البحرين: وزير الخارجية يدعو إلى فكرة عقد مؤتمر لأصدقاء الشعب الإيراني

بعد تصريحات إيرانية استفزت مسؤول الدبلوماسية البحرينية

TT

أثارت تصريحات أدلى بها مسؤول إيراني حفيظة وزارة الخارجية البحرينية، ليتحدث مسؤول الدبلوماسية الأول في البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة صراحة وعلى صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن اقتراب الأوان لعقد مؤتمر لأصدقاء الشعب الإيراني المظلوم.

ووصفت الخارجية البحرينية تصريحات المسؤول الإيراني بـ«الكاذبة»، وقالت إنها جاءت للتغطية على الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الإيراني، بحسب وصف وزارة الخارجية.

وكان أمير حسين عبد اللهيان، معاون وزير الخارجية الإيراني، اتهم خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو يوم أول من أمس مملكة البحرين صراحة باستخدام غازات سامة في تفريق المظاهرات. ليطلق وزير الخارجية البحريني التغريدة التي قال فيها «أما آن الأوان لعقد (مؤتمر أصدقاء الشعب الإيراني) لإنقاذ هذا الشعب المظلوم؟».

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية البحرينية، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن تغريدة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة جاءت في سياق الرد على التدخلات الإيرانية المستفزة والمستمرة في الشأن البحريني، والزج باسم مملكة البحرين في كل حدث ومناسبة.

وقال السفير حمد العامر، وكيل وزارة الخارجية البحرينية، إن وزير الخارجية لديه تصور واضح وبعد نظر لما قاله، وقال «أعتقد أن الوقت قد حان للنظر لما يجري للشعب الإيراني من كبت للحريات واضطهاد من قبل النظام». وأشار العامر إلى أن التصريحات الصادرة من جانب المسؤولين الإيرانيين والتي تعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي البحريني ليست بجديدة، حيث أكد أن المسؤولين الإيرانيين منذ عامين تقريبا درجوا على إطلاق مثل هذه التصريحات التي تعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي البحريني. وأكد العامر أن النظام الإيراني على كل المستويات، بدءا من المرشد نزولا إلى وزير الخارجية أو معاونيه، دائما ما يدلي بتصريحات فيها الكثير من التجاوزات والتدخل في شأن مملكة البحرين، سواء في خطب الجمعة أو البرلمان، أو في وزارة الخارجية عبر البيانات التي تصدر عنها والتي تأتي ضد مبدأ حسن الجوار. وأسف العامر لما قال إنه تماد من المسؤولين الإيرانيين في الخطأ، مشيرا إلى أن البحرين ترغب في بناء علاقات طيبة وتتطلع إلى تعاون وحسن جوار مع الجارة إيران.

وفي بيان لوزارة الخارجية البحرينية، استنكرت الوزارة ما قاله حسين عبد اللهيان، معاون وزير الخارجية الإيراني، من تصريحات وصفتها بـ«الكاذبة»، أدلى بها خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو يوم أمس، وأشار فيه إلى استخدام مملكة البحرين للغازات السامة. وقالت الخارجية إن ما قاله عبد اللهيان ادعاءات لا أساس لها من الصحة. وأعربت الوزارة عن استغرابها الشديد لمثل هذه الادعاءات الباطلة، والتي قالت إن «هدفها التغطية على الأوضاع الكارثية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما يعانيه الشعب الإيراني الصديق من أوضاع اقتصادية مأساوية ومتدهورة».

وأكد بيان وزارة الخارجية أن «مسيرة الإصلاح التي يقودها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، منذ عام2001، والتي أثنى عليها المجتمع الدولي قاطبة، سوف تستمر من أجل بناء مجتمع بحريني ينعم بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان». وأكدت وزارة الخارجية على موقفها الدائم والثابت والحازم برفضها التدخل في شؤون مملكة البحرين الداخلية لأن ذلك يمثل مساسا بسيادتها، كما دعت الحكومة الإيرانية ومسؤوليها للتوقف الفوري عن مثل هذه التصريحات والادعاءات في الشأن الداخلي البحريني، وأن تلتزم بقواعد العمل الدبلوماسي ومبادئ حسن الجوار.

وفي سياق آخر، تستعد المنامة لاستقبال قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لعقد قمة المجلس الـ33 يومي الاثنين والثلاثاء 24 و25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وأكد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، أن الدورة «تنعقد في ظل أوضاع وظروف بالغة الحساسية والدقة، وتتطلب من دول المجلس تدارس تداعياتها على مسيرة التعاون الخليجي حفاظا على ما تحقق من منجزات حضارية ومكتسبات عديدة لصالح أبناء دول المجلس».

وسيعقد وزراء الخارجية بدول المجلس يوم الأحد الموافق 23 ديسمبر الحالي اجتماعهم التكميلي لإعداد جدول أعمال الدورة الثالثة والثلاثين والذي يتضمن العديد من الموضوعات المتعلقة بالعمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتقارير المتابعة التي تتطلب إقرارها من مقام المجلس الأعلى وأخذ التوجيهات بشأنها، إضافة إلى بحث القضايا السياسية الراهنة الإقليمية والدولية.

وأشاد الزياني بالدور المهم والفعال الذي قامت به المملكة العربية السعودية في ظل رئاسة خادم الحرمين الشريفين للدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون والتي أسهمت في دفع مسيرة التعاون الخليجي المشترك وتحقيق العديد من المنجزات، معربا عن ثقته أن هذه المسيرة المباركة سوف تلقى دعم ومساندة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين خلال ترؤسه للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في الدورة المقبلة.