السودان: تحطم طائرة عسكرية في مطار الأبيض

أعمال عنف إثنية لساعات في مدينة بجنوب السودان

TT

في إطار العمل العسكري الذي تقوم به القوات المسلحة السودانية، وبعد أدائها للمهمة التي كلفت بها، تحطمت بعد ظهر أمس في مطار الأبيض طائرة مقاتلة.

وأوضح العقيد الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي للجيش السوداني، أن «ذلك تم نتيجة لتعثر الإجراءات الفنية المتعلقة بالطائرة التي نفذ قائدها المهام الموكلة إليه»، مشيرا إلى «أنه وبعد عودته وأثناء محاولته الهبوط، تعثر الإجراء الفني، مما أدى إلى تحطم الطائرة داخل مطار مدينة الأبيض واحتراقها واستشهاد قائدها الملازم أول طيار محمد إبراهيم محمد أحمد»، الذي قال عنه إنه عرف بتميزه وكفاءته وتنفيذه لمهامه العسكرية بجسارة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أمس.

وقد خف إلى مكان الحادث فور وقوعه مباشرة السيد قائد الفرقة الخامسة والمسؤولون في ولاية شمال كردفان. كما تم تشكيل لجنة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تحطم الطائرة.

من جهة أخرى، ذكر شهود عيان أن مدينة واو الواقعة في شمال غربي دولة جنوب السودان شهدت أول من أمس لساعات مواجهات بين مجموعات إثنية، مما أرغم الكثير من سكانها على اللجوء لدى قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وفي وقت سابق، تحدث عدد من السكان عن إطلاق نار وإحراق منازل وحالة من الذعر.

وقال بايبل ماندينغ، العضو في المجتمع المدني بواو عاصمة ولاية غرب بحر الغزال: «ثمة إطلاق نار غزير وعدد كبير من المنازل المحترقة، أستطيع أن أرى مباني التهمتها النيران».

وأضاف ماندينغ: «إني أختبئ.. تحولت الاضطرابات إلى مواجهة قبلية»، موضحا أن عناصر من الدينكا قاتلوا أعضاء من قبائل أخرى.

وقالت ناشطة أخرى في المجتمع المدني، تدعى ناتالينا أندريا مابو، إن «كل الأشخاص الموجودين في المنطقة أصبحوا في الخارج يركضون».

وكانت المدينة مسرحا لمظاهرات عنيفة في بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقتل آنذاك تسعة متظاهرين برصاص قوات الأمن في جنوب السودان. ومنذ ذلك الحين، عثر على جثث ستة أشخاص أعضاء من قبيلة الدينكا في العراء على مقربة من المدينة.

وذكر كويدر زيروك، المتحدث باسم مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أن «أكثر من 100 مدني، معظمهم من النساء والأطفال، سمح لهم بدخول معسكر تابع لمهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان».

وأضاف أن عناصر من مهمة الأمم المتحدة انتشروا لتسيير دوريات في المدينة.

وقال أوزبورن بهيري، وهو رجل أعمال كان لجأ إلى مقر الأمم المتحدة: «لقد غادرت الآن مجمع الأمم المتحدة»، موضحا أن عناصر من جيش جنوب السودان يقومون أيضا بدوريات في المدينة.

وأضاف: «لم أسمع إطلاق نار منذ ساعة. أحرقت معظم المنازل في المنطقة التي اندلعت فيها المواجهات (...) لا يمكنني تحديد العدد لكن الكثير منها».

وكانت المظاهرات الأولى اندلعت بعد إعلان السلطات المحلية نقل مقر ولاية غرب بحر الغزال من واو إلى البقارة وهي مدينة صغيرة مجاورة. لكن عناصر من المجتمع المدني يتهمون مسؤولين في الحكومة المحلية بتأجيج التوترات القبلية بين المجموعات المتنافسة.

وتنتشر في جنوب السودان، الذي نال استقلاله عن السودان في يوليو (تموز) 2011، الأسلحة النارية المتراكمة جراء الحرب الأهلية التي استمرت عقودا بين تمرد جنوبي يتولى السلطة اليوم في جوبا وسلطات الخرطوم في الشمال. وتضم قوات الأمن في جنوب السودان متمردين سابقين أيضا.

وما زال الوضع الأمني بالغ الهشاشة في البلاد التي دائما ما تعصف بها مواجهات بين المجموعات الإثنية.

على صعيد آخر، أعلن آدم صالح أبكر، الناطق العسكري لـ«حركة تحرير السودان»، فصيل مني آركو مناوي، في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن طائرات القوات الحكومية قصفت قوات تابعة للجيش السوداني في منطقة (تابت) في شمال دارفور. وقال إن المقاتلات الحكومية كانت تظن أن متحركات القوات المسلحة هي عبارة عن قوات لمقاتلي الجبهة الثورية التي تقود حربا في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق، مشيرا إلى أن قواته رصدت منذ فترة تحركات للقوات الحكومية وميليشيات تابعة لها عبر ثلاثة متحركات بغرض مواجهة قوات «الجبهة الثورية». وقال إن القوات الحكومية تم تجميعها في منطقة (تابت) بقوة قوامها (120) سيارة عسكرية ومدرعة وحاملات جنود، وإن قوات أخرى تم تجميعها في منطقة (الملم) بعدد (50) سيارة وآلية عسكرية. وأضاف: «بمجرد تحرك القوات الحكومية وميليشياتها من منطقة تابت، أغارت عليها الطائرات الحربية ظنا منها أنها تتبع لـ(الجبهة الثورية) وقتلت الغارة 27 من جنود الجيش السوداني وعشرات الجرحى وتدمير 4 سيارات».

وقال أبكر إن قوات حركته على أهبة الاستعداد لتدمير أي متحركات للقوات الحكومية، مناشدا جنود القوات المسلحة بالانضمام إلى «الجبهة الثورية». وأضاف أن الحادثة أوضحت أن النظام لا يعير اهتماما بجنوده ويستخدمهم كأدوات.