«الحر» يعلن النفير العام في حماه.. ويسيطر على «اللواء 34» بدرعا

300 شخص يلقون حتفهم بسوريا خلال يومين.. والحلقي يزور حلب

دبابة مدمرة في مدرسة المشاة في حلب بعد سيطرة المعارضة المسلحة عليها (رويترز)
TT

في موازاة استمرار القصف والعمليات العسكرية الشاملة في معظم المناطق السورية، أعلن الجيش الحر النفير العام في حماه وريفها لتحريرها، مؤكدا في الوقت عينه سيطرته على «اللواء 34» في درعا وكتيبة «حندرات 603 دفاع جوي» في حلب، وأفاد ناشطون بأن قذيفة «هاون» سقطت أمس في منطقة المهاجرين بدمشق حيث يقع قصر الروضة الرئاسي. ووصل عدد قتلى أمس، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى نحو 120 سوريا في أنحاء متفرقة من البلاد، ليرتفع عدد القتلى خلال اليومين المنصرمين إلى أكثر من 300.

وبعدما كانت الألوية التابعة للمجلس العسكري الثوري في حماه، مساء أول من أمس، قد أعطت ضباط وجنود قوات النظام مهلة 48 ساعة للانشقاق معلنة النفير العام في حماه، أعلن الجيش الحر أمس بدء عملية تحريرها والإعداد لعمليات واسعة تستهدف بالدرجة الأولى الحواجز المنتشرة في المنطقة.

وقال العقيد قاسم سعد الدين عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا في الجيش الحر إن العمليات العسكرية تشمل الريف الشمالي والشرقي والريف الشمالي الغربي والجنوبي لحماه، مشيرا إلى وجود تواصل مع الحواجز التابعة لقوات النظام، ولفت إلى أن معظم الحواجز منهارة وجاهزة للاستسلام. كذلك، اندلعت معارك بين الجيشين الحر والنظامي في مدينة حلفايا بريف حماه، بينما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ بلدتي كفرزيتا وكرناز. وفي ما يتعلق بمعركة تحرير حماه، قال أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه، لـ«الشرق الأوسط»، إن الإعلان عنها جاء ردا على التصعيد المفاجئ على حماه وريفها، بعدما كان يفترض أن يعلن عنها في الأسابيع القليلة المقبلة، لافتا إلى أن قوات النظام عمدت إلى قصف حلفايا حيث ارتكبت مجزرة أودت بحياة 35 شخصا، ومناطق عدة في حماه بالصواريخ، الأمر الذي جعل الجيش الحر يبدأ بمواجهة الحواجز ويحاصر عددا من العناصر فيها. وفي حين يرى الحموي أن معركة حماه لن تكون سهلة نظرا إلى محاولة النظام الاحتفاظ بها، أشار إلى أن أهم أهداف الجيش الحر سيكون المطار العسكري الذي يعتمد عليه النظام كمحطة للطائرات المحملة بالعتاد والأسلحة وتوزيعها على مناطق ومطارات أخرى، وقطع طريق حماه - إدلب، إضافة إلى لواء القوات الخاصة واللواء 47 وتجمعات عسكرية مهمة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات النظامية انسحبت من حاجز الشيخ حديد بعد تعرضها للقصف بقذائف «الهاون» وقذائف مضادة للدروع من قبل مقاتلين من المعارضة كما انسحبت من حاجزي باب الطاقة وحصرايا مع تواصل الاشتباكات وحصار الحواجز في بلدات حلفايا وكفرزيتا وكرناز والحماميات وطيبة الإمام وحاجز للقوات النظامية عند مدخل مدينة محردة وعدة قرى أخرى في سهل الغاب في عملية هي الأوسع منذ أشهر. كذلك، أفاد المرصد بتجدد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة حلفايا التي شهدت قصفا عنيفا واشتباكات في محيطها أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 23 مواطنا كما تعرضت قرية الزكاة بريف حماه للقصف من قبل القوات النظامية.

وفي حلب أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على كتيبة «حندرات 603 دفاع جوي» قرب مدرسة المشاة التي سبق أن سيطر عليها بالكامل، بينما لا يزال يحرز تقدما في المعركة المستمرة منذ أيام مع جنود النظام في كلية الشؤون الإدارية غرب حلب، بحسب ما ذكره المرصد، وقد تمكن مقاتلو الجيش الحر من السيطرة على الجزء الأكبر من الكلية.

وفي ريف حلب الشمالي قصفت الطائرات الحربية السورية مدينة أعزاز الواقعة على بعد مئات الأمتار عن الحدود التركية، والتي يسيطر عليها الجيش السوري الحر. وقد أدى القصف إلى تدمير عدد من المنازل ومسجد، وسقوط عدد من الجرحى، ونتج عن ذلك حالة من الخوف في صفوف السكان واللاجئين السوريين في تركيا.

وفي غضون ذلك، زار وفد وزاري برئاسة رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي مدينة حلب للاطلاع على الصعوبات التي تواجهها جراء المعارك الجارية فيها، بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي السوري أمس. وهي المرة الأولى التي يزور فيها وفد حكومي على هذا المستوى المدينة التي تشهد منذ خمسة أشهر معارك دامية. وجاء في شريط إخباري تلفزيوني أن الزيارة أسفرت عن «تخصيص الحكومة مائتي مليون ليرة (مليوني دولار بحسب السوق الموازية) لشراء مواد إغاثية و100 مليون (مليون دولار) لشراء مواد أساسية ومتطلبات الخدمات و140 مليون ليرة (1.4 مليون دولار) للمساهمة في الموازنة المستقلة لمحافظة حلب وتأمين مساعدات أسبوعية بواسطة الطائرات».

وفي إدلب، ذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت في مدينة خان شيخون بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين كانوا ينفذون هجوما على حواجز القوات النظامية في المدينة ومحيطها. وفي ريف الرقة، قالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش الحر سيطر على حاجز الرصافة العسكري التابع للجيش النظامي. أما في دير الزور، فقد قال ناشطون إن الجيش الحر تقدم في عدد من الأحياء التي يسيطر عليها النظام، كما أنه ما زال يحاصر مطار دير الزور العسكري ويقصفه بقذائف «الهاون». وقالت شبكة «سوريا مباشر» إن قوات النظام قصفت منذ الصباح الباكر بالمدفعية الثقيلة أحياء الجبيلة والموظفية والعمال والحميدية. وفي السويداء، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن فرقت اعتصاما حاشدا أمام الملعب البلدي في المدينة.

من جانبها، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام اقتحمت قرية القرفا بدرعا، مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، بينما قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة طفس وحيي طريق السد ومخيم النازحين في درعا. وشهدت هذه الأحياء اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي.

وذكر المرصد أنه سقط عدد من القتلى من قوات النظام إثر استهداف آليات عسكرية واشتباكات في مدينة درعا. ومع توتر الأوضاع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، شوهد تحليق كثيف لطيران «الميغ» في سماء العاصمة، في وقت هز حي المهاجرين في دمشق صوت انفجار إثر سقوط قذيفة «هاون» في منطقة نوري باشا خلف السفارة الفرنسية، أعقبه صوت إطلاق نار، وهي المرة الأولى التي تسقط فيها «هاون» في هذه المنطقة القريبة من قصر الروضة الرئاسي، حيث تم إغلاق المنطقة من جهة العفيف والجسر الأبيض وسط استنفار أمني كبير، ويأتي ذلك بعد نحو 24 ساعة على قيام قوات النظام بمداهمة منزل في حي الشعلان الراقي المتصل بحي الروضة واعتقال أربعة أشخاص قالت مصادر مقربة من النظام إنهم من الجيش السوري الحر. في الوقت نفسه، أفاد ناشط من مدينة داريا في ريف دمشق التي تتعرض لهجمات من قوات النظام منذ أسابيع، بتقدم القوات النظامية حتى نصف المدينة تقريبا.

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية النمساوية إنها طالبت سوريا بتقديم توضيح حول اعتقال جمال عرابي (47 عاما)، وهو مواطن نمساوي من أصل سوري، من قبل الاستخبارات العسكرية السورية أثناء وجوده في منزل أقاربه في حلب. بدورها، قالت منظمة «الإغاثة الإنسانية» إن عرابي كان يعمل لحسابها في سوريا ويقوم بتوزيع الأدوية والأغذية للمدنيين المتضررين من النزاع الدائر في هذا البلد. جاء ذلك بينما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن مهندسا إيطاليا خطف في سوريا مع زميلين له من جنسيتين أخريين، كانوا يعملون في مصنع فولاذ في مرفأ اللاذقية.