ليبيا: البرلمان يغلق الحدود مع 4 من دول الجوار ويعلنها منطقة عسكرية

هجمات مفاجئة في بنغازي تكشف التدهور الأمني

TT

عاد تردي الوضع الأمني أمس إلى صدارة المشهد السياسي في ليبيا التي أغلقت حدودها الجنوبية مع أربع دول هي: السودان وتشاد والنيجر والجزائر، إيذانا بتحويل المنطقة الجنوبية إلى منطقة عسكرية مغلقة من المتوقع أن تشهد بحسب ما أبلغته مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عمليات عسكرية واسعة النطاق في الأيام المقبلة لمطاردة الخارجين عن القانون، ومنع عمليات التسلل والتهريب.

وباتت مدينة بنغازي، التي تعتبر ثاني كبريات المدن الليبية مسرحا لعمليات كر وفر بين قوات الأمن ومجموعات خارجة عن القانون، تعتقد الحكومة الليبية أنها تضم أيضا بعض المحسوبين على نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وفى تطور خطير، شهدت بنغازي الواقعة شرق البلاد سلسلة من العمليات استهدفت مراكز للشرطة بالتزامن مع تلقي قيادات أمنية في مديرية أمن المدينة تهديدات مباشرة بالقتل والتصفية الجسدية عبر هواتفهم الجوالة. وتعرضت عدة مقار ودوريات أمنية متحركة في بنغازي إلى هجمات مفاجئة من قبل مجموعات مسلحة أسفرت عن مصرع 4 من قوات الأمن وإصابة أكثر من 10 آخرين.

وقال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي، إن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان يتابع بشكل مكثف مع وزير داخليته عاشور شوايل تطورات الموقف الأمني في بنغازي التي كان ينظر إليها في السابق على أنها أكثر أمنا وانضباطا من العاصمة طرابلس.

وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أن شوايل يعتبر هذه الهجمات بمثابة محاولة لمنع السلطات الليبية المختصة من كشف كافة الملابسات المتعلقة باغتيال بعض ضباط الأمن والجيش في المدينة خلال الآونة الأخيرة. ولمح المسؤول نفسه إلى تورط بعض عناصر محسوبة على الأمن في هذه الهجمات التي لم يستبعد أيضا تورط بعض الموالين لنظام القذافي السابق فيها.

وكشف النقاب عن اعتزام وزارة الداخلية الليبية إعادة تقييم الموقف الأمني وإجراء تغييرات تطال معظم العناصر القيادية في جهاز الشرطة على نحو يجعل هذا الجهاز قادرا على القيام بالمهام المنوطة به في حفظ الأمن.

وقال مصدر أمني إن الهجمات استهدفت مقرات مديرية الأمن الوطني وقسم البحث الجنائي ومركزي شرطة منطقتي البركة والحدائق، بالإضافة إلى عدة دوريات أمنية متحركة في مناطق متفرقة من مدينة بنغازي، مشيرا إلى أن قوات الأمن الوطني تصدت لإحدى المجموعات المهاجمة، وأجبرتها على الفرار رغم استخدامها لأسلحة آلية خفيفة ومتوسطة وامتلاكها لكميات كبيرة من الذخيرة.

وقال مصدر بالشرطة الليبية إنه تم استهداف مركزي شرطة في هجومين متزامنين، حيث ألقيت قنبلة محلية الصنع على سيارة خالية من الركاب كانت متوقفة أمام مركز شرطة قاريونس في غرب بنغازي، بينما ألقيت شحنة ناسفة أيضا أمام مركز شرطة آخر في شرق المدينة مما أدى إلى وقوع أضرار في جدار بالواجهة من دون أي إصابات بشرية.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية الحكومية عن مسؤول أمني قوله إنه يرجح أن تكون الهجمات قد تمت بهذا الشكل المكثف والعنيف، على خلفية اعتقال بعض المتورطين في سلسلة الاغتيالات والتفجيرات التي شهدتها المدينة مؤخرا. وكشفت مصادر أمنية عن تلقي معظم المسؤولين الأمنيين من رجال الشرطة في بنغازي عدة اتصالات ورسائل نصية على هواتفهم الجوالة من مجهولين تتوعدهم بالقتل في حالة استمرارهم في تأدية عملهم الأمني. وتمثل هذه الهجمات تحديا لوزير الداخلية الليبي الجديد عاشور شوايل، الذي تسلم منذ يومين فقط مهام عمله بعد مناقشات مثيرة للجدل في البرلمان.