مصادر مقربة من طالباني لـ «الشرق الأوسط»: استعاد وعيه.. وتحضيرات لنقله إلى ألمانيا

المتحدث باسم حزبه ينفي وقوع مشادة بين الرئيس والمالكي في لقائهما قبل إدخاله المستشفى

صورة كبيرة للرئيس العراقي جلال طالباني معلقة على واجهة مقر حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

تحسنت صحة الرئيس العراقي بعض الشيء، أمس، حسب تقارير متعددة صدرت عن ديوان رئاسة الجمهورية والمكتب السياسي لحزبه والمقربين منه، حيث أبلغ مصدر موجود معه داخل المستشفى «الشرق الأوسط» بأن «الرئيس استعاد وعيه قليلا، ويستمع إلى كلام المحيطين به». فيما أكد الدكتور نجم الدين كريم، محافظ كركوك والطبيب الخاص للرئيس، أن «صحته تحسنت بشكل مطرد مما يمكننا أن ننقله إلى ألمانيا لاستكمال علاجه».

وقال كريم في تصريحات بمقر وجوده قرب الرئيس طالباني بمستشفى مدينة الطب في بغداد «إن الحالة الصحية للرئيس تسير نحو التحسن المطرد، وإن الفريقين المشرفين على إسعاف الرئيس في مدينة الطب أكدا أن العلاجات الفورية التي أجريت للرئيس كانت لها الفعالية المطلوبة وتأثيرها على صحته». وبعد أن وصل فريق طبي ألماني أمس إلى بغداد لمتابعة أوضاع طالباني أجريت فحوصات متعددة له تبين من خلالها أنه يمكن نقله إلى ألمانيا لاستكمال العلاج، ولذلك توقعت المصادر المقربة من الرئيس نقله إلى ألمانيا الليلة الماضية أو صباح اليوم إلى المستشفى الألماني نفسه الذي سبق أن عولج فيه قبل عدة أشهر. وكانت تقارير قد أفادت بأن فريقا طبيا إيرانيا جاء أيضا للوقوف على حالة الرئيس.

وعلى صعيد ردود الفعل المحلية والدولية، توالت الاتصالات المتعددة على قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس طالباني، وعلى ديوان رئاسة الجمهورية، من رؤساء وزعماء العالم ومن قادة الأحزاب والقوى العربية والكردستانية، وكان في مقدمتهم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي انشغل طوال اليومين الماضيين باتصالات متكررة بقيادات الاتحاد الوطني وبأطباء المستشفى الذي يعالج فيه للاطمئنان على صحته. ونشر بارزاني تغريدة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي أكد فيها وقوفه بشكل كامل إلى جانب إخوانه في قيادة الاتحاد، داعيا إلى التكاتف والأخوة والدعاء معا من أجل أن يستعيد الرئيس طالباني صحته. وقال «شعرت بحزن عميق لتلقي خبر الوعكة التي ألمت بأخي العزيز فخامة الرئيس مام جلال، أدعو له بالشفاء العاجل، وللاطمئنان على صحته سأكون على تواصل واتصال مع رفاقه وأطبائه بالمستشفى». وختم بارزاني بالقول «اليوم هو يوم يتطلب منا جميعا أن نتكاتف ونضع أيدينا بأيدي البعض لنرفع الدعاء، ليعود أخونا العزيز مام جلال موفور الصحة والعافية، وأقول لإخواني بقيادة الاتحاد الوطني وأعضاء وأنصار الاتحاد الوطني الحليف إنني معكم وسأبقى معكم كأخ».

من جهتها، أكدت السفارة الأميركية في بغداد، في بيان، أنها شعرت بالأسى للوعكة التي ألمت بالرئيس طالباني وتدعو له بالشفاء العاجل. وقالت السفارة في بيانها «قلوبنا مع الرئيس وعائلته ومع الشعب العراقي».

ودعا تركمان كركوك للرئيس طالباني بالشفاء العاجل، واصفين إياه بالنصير الأكبر والأخ المخلص لتركمان العراق، فيما تقاطرت الاتصالات من عدد من رؤساء الدول والسفارات على قيادة الاتحاد الوطني، منها اتصالات هاتفية من الرئيس التركي عبد الله غل الذي أكد أنه «شعر بهزة عميقة جراء تلقيه خبر وعكة طالباني»، فيما عرض رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي على عائلته تخصيص طائرة خاصة لنقله لتركيا ومعالجته بأرقى مستشفياتها، وكذلك اتصل كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، ومدير الديوان الأميري بالكويت، وسفراء مصر وإسبانيا والأردن وتركيا.

ووصف المفكر العراقي حسن علوي الرئيس طالباني بأنه «زعيم عراقي لا يتكرر». وقال علوي في اتصال مع راديو «نوا» الكردي المحلي وهو يبكي «لا أستطيع الكلام في هذه المحنة، خاصة أنني لا أتحمل الحديث عن صحة الرئيس طالباني لأي محطة تلفزيونية، لأنني لا أستطيع التغلب على دموعي، فهذا الرجل خيمة الحكماء، إذا فقدناه فقدنا الحكمة، وستشيع الحماقة».

وحول التقارير التي تناقلها عدد من وسائل الإعلام الدولية والمحلية حول حدوث مشادة كلامية بين الرئيس طالباني ونوري المالكي في الليلة التي تعرض فيها طالباني إلى الوعكة، وما قيل بأن انفعال الرئيس طالباني كان سببا في تعرضه للجلطة الدماغية، اتصلت «الشرق الأوسط» بالمتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني آزاد جندياني لاستيضاح حقيقة هذا الموضوع، فقال «على العكس تماما، كان الاجتماع بين فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء إيجابيا وبناء للغاية، وتم خلاله تبادل وجهات النظر بكل صراحة ووضوح حول مجمل القضايا السياسية في العراق، وتمخض عن نتائج إيجابية بالفعل، حيث وجه السيد المالكي دعوة رسمية للوفد الكردستاني بالعودة إلى بغداد لاستكمال المفاوضات المتوقفة بغية حل النزاعات والتوترات بين أربيل وبغداد، ولم تحدث أي مشادة كما تزعم بعض القنوات الإعلامية، بل كان اللقاء إيجابيا». وأضاف جندياني «هناك دليل مادي على عدم حدوث أي انفعال من فخامة الرئيس أثناء اللقاء، وهو استقباله بعد لقاء السيد المالكي لوفد ليبي، تسلم منه مجموعة من الأوراق وجلس معه وتحدث إليه مطولا، ولم تكن هناك أي مشكلة أو عارض صحي لدى الرئيس، وهذا واضح من بث الخبر الرئاسي بهذا الصدد».