكان أصغرهم نواه بوزنر الذي بلغ السادسة من العمر الشهر الماضي، وأكبرهم دانيال برادن الذي بلغ السابعة من العمر في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وجاء في تقرير طبيب التشريح أن الأطفال والنساء الست الذين قتلهم لانزا استهدفوا بالرصاص عدة مرات. وقال الطبيب: «وجدت بين 3 رصاصات و11 رصاصة في كل من الجثث السبعة التي فحصتها شخصيا».

وأضاف الطبيب، الذي بدا عليه الحزن الشديد، أنه لم ير مثل هذا الأمر طوال سنوات عمله الثلاثين. وقال إن القاتل استخدم بندقية نصف أوتوماتيكية هي «بوشماستر 233»، بالإضافة إلى مسدسين أوتوماتيكيين.

وقال الناطق باسم شرطة الولاية إن التحقيق الذي أجري في المدرسة، وفي المنزل الفخم الذي كان يعيش فيه القاتل ووالدته، أدى إلى جمع «معلومات جيدة جدا نأمل أن تسمح لنا برسم صورة كاملة لطريقة وأسباب الحادث».

وقالت مسؤولة في المدرسة إن مديرة المدرسة والطبيبة النفسية قتلتا، بينما كانتا تجريان لحماية الأطفال بعدما سمعتا أصوات الرصاص، وإن المعلمة فيكتوريا سوتو (27 عاما) قتلت بعد أن خبأت التلاميذ في خزانة الفصل.

وقالت ماري آن جاكوب، التي تعمل في المكتبة، إنها اختبأت مع ثلاثة بالغين آخرين و18 طفلا في غرفة الكومبيوترات. وطلبت من الأطفال أن يرسموا أشياء، وأوضحت أن طلبها كان تمرينا، من دون أن تلفت انتباههم إلى ما يجري خارج الغرفة.

وقالت المعلمة كيتلين رويغ لتلفزيون «إيه بي سي» إنها اختبأت مع أطفال في واحد من المراحيض، وطلبت منهم التزام الصمت، وقالت لهم: «أريد منكم أن تعرفوا أنني أحبكم حبا كثيرا». وقالت للتلفزيون: «اعتقدت أنها آخر جملة يسمعونها مني، وآخر جملة أقولها أنا».