أفغانستان: مقتل 10 فتيات في انفجار لغم مضاد للأشخاص

يعود إلى حقبة الجهاد ضد القوات السوفياتية في الثمانينات

TT

قتل عشر فتيات، تتراوح أعمارهن بين 9 سنوات و11 سنة، في انفجار لغم مضاد للأفراد بينما كن يجمعن الحطب في شرق أفغانستان، على ما أفادت السلطات أمس. وقال حاكم منطقة شابرهار، محمد صديق دولتزاي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الحادث وقع في ولاية ننغرهار (شرق) حين صدمت إحدى الفتيات عرضا اللغم القديم بفأس. وأوضح أن «لغما قديما يعود إلى حقبة الجهاد (ضد القوات السوفياتية في الثمانينات) انفجر، ما أدى إلى مقتل عشر فتيات وجرح اثنتين أخريين». من جهته، قال المتحدث باسم حكومة ولاية ننغرهار، أحمد ضياء عبدلزاي، إن اللغم زرعه «أعداء أفغانستان»، بحسب التسمية الرسمية لمتمردي طالبان، وإن كان موجودا في المنطقة منذ فترة طويلة. وأضاف أن الانفجار أدى إلى تشوه كبير في أجسادهن، مما يجعل التعرف عليهن صعبا. وتم تفكيك نحو 700 ألف لغم وأكثر من 15 مليون عبوة متفجرة في أفغانستان منذ انسحاب القوات السوفياتية عام ،1989 بحسب أرقام الأمم المتحدة.

لكن رغم عمليات إزالة الألغام، لا يزال هذا البلد يعتبر من الدول التي فيها أكبر عدد من الألغام في العالم، بعد نزاعات استمرت أكثر من ثلاثة عقود.

وزرعت الألغام في هذا البلد خلال ثلاثة نزاعات؛ أولها الحرب ضد السوفيات في الثمانينات، والحرب الأهلية في التسعينات، وفي القتال بين حلف شمال الأطلسي وحركة طالبان بعد طردها من السلطة في 2001.

ويستخدم عناصر طالبان القنابل يدوية الصنع التي يزرعونها على حافة الطرقات لاستهداف القوات الأفغانية والأطلسية، غير أنها تحصد الكثير من القتلى المدنيين. وفي الأشهر الستة الأولى من 2012، قتل 1145 مدنيا أفغانيا وجرح نحو 2000 آخرين، معظمهم في عبوات زرعت على حافة الطريق.

ويشكل الأطفال والنساء 30% من هؤلاء القتلى.

وتقوم أكثر من عشر منظمات وشركات ونحو 13 ألف خبير بعمليات نزع الألغام في البلاد حاليا.

وقال شاه علي أيوبي، مدير العمليات في مركز كشف الألغام بكابول، إن «الألغام والعبوات يدوية الصنع تقتل بين 20 و30 شخصا يوميا في مختلف مناطق البلاد».

وأضاف: «هناك الكثير من المناطق غير الآمنة التي لا تستطيع فرقنا الذهاب إليها، لا نقوم سوى بنزع العبوات يدوية الصنع في بعض مناطق البلاد، ولا يمكننا دخول المناطق الأخرى إلا بعد وقف القتال».