المتحدث باسم حكومة كردستان لـ «الشرق الأوسط»: نرحب بدعوة المالكي للحوار إذا وصلتنا

وكيل وزارة البيشمركة: قواتنا في خطوط التماس مع الجيش تصدت لطائرة تجسس

TT

أعلن مصدر رفيع المستوى في وزارة البيشمركة بحكومة إقليم كردستان، أن قوات البيشمركة تصدت عصر أمس «لطائرة تجسس عراقية حلقت فوق مواقع البيشمركة في خطوط التماس بينها وبين الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها، بعد أن حاولت تصوير بعض المواقع العسكرية لانتشار البيشمركة بالمنطقة».

وقال أنور الحاج عثمان وكيل وزارة البيشمركة في تصريحات: «إن طائرة تجسس عراقية حلقت فوق مناطق انتشار قوات البيشمركة الكردية بمنطقة كلور القريبة من سلسلة جبال دوملان، فتصدت لها المضادات الجوية الكردية وأجبرتها على الفرار». وهذه هي المرة الثانية التي تتصدى فيها قوات البيشمركة لطائرات تجسس عراقية، حيث أطلقت النار باتجاه طائرة أخرى حلقت في بداية الأزمة العسكرية في المناطق المتنازع عليها في طوزخورماتو فوق أجواء المنطقة لتصوير مواقع البيشمركة.

في غضون ذلك أكد المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزه يي «أن الأجواء في مناطق التماس هادئة حاليا، ولم تحدث أي تطورات ميدانية، ولا تحركات جديدة من قبل قوات الجيش أو قوات البيشمركة بانتظار استئناف المحادثات مع بغداد». وقال دزه يي في تصريح خص به «الشرق الأوسط»: «إن وقف الحملات الإعلامية ساهم كثيرا في تلطيف الأجواء ووقف التحركات العسكرية، فلدينا رغبة مؤكدة بالتهدئة وعدم الانجرار إلى تأزيم الوضع؛ لأننا نعتقد أن العراق عموما هو الذي سيتضرر من تداعيات أي مواجهات عسكرية قد تحدث، لا سمح الله، وما زلنا نعول على الحوار السلمي البناء لمعالجة الأزمة وما يتصل بها من تفرعات وتداعيات خطيرة على الوضع الداخلي». وبسؤاله عن مبادرة الرئيس العراقي جلال طالباني الذي دعا رئيس الوزراء العراقي في آخر لقاء لهما أول من أمس إلى إرسال دعوة لوفد كردستاني لزيارة بغداد واستئناف المفاوضات المتوقفة، قال المتحدث: «نحن نرحب بمبادرة فخامة الرئيس طالباني، كما نرحب بدعوة السيد رئيس الوزراء بهذا المضمون إذا وصلتنا، فنحن في الأساس ومنذ بداية الأزمة السياسية، وجميع الأزمات التي حدثت كنا ملتزمين بمبدأ الحوار والتفاوض السياسي من أجل حل القضايا، وخلال هذه الأزمة أكدنا مرارا أنها أزمة سياسية بامتياز ويجب أن تحل بإطارها السياسي، فلا المواجهة ولا القتال سيؤديان إلى نتيجة، بل الحوار هو السبيل الأمثل والوحيد لكي نتغلب على مشاكلنا وأزماتنا، والتهدئة الإعلامية الأخيرة كانت فرصة جيدة لإطلاق جولة أخرى من المفاوضات، ولكننا ننتظر دعوة الوفد الكردي إلى بغداد، عندها سنقرر ما يلزم إيمانا من ثوابتنا الأساسية بمبدأ الحوار والتلاقي».

وسألت «الشرق الأوسط» المتحدث عن موقف حكومة الإقليم من الضغوط التي تتعرض لها بعض وسائل الإعلام العربية في بغداد، وخاصة قرار الحكومة العراقية إغلاق قناة «البغدادية»، فأجاب: «نرى أن الضغط أو التهديد بالإغلاق بحق أي وسيلة إعلامية لن يجديا في هذه المرحلة، ولا يخدمان الوضع السياسي والأمني الحالي، وكان الأجدر الرجوع إلى الإجراءات القانونية بحق أي وسيلة إعلامية تخالف شروط المهنية والحيادية، وليس اتخاذ إجراءات قاسية كالغلق والطرد، فنحن بحكومة الإقليم لسنا مع إغلاق أي وسيلة إعلامية مقروءة أو معروضة على شرط أن تلتزم تلك الوسائل بدورها بمبدأ الحيادية والأخلاقية المهنية والحرفية، ولذلك نعلن من جهتنا كحكومة الإقليم أننا على استعداد لفتح أبوابنا أمام جميع القنوات ووسائل الإعلام إذا اختارت كردستان لتبث منها برامجها وتقاريرها، وسنقدم لها الدعم المطلوب بشرط الحفاظ على المعايير الإعلامية والصحافية المعتمدة، وسنضمن عندها الحرية الكاملة لتلك الوسائل لتقوم بدورها في أداء رسالتها الإعلامية».