معطف كلاسيكي.. بأناقة الخمسينات

المصممون يبدعون في أزياء «الخريف والشتاء» أكثر من «الربيع والصيف»

TT

يبدع المصممون في أزياء الخريف والشتاء أكثر مما يبدعون في أزياء الربيع والصيف، لا سيما بعد أن تجاوزوا المحاذير والممنوعات، ولم تعد هناك للصيف ألوانه التي لا يمكن أن يتطاول عليها الشتاء كما لم تعد لهذا الأخير أقمشته الخاصة بعد أن تطورت التقنيات واكتسبت نعومة الحرير، بما في ذلك الجلود السميكة. وعلى الرغم من أن الحدود بين الفصول تداخلت، سواء من حيث التصاميم أو الألوان أو الخامات، فإن القطعة الوحيدة التي بقيت لصيقة بالشتاء هي المعطف. فمنذ بداية ديسمبر (كانون الأول) إلى نهاية فبراير (شباط)، يصبح قطعة أساسية لا تستغني عنها أي امرأة في الغرب خصوصا، مما يجعل اختياره مهما ليس على أنه مضاد للبرد فحسب؛ بل أيضا على أنه سلاح أناقة وترفيه على النفس والروح في أشهر لا تشرق فيها الشمس كثيرا وتكتسي السماء لونا رماديا حزينا.

وتبقى المعاطف التي طرحها راف سيمونز لدار «جيل ساندرز» الأجمل.. فقد استوحى خطوطها من الخمسينات، وقيل حينها إنه تعمد ذلك لأنه كان يريد وظيفة مصمم دار «ديور» بكل جوارحه، وبالتالي كان هدفه من هذه التصاميم أن يبلغ رسالة إلى برنار أرنو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إل في إم آش» المالكة لدار «ديور»، بأنه على مستوى التحدي وأنه يمكن أن يفهم روح الدار التي شهدت عزها في الخمسينات على يد مؤسسها كريستيان ديور. وصلت الرسالة، ونجح في دخول الدار الفرنسية العريقة، لعدة أسباب لا بد أن تكون مجموعة المعاطف هذه واحدة منها. فقد تكلمت لغة الأناقة الخمسينية بوضوح أنيق استحضر أناقة أيام زمان. فقد كانت مفعمة بالأنوثة بأكمامها الواسعة وأكتافها المنخفضة وألوانها الشهية. في بعض الأحيان توحي كما لو أنها قطعة كيمونو من الكشمير والصوف الخفيف وحينا آخر وكأنها مستوحاة من تصاميم بول بواريه، المصمم الذي شهد عزه في العشرينات من القرن الماضي.

ما من شك أن هناك من النساء من يرين في المعطف مجرد قطعة عملية يتوخين منها الدفء بغض النظر عن شكلها ولونها وخامتها. وهذا تفكير معقول إلى حد ما، إذا كنت تعيشين في منطقة الشرق الأوسط، لأنك قد لا تحتاجينه سوى لأسابيع معدودة، لكن في أي منطقة أخرى يطول فيها الشتاء إلى أكثر من شهرين أو ثلاثة، فإنك لا بد أن تحتاجي إلى أي شيء من شأنه أن يدخل بعض السعادة على نفسك ويحسن مزاجك.