الكوريون الجنوبيون ينتخبون أول امرأة رئيسة لبلادهم

بارك ابنة ديكتاتور تعرض للاغتيال في السبعينات تهزم منافسا مناضلا من أجل الديمقراطية

بارك غيون-هاي تحمل باقة ورد بعد إعلان فوزها بالرئاسة، في سيول أمس (رويترز)
TT

فازت بارك غيون - هاي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في كوريا الجنوبية أمس، وأصبحت بذلك أول امرأة تتبوأ هذا المنصب في انتصار توج منافسة حامية وأقر به علانية منافسها مرشح يسار الوسط مون جاي - اين. وقال مون للصحافيين أمام منزله في سيول «الجميع فعل أقصى ما يمكنه ولكني لم أتمكن» من الفوز، و«إنني أقبل بتواضع نتيجة الانتخابات».

وكانت استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع قد أظهرت تقدما طفيفا لمرشحة الحزب المحافظ الحاكم بارك غيون - هاي. وأفاد استطلاع للرأي أجرته ثلاث محطات تلفزة بشكل مشترك وأعلن عند إغلاق صناديق الاقتراع أن بارك نالت 50.1% من الأصوات مقابل 48.9% لمنافسها من الوسط - اليسار مون جاي - اين.

وكان الكوريون الجنوبيون قد أدلوا بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد في انتخابات شهدت منافسة حادة، وتم إعلان يوم الاقتراع أمس، يوم عطلة حتى يتمكن نحو 40 مليون ناخب مسجلين من الاقتراع. وانحصرت المنافسة بين بارك غيون - هاي مرشحة حزب الحدود الجديدة المحافظ الحاكم ومون جاي - اين مرشح حزب المعارضة الرئيسي وهو ناشط سابق في الدفاع عن حقوق الإنسان.

وقالت بارك عند خروجها من مكتب اقتراع في سيول حيث تدنت درجات الحرارة إلى 10 دون الصفر «أحث الناخبين على تحدي البرد والتوجه للتصويت لبدء حقبة جديدة في هذا البلد». وأشارت أولى التقديرات إلى أن نسبة المشاركة مرتفعة مع إدلاء 35% من الناخبين بأصواتهم قرابة الظهر، وهو رقم أعلى من ذلك الذي سجل قبل خمس سنوات.

ويرى قسم من الناخبين الذين سئموا الفساد والتفاوت الاجتماعي في البلاد، المرشحين على أنهما يعكسان جمود الوضع، رغم أن انطلاقة بارك ومون كل بطريقته تدل على مسيرة كوريا الجنوبية الصعبة نحو الديمقراطية.

وبارك غيون - هاي، 60 عاما، هي ابنة بارك تشونغ - هي، العسكري الذي حكم البلاد على مدى 18 عاما بيد من حديد إلى حين اغتياله في عام 1979. ووالدتها سقطت قبل خمس سنوات من ذلك التاريخ برصاص ناشط مؤيد لكوريا الشمالية كان يستهدف الديكتاتور. أما المرشح الثاني، مون جاي - اين، 59 عاما، فهو من شخصيات النضال من أجل الديمقراطية وكان خصما للعسكريين ودفع حريته ثمن التزامه الديمقراطي في السبعينات.

وركز المرشحان حملتيهما على الطبقات الوسطى والشعبية وقد وعدا بمكافحة التفاوت الاجتماعي الذي يزداد بشكل كبير في كوريا الجنوبية. وقال مون عند الإدلاء بصوته في مدينة بوسان إن «هذه الانتخابات تتعلق بسبل وجودنا وإرساء ديمقراطية في الاقتصاد، والأمن الاجتماعي والسلام في شبه الجزيرة الكورية». ولم تكن كوريا الشمالية موضوعا رئيسيا في الحملة رغم أن بيونغ يانغ قامت الأسبوع الماضي بإطلاق صاروخ، هو الرابع منذ عام 2006 تزامنا مع الذكرى الأولى لرحيل الزعيم السابق كيم جونغ - إيل. وعبر بارك ومون عن رغبتهما المشتركة في إعطاء زخم جديد للعلاقات الكورية رغم أن بارك أكثر تحفظا، حيث إن المحافظين يعتمدون منذ فترة طويلة نهجا متصلبا حيال بيونغ يانغ. وأبدى مون تأييده لاستئناف المساعدة لكوريا الشمالية من دون شروط واستعداده لعقد قمة مع كيم جونغ اون، نجل كيم جونغ ايل، الذي خلفه في السلطة على رأس النظام الشيوعي.