تشييع جثمان الشيخ محمد السبيل

بحضور العلماء وأئمة المسجد الحرام وكبار مسؤولي الدولة

TT

ووري الشيخ محمد السبيل، إمام وخطيب المسجد الحرام، عصر أمس، ثرى مقبرة العدل في مكة المكرمة، بعد الصلاة على جثمانه في الحرم المكي، بحضور أعضاء هيئة كبار العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين في الدولة وحشد كبير من طلبة العلم.

وأبّن عدد من كبار العلماء وأئمة المسجد الحرام والمشايخ وطلبة العلم، الفقيد الراحل، وأطنبوا في الثناء على علمه وورعه وتقواه، حيث قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء: «لقد ارتحل الشيخ محمد بن عبد الله السبيل عن الدنيا بعد أعمال جليلة من إمامة الحرم المكي الشريف والخطابة والصلاة في الجمع والفروض، مؤديا واجبا كبيرا متصفا بالخلق الفاضل والسمت الحسن والأدب العالي، رحمه الله وعفا عنا وعنه».

وأضاف: «إن الشيخ السبيل عرف عنه أنه رجل فاضل في سمته وصاحب عمل طيب، ومعروف عنه الاتزان والثبات في القول والعمل، ولم ينقل عنه شيء مخالف، وكان يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والشيخ السبيل نعم الرجل، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته».

من جانبه، قال الشيخ الدكتور علي بن عباس الحكمي عضو هيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للقضاء: «بداية نقول كما أخبر الله عن عباده المؤمنين (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) ولا شك أن مصيبة الموت من أعظم المصائب، والموت باب وكل الخلق داخله، لكن موت العلماء أشد وقعا على الأمة؛ ففراق واحد منهم يعد ثلمة في صرح حمايتها من الغواية، والضلال وإطفاء شعلة من نور هدايتها إلى الصراط المستقيم الذي هدانا إليه النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم».

وأشار الشيخ الحكمي إلى أن الشيخ محمد السبيل (رحمه الله) كان علما بارزا من أعلام الأمة وعلمائها؛ فسيفقده البيت الحرام والركن والملتزم والحجر وحلق الذكر، كما ستفتقده مجامع الفقه والعلم وجمعيات الإحسان والبر، فرحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه الجنة مع المصطفين الأخيار، وخلف على أسرته وأمته.

بدوره، قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون الحرمين، عن الشيخ السبيل إنه كان عالما وإماما: «ثلمته لا تُسدّ، والمصيبة لفقده لا تُحدّ، والفجيعة لموته نازلة لا تنسى، وفاجعة لا تمحى، والخطب بفقده جلل، والخسارة فادحة».

ووصف السديس الشيخ السبيل بأنه «رجل عرف عنه التواضع ولين الجانب وحسن الخلق والعلم الواسع، عالما عاملا، قضى في محراب المسجد الحرام ومنبره أكثر من 40 عاما إماما وخطيبا ومدرسا لطلاب العلم في حلق المسجد الحرام».

، وأسهب بالحديث عن الراحل بأنه «واسع العلم ثاقب الفكر قليل الكلام، وإمام مشهود له بالفضل، يلتقي بجميع من يريد مقابلته وينظر في حاجاتهم فيقضيها، إن كانت في يده، ويشفع شفاعات حسنة لدى الآخرين. وقد استقبل العالم الإسلامي نبأ وفاته بالحزن العميق، وكم من الاتصالات والتعزيات التي تلقتها الرئاسة من القائمين على الجمعيات والمراكز الإسلامية في شبه القارة الهندية وأوروبا وجنوب أفريقيا وغيرها».