استطلاع: شعوب أميركا اللاتينية والخليج بين أكثر دول العالم تفاؤلا

فلسطين تقدمت على باكستان ومصر وأفغانستان.. والعراق في ذيل القائمة

TT

كشف استطلاع رأي لمؤسسة «غالوب» عن أن الأميركيين اللاتينيين هم الأكثر سعادة في العالم، والذين تعتبر منطقتهم موطنا لثماني من بين أعلى عشر دول في المشاعر الإيجابية.

وتوصل الاستطلاع إلى أن السنغافوريين والأرمينيين والعراقيين هم الشعوب التي يقل احتمالها إظهارها مشاعر إيجابية.

قامت «غالوب» بتقدير نسبة المشاعر الإيجابية في 148 دولة ومنطقة في عام 2011 من خلال خمسة أسئلة. طرحت المؤسسة على مواطنين من تلك الدول أسئلة تتعلق بما إذا كانوا قد مروا بقدر كبير من مشاعر السعادة في اليوم السابق لإجراء الاستطلاع، وما يشعرون به من تفاؤل، وما إذا كانوا قد شعروا بأنهم حظوا باحترام الآخرين أو شعروا بالراحة أو ضحكوا أو تبسموا كثيرا أو قاموا بنشاط ممتع أو تعلموا شيئا مثيرا.

ويعكس متوسط نسبة من شملهم الاستطلاع بمختلف أنحاء العالم ممن أجابوا بـ«نعم» عن هذه الأسئلة الخمسة عالما متفائلا نسبيا.

وتوصلت مؤسسة «غالوب» إلى أن 85 في المائة من البالغين بمختلف أنحاء العالم شعروا بأنه يتم التعامل معهم باحترام طوال اليوم، و72 في المائة ابتسموا وضحكوا كثيرا، و73 في المائة شعروا باستمتاع طوال اليوم، و72 في المائة شعروا بالراحة وضحكوا كثيرا. وكان الشعور الوحيد الذي سجله أقل من نصف الأفراد الذين شملهم الاستطلاع عبر مختلف أنحاء العالم هو تعلم أو ممارسة نشاط اجتماعي، في اليوم السابق، بنسبة 43 في المائة. وعلى الرغم من التحديات العالمية الكثيرة، يمر الناس بمختلف أنحاء العالم بالكثير من المشاعر الإيجابية.

وربما تفاجئ هذه البيانات المحللين والقادة الذين يركزون فقط على المؤشرات الاقتصادية التقليدية.

ويعتبر سكان بنما، التي تحتل المرتبة التسعين في العالم في ما يتعلق بإجمالي الناتج المحلي للفرد، هم الأكثر مرورا بمشاعر السعادة بنسبة 85 في المائة، وتقدمت الكويت وعمان من دول الخليج العربي بنسبة 79 في المائة في أظهر المشاعر الإيجابية، في حين جاءت النسبة بين المصوتين بالسعودية بنسبة 73 في المائة وفي قطر نسبة 74 في المائة وفي الإمارات 77 في المائة، وفي البحرين 57 في المائة، بينما تقدمت فلسطين بنسبة 59 في المائة على باكستان ومصر وكلتاهما بنسبة 58 في المائة، وأفغانستان بنسبة 55 في المائة، وحقق المغرب نسبة 68 في المائة، في حين احتل العراق بنسبة 50 في المائة وسنغافورة بنسبة 46 في المائة ذيلا القائمة. وتساوت إيران وروسيا والجزائر في إظهار المشاعر الإيجابية بنسبة 59 في المائة، وتفوقت السويد بنسبة 76 في المائة على ألمانيا وفرنسا وفنلندا في مناحي الشعور بالسعادة الذين حققوا نسبة 74 في المائة. يقول جون كليفتون المدير المسؤول عن استطلاع «غالوب» ردا على أسئلة «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، إن ارتفاع مستوى الدخل لا يعني بالضرورة ارتفاع مستوى الرفاهية والشعور بالسعادة. فقد توصل عالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل، دانيال كانيمان، وعالم الاقتصاد بجامعة برينستون، أنغوس ديتون، في الولايات المتحدة إلى أن الدخل يلقي فقط بتأثير هائل على المشاعر الإيجابية اليومية، حينما يتم جني دخل سنوي قيمته 75 ألف دولار، وبعد ذلك، لا تحدث الدخول الإضافية فارقا كبيرا. إن القادة الذين يتطلعون إلى وسائل لتحسين الظروف البشرية في دولهم، خاصة تلك المجتمعات، مثل سنغافورة، التي تبلي بلاء حسنا فيما يتعلق بالمؤشرات الاقتصادية التقليدية، ولكن ليس بالضرورة أن المقاييس السلوكية بحاجة إلى تضمين الرفاهية في استراتيجيات القيادة خاصتها.

واعتمدت نتائج استطلاع «غالوب» على المحادثات الهاتفية والمقابلات المباشرة مع 1000 شخص بالغ، من سن الخامسة عشرة فما فوق، التي أجريت في عام 2011 في 148 دولة ومنطقة. أما بالنسبة للنتائج المعتمدة على العينة الكاملة للبالغين المحليين، بإمكاننا أن نقول بثقة نسبتها 95 في المائة إن الحد الأقصى لهامش خطأ المعاينة تراوح ما بين ±3.4 إلى ±3.9 في المائة. ويعكس هامش الخطأ تأثير ترجيح البيانات. وإضافة إلى خطأ المعاينة، قد تتسبب صيغة الأسئلة والصعوبات العملية في إجراء الاستطلاعات في حدوث أخطاء أو انحياز في نتائج استطلاعات الرأي العام.

وعن الاعتبارات الثقافية أن كانت أخذت في الحسبان خلال إجراء الاستطلاع على سبيل المثال، يشتهر شعب اليابان بالتحفظ. فكيف يمكنكم أن تكونوا متأكدين من الإجابات المتعلقة بمستويات السعادة، يقول كليفتون ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» الإجابات تظهر بعدا ثقافيا. ثمة عوامل ثقافية مختلفة مرتبطة بالمشاعر، حيث تفصح بعض الدول عن مشاعرها، في حين تكبتها دول أخرى. وهذه الدراسة تعطينا قاعدة لدراسة ذلك الموضوع بمزيد من التعمق. ويضيف من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن استطلاع الرأي يقيس «المشاعر الإيجابية» في مقابل «السعادة».

وهذا اختلاف مهم، لأن السعادة ما هي إلا جانب واحد فقط من مجمل المشاعر الإيجابية، التي تشمل مشاعر إنسانية أخرى مثل الشعور باحترام الآخرين. وحول تقدم الكويت وعمان أعلى دولتين عربيتين في نتائج الاستطلاع، حيث أجابت نسبة 79 في المائة ممن شملهم الاستطلاع بنعم عن الخمسة أسئلة المتعلقة بالرفاهية، يشير كليفتون إلى نسبة المشاعر الإيجابية مرتفعة في الدولتين. ومع ذلك، لا يمكن النظر إلى هذه النتائج منفصلة، وقد توصلت «غالوب» أيضا إلى أن الناس يمكن أن يظهروا مشاعر إيجابية وسلبية عالية في آن واحد، وهو الحال في عمان، ولم تشمل العينة التي تم استطلاع رأيها في الكويت وعمان سوى مواطنين ومهاجرين عرب، واستخدمت «غالوب» المنهجية نفسها في جميع دول مجلس التعاون الخليجي. ومع ذلك، فإنه بالنسبة لبقية أنحاء العالم، تقوم مؤسسة «غالوب» باستطلاع رأي السكان بجميع فئاتهم.

وحول تأثير النظرة الدينية على نتائج الاستطلاع قال كليفتون: «هناك عدد من الدراسات التي تحاول إيجاد علاقة بين الرفاهية والدين، وهذه الدراسة، جنبا إلى جنب مع دراسة المشاعر الكلية، تمنحنا مزيدا من المعلومات من أجل التعمق بصورة أكبر في الموضوع».

وقد توصلت «غالوب» إلى أن الخمسة عوامل الأساسية التي تشكل شعور الفرد بالرفاهية هي الوظيفة والعامل الاجتماعي والحالة الجسمانية والعامل المالي والمجتمع.