سفن الأسطول الروسي تستعد لإجلاء الرعايا الروس في سوريا

نائب وزير الخارجية الإيراني: لا نعتقد أن الأسد سيسقط قريبا

TT

أكدت مصادر وزارة الدفاع الروسية أن خمسا من سفن أسطول بحر البلطيق أبحرت قاصدة مياه البحر الأبيض المتوسط لاستبدال مجموعة من سفن أسطول البحر الأسود الموجودة هناك في إطار مهام قتالية أخرى. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» أمس عن مصادر البحرية الروسية في ميناء بالتيسك ما قالته حول أن مجموعة سفن أسطول بحر البلطيق أبحرت إلى السواحل السورية للمشاركة المحتملة في إجلاء الرعايا الروس الموجودين في سوريا. وأضافت المصادر أن «الاستعدادات لهذه المهمة جرت على نحو اتسم بالعجلة وفي سرية تامة، ولم تتوفر معلومات عنها إلا في الأيام الماضية. أما عن موعد عودة السفن إلى بالتيسك فلم يتحدد، ويتوقف على تطورات الوضع في سوريا. فقد تتوجه بعض هذه السفن إلى موانئ البحر الأسود حاملة على متنها مواطني روسيا». وأشار البيان الصادر عن وزارة الدفاع الروسية إلى أن «مجموعة سفن أسطول البلطيق تضم سفينة الحراسة (ياروسلاف مودري) وسفينتي إنزال كبيرتين (كالينينغراد) و(ألكسندر شابالين) وقاطرة الإنقاذ (إس بي - 921) والناقلة (لينا)، أبحرت من القاعدة الرئيسية للأسطول باتجاه البحر الأبيض المتوسط». وذكر البيان أن مجموعة سفن أسطول البلطيق ستحل محل سفن أسطول البحر الأسود التي تقوم بمهام في شرق البحر المتوسط منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأشار البيان كذلك إلى أن «خطة التأهيل العسكري تشمل تدريب البحارة على الدفاع الجوي والدفاع المضاد للسفن والغواصات، وتيسير الاتصالات والحركة ضمن المجموعة».

وكان إلياس أوماخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي التقى أمس أيضا حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية الذي وصل إلى موسكو لمناقشة الأوضاع الراهنة على صعيد الأزمة السورية. وقال أوماخانوف في معرض لقائه المسؤول الإيراني إن مجلسي البرلمان الروسي والخارجية الروسية والحكومة ورئيس الدولة ملتزمون بخط وموقف موحد حيال الحالة السورية، فيما أشار إلى «أن روسيا تنطلق في ذلك من أن مصير سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري وحده.. وأن أي محاولة من الخارج لفرض هذا النموذج أو ذاك للأسف تؤدي إلى تصعيد الوضع». وقال أوماخانوف: «إن الكثير من المواطنين الروس يعيشون في سوريا، ومن ثم فإن الموضوع يحمل بالنسبة لروسيا بعدا إنسانيا أيضا». ومن جانبه أكد عبد اللهيان أن إيران ترى في روسيا شريكا استراتيجيا وتؤيد التعاون الوطيد بين البلدين في الكثير من المجالات. وقال المسؤول الإيراني: «أريد أن أشير إلى أننا نملك نهجا استراتيجيا للتعاون مع روسيا.. نحن لدينا تعاون في الكثير من المجالات، ولدينا علاقات جيدة»، مؤكدا أنه «انطلاقا من أن التوقعات في البلدين كبيرة فإن هذا المستوى من التعاون لا يرضي قيادتي إيران وروسيا».

وكان حسين أمير عبد اللهيان قال في مقابلة أجرتها معه إذاعة «صوت روسيا» إن بلاده تقترح إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا، وسوف تقدم هذا الاقتراح كخطة لحل الأزمة السورية في اللقاء المنتظر مع وزارة الخارجية الروسية. وأوضح أن موعد الانتخابات يجب أن تحدده نتيجة الحوار بين الحكومة السورية والأطراف المعارضة غير المتورطة في عمليات إرهابية. كما قال نائب الوزير الإيراني إن اقتراح بلاده يتألف من 6 بنود، تتضمن إجراء انتخابات برلمانية أولا ومن ثم رئاسية في سوريا، على أن يبقى الرئيس الأسد إلى ذلك الحين رئيسا للبلاد. ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الإيراني في موسكو ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية المسؤول عن ملف الأزمة السورية والبلدان العربية.

من جانبه، قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني، أمس، إن إيران لا تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته سيسقطان قريبا.

وبعد محادثات أجراها في موسكو، قال لـ«رويترز»، عبر مترجم، ردا على سؤال عن توقعات غربية بأن الإطاحة بالأسد وحكومته وشيكة: «لدينا شكوك قوية في هذا. الجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة».

ورفض عبد اللهيان التلميحات بأن موسكو غيرت موقفها تجاه سوريا، على الرغم من تصريحات دبلوماسي روسي كبير قال الأسبوع الماضي إن معارضي الأسد قد ينتصرون في الصراع.

وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحافي: «خلال محادثاتنا مع نظرائنا الروس تبين لنا أنه ليس هناك تغير في الموقف الروسي تجاه سوريا».