لبنان يتسلم من سوريا جثث 3 لبنانيين وفلسطيني قضوا في كمين تلكلخ

الضاهر لـ«الشرق الأوسط»: تسليمهم على دفعات هدفه إثارة الغضب ونقل الفتنة لطرابلس

TT

تسلمت السلطات اللبنانية أمس من الجانب السوري جثث ثلاثة لبنانيين هم بلال خضر الغول، ومحمد عبد الرحمن خليل الملقب بـ«الأيوبي»، وأحمد نبهان، والفلسطيني محمد مسلم الحاج، قتلوا خلال كمين تلكلخ، وسط تدابير أمنية مشددة في الجانب اللبناني من معبر العريضة الحدودي.

وأعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أمس أن «المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم سيتابع اتصالاته مع السلطات السورية بالتنسيق مع وزارة الخارجية اللبنانية لاستكمال إعادة الجثامين المتبقية». ومع تسليم الجثث الأربعة، ارتفع عدد الجثث التي تسلمها لبنان إلى سبعة، حيث تسلم الأمن العام اللبناني في التاسع من الشهر الجاري الدفعة الأولى التي تعود لكل من محمد أحمد المير، وعبد الحميد علي لاغا، وخضر علم الدين.

وأشار بيان الأمن العام اللبناني إلى أنه «بناء على تكليف من رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي تم صباح الأحد (أمس) تسلم أربعة جثامين من السلطات السورية على معبر العريضة الحدودي كانوا قد قضوا في تلكلخ، وذلك بالتنسيق مع دار الفتوى».

وكان حشد من رجال الدين وممثلين من دار الفتوى اللبنانية وشخصيات أمنية، إضافة إلى ذوي القتلى، وصلوا منذ صباح أمس إلى منطقة العريضة. كما حضر بشكل مفاجئ إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، جنوب لبنان، الشيخ أحمد الأسير، يرافقه الفنان اللبناني المقرب منه فضل شاكر، لمواكبة عملية تسليم الجثامين، من دون الإدلاء بأي تصريح. كما شارك كل من وفد دار الفتوى والشيخ الأسير والناطق الرسمي باسم عائلات الضحايا الشيخ محمد إبراهيم والمشايخ في اجتماع طالب على أثره الشيخ إمام طالب، ممثل دار الفتوى، بتسليم «الجثث المتبقية في أسرع وقت ممكن».

وكانت مجموعة من 17 لبنانيا وإسلاميا قد تعرضت في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إثر اجتيازها الحدود اللبنانية - السورية، لكمين نصبته لهم القوات السورية قرب بلدة تلكلخ السورية (محافظة حمص). وكانت المجموعة في طريقها إلى حمص لمساندة «الجيش السوري الحر». وفي حين تمكن ثلاثة من عناصر المجموعة من النجاة، ترجح المعلومات مقتل بقية أفراد المجموعة الذين وصل سبعة منهم فقط إلى لبنان.

وفي حين يعزو الجانب السوري التأخير في تسليم الجثث على دفعات للسلطات اللبنانية إلى إجراء فحوص الـ«DNA» للتأكد من هويتهم، يحمل نواب لبنانيون على ما يصفونه بـ«المماطلة». وأبدى النائب في «تيار المستقبل» خالد الضاهر لـ«الشرق الأوسط» تخوفه من أن «يتلكأ النظام السوري بتسليم بقية الجثث لما أصابها من تشوهات وآثار تنكيل وتغيير معالم وجوه الشهداء»، مشيرا بالقول «إننا شاهدنا مقاطع فيديو على (يوتيوب) تظهر كيف تم التنكيل من قبل النظام السوري بالجثث وضربها بطريقة مقززة وبشعة».

وأعرب عن اعتقاده بأن التأخير في تسليم الجثث هدفه «إثارة مشاعر الغضب في لبنان عموما وطرابلس تحديدا، وذلك في إطار الاستهداف السوري المستمر للبنان ومحاولته نقل الفوضى وزرع الفتنة والاضطرابات في لبنان». وقال إنه «ليس بجديد على النظام السوري اتباع طرق ملتوية واستمراره بمحاولاته البائسة بنقل الفتنة إلى لبنان»، مشيرا إلى أن «ممارسات النظام السوري باتت أسوأ من ممارسات العدو الإسرائيلي، وما مورس على مجموعة اللبنانيين لم تمارسه إسرائيل على المقاومين والفدائيين اللبنانيين والفلسطينيين».

وشدد الضاهر على أن «الحكومة اللبنانية مدعوة لأن تقوم بواجبها من دون تلكؤ تجاه هذه القضية التي باتت إنسانية، وفق الأعراف القانونية والأخلاقية، والتعاطي إنسانيا بما يهدئ نفوس ذوي الشهداء ودفنهم بطريقة لائقة».

وفي الإطار ذاته، رأى نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت، أن تسليم جثامين الضحايا اللبنانيين الذين سقطوا في تلكلخ على دفعات «يندرج في إطار محاولات النظام السوري المتكررة لنقل الفوضى والأزمة إلى لبنان عبر استثارة مشاعر الشماليين وأهل طرابلس لانتزاع ردود فعل منهم».

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام»، وهي وكالة الأنباء الرسمية في لبنان، قد أفادت بأن موكب الجثامين توجه من نقطة العريضة الحدودية إلى مدينة طرابلس، حيث تسلمت عائلة محمد الأيوبي جثته في محلة أبي سمراء، بينما تسلم ذوو أحمد نبهان جثته في طرابلس. وفي البداوي، تسلمت عائلة محمد الحاج (الفلسطيني الجنسية) جثة ابنها، كما أنزل أهالي وأصدقاء بلال الغول جثمانه في منطقة البداوي واتجهوا به سيرا على الأقدام باتجاه جامع طينال، على وقع شعارات التكبير وأخرى منددة بالنظام السوري.

وبعد الصلاة على الجثامين الأربعة، تمت مواراتهم الثرى في جبانة عائلاتهم باستثناء الفلسطيني الذي تم دفنه في مخيم البداوي.