المعارضة السورية ترفض «المبادرة الإيرانية» وتعتبرها محاولة لإنقاذ النظام

نجاد يلغي زيارة إلى تركيا على خلفية أزمة «الباتريوت»

TT

لم تجد المعارضة السورية جديدا في المبادرة الإيرانية معتبرة إياها محاولة للمحافظة على النظام السوري، رافضة في الوقت عينه أي حوار معه، هذا ما عبر عنه رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا، بالقول: «هذه المبادرة التي أتت متأخرة كثيرا ليست إلا محاولة من إيران للحفاظ على ماء وجه النظام السوري وإنقاذ رئيسه بشار الأسد».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بعد التطورات اللافتة على الأرض والتقدم الذي يحرزه الثوار يعكس العزلة التي بدأ يعيشها الأسد، من يقرأ ما بين سطور المبادرة الإيرانية سيكتشف أن إيران تحاول تقديم خطتها كحل وسط للمحافظة على النظام وإرضاء المعارضة في الوقت عينه». معتبرا كل هذه المحاولات وما يقال إنها بنود لحلول هي مفاهيم عامة غير واضحة وتبقى غير واقعية ما لم تحدد مصير الأسد وتقدم حلولا جذرية، وبالتالي فإن المعارضة لم ولن تقبل بما تطرحه إيران لأن ما يحصل في سوريا هو ثورة شعبية وليس خلافا بين الحكومة والمعارضة، وأهم ما تطلبه هو قطع الصلة نهائيا مع هذا النظام. مضيفا: «لسنا بمواجهة مع إيران ونؤكد أننا نريد أفضل العلاقات مع إيران ولكن ليس على حساب الثورة والشعب السوري، وبالتالي على إيران أن تتوقف عن مد النظام بالمال والسلاح، وعليها أن تتهيأ لمرحلة ما بعد الأسد التي باتت قريبة».

بدوره، أكد فهد المصري، مسؤول الإعلام في الجيش الحر، أن المعارضة ترفض المبادرة الإيرانية جملة وتفصيلا لأنها لا تتضمن رحيل الأسد ونظامه، معتبرا إياها محاولة لإنقاذ الأسد وأعوانه وليس سوريا وشعبها، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إيران ليست جزءا من الحل كي تتقدم بمبادرات واقتراحات لأنها تشكل جزءا أساسيا من الأزمة، ولا يمكن للقاتل أن يتحول إلى حكم ويقدم حلولا».

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن مبادرة لحل الأزمة في سوريا من ست نقاط، وتدعو بشكل رئيسي إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعمليات المسلحة تحت إشراف الأمم المتحدة، والبدء فورا بتقديم المساعدات للمتضررين وإلغاء العقوبات الاقتصادية على سوريا، وتهيئة الأرضية لعودة النازحين واللاجئين.

كما تدعو المبادرة إلى إطلاق حوار وطني شامل يمهد لتشكيل حكومة انتقالية توافقية تكون مسؤوليتها الأساسية إقامة انتخابات حرة لتشكيل برلمان جديد وجمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد، وإقامة انتخابات رئاسية.

كما دعت المبادرة إلى الإفراج عن المعتقلين من الطرفين، وضرورة التوقف عن نقل الأخبار المغلوطة عن تطورات الساحة السورية، وتهيئة الأجواء لجميع وسائل الإعلام لنقل الحقيقة. وطالبت بتشكيل لجنة لتقييم الأضرار وإعادة الإعمار، خصوصا الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.

وجاء ذلك في وقت ألغى فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة رسمية كانت مقررة أمس إلى تركيا، غداة تحذير وجهته طهران إلى أنقرة بشأن قرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر صواريخ «باتريوت» قرب الحدود السورية.