محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية تنتفض ضد نظام الأسد

شهدت مظاهرات حاشدة.. والجيش الحر بدأ عملياته فيها

TT

شهدت محافظة السويداء (جنوب سوريا) فجر أمس، مظاهرات حاشدة نددت بنظام الرئيس بشار الأسد وطالبت بالحرية، حيث أشار ناشطون من المدينة ذات الغالبية الدرزية أن التنسيقيات الناشطة في المحافظة نظمت اعتصاما قرب دوار الملعب وتم قطع الطريق الرئيسي وإحراق الإطارات ليتحول الاعتصام إلى مظاهرة علت فيها هتافات منددة بنظام الحكم منها «سوريا لينا وما هي لبيت الأسد»، و«عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد»، و«الموت ولا المذلة»، و«واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد»، و«خسى من قال عيشتنا ذليلة».

ولا تعتبر هذه الاحتجاجات الأولى من نوعها في المدينة التي تتمركز فيها الأقلية الدرزية، حيث شهدت مدينة شهبا التابعة لمحافظة السويداء في 7 فبراير (شباط) من العام الحالي خروج مظاهرات حاشدة تطالب نظام الحكم بالرحيل، الأمر الذي استدعى تدخل المئات من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد والشبيحة بهدف تفرقة المظاهرات، وحوصر عدد من المنازل التي لجأ إليها المتظاهرون بينهم جرحى.

ويلفت أحد الناشطين المقيمين في المدينة إلى أن «هذه الاحتجاجات تبين أن طائفة الموحدين الدروز بدأت تتخلى عن نظام الأسد وتتخذ موقفا أقرب إلى الثورة المندلعة ضده»، ويضيف الناشط، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن «حيلة النظام في تخويف الأقليات لم تعد تنطلي على أحد من سكان المدينة»، ولا يستبعد الناشط المعارض أن «يكون أهل السويداء قد أدركوا أن سقوط النظام بات محتما فبدأوا يعدون لمرحلة ما بعد سقوطه بالانضمام إلى الثورة»، لافتا إلى أن «دروز السويداء لم يكونوا في أي محطة من محطات سوريا إلا في صف حرية الشعب السوري».

وقد تزامن خروج المظاهرات في المحافظة مع بداية نشاطات عسكرية للجيش السوري الحر داخل المدينة حيث أصدر المجلس العسكري الثوري في محافظة السويداء والذي يقوده العقيد المنشق مروان الحمد بيانا قال فيه إنه «قد تم تنفيذ عدة عمليات ضد عصابة الإجرام الأسدية في السويداء منها ضرب حاجز المجيمر التابع للجيش النظامي إضافة إلى عدة مواقع لقوات النظام السوري بالقرب من بلدة براق»، وتوعد المجلس في بيانه بـ«مزيد من (العمليات النوعية)» ضد ما سماها «العصابة الخائنة وشبيحتها».

يذكر أن مدينة السويداء تحدها من الشمال العاصمة دمشق، ومن الجنوب الأردن، ومن الشرق مرتفع الرطبة، ومن الغرب سهول حوران، وتبلغ مساحتها نحو 5550 كيلومترا مربعا، تتوزع على مناطق شهبا، وصلخد، وقنوات، وسيع، وشقة، وعتيل. وتعد المعقل الرئيسي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الذين يشكلون نحو 3 في المائة من سكان البلاد.

وقد شهدت منطقة السويداء وما حولها في عام 2000، أي السنة التي تسلم فيها الرئيس بشار الأسد مقاليد السلطة في البلاد، أحداثا دامية حيث احتج أهالي السويداء على مقتل أحد أبنائهم على يد زعيم من زعماء البدو في المنطقة، فما كان من النظام إلا أن اعتبر أن هذا العمل من قبل أهالي السويداء أشبه بعصيان مدني.

وتشير معلومات إلى أن النظام استخدم نفس الآلية التي يستخدمها الآن في قمع الثورة السورية، إذ منذ اللحظة الأولى دخلت الدبابات إلى المحافظة بمدنها وقراها وانتشرت الحواجز العسكرية على جميع مداخل القرى المتاخمة لقرى وتجمعات البدو آنذاك.