دبلوماسيون: قضايا أساسية في محادثات إيران مع الأمم المتحدة لا تزال معلقة

قالوا إن بعض المسائل الجوهرية ما زالت معلقة

TT

قال دبلوماسيون أمس إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران ربما حققتا تقدما في المحادثات بشأن أنشطة طهران الذرية لكن لا تزال هناك نقاط مهمة يتعين تسويتها قبل إمكانية إبرام اتفاق.

وقالت الوكالة وإيران إنه تم تحقيق تقدم في اجتماع عقد يوم الخميس الماضي نحو اتفاق تقول الوكالة إنه سيسمح لها باستئناف تحقيق في بحوث يشتبه في صلتها بإنتاج قنبلة ذرية في الجمهورية الإسلامية.

وقالت الوكالة الدولية في مذكرة للأعضاء حصلت عليها رويترز إنها «تتوقع أن تتمكن من وضع اللمسات الأخيرة» على اتفاق إطار عمل بشأن كيفية إجراء تحقيقها في جولة جديدة من المباحثات في طهران في 16 يناير (كانون الثاني) ثم البدء في تنفيذه. ولم تقدم الوكالة ولا إيران تفاصيل بشأن التقدم الذي أحرز في مفاوضات الأسبوع الماضي.

وهذه المحادثات منفصلة عن جهود دبلوماسية أوسع للقوى العالمية الست لحل الخلاف النووي مع إيران قبل أن يتطور إلى حرب في الشرق الأوسط يخشى اندلاعها بسبب تهديدات إسرائيل بقصف مواقع نووية إيرانية. لكن العمليتين مرتبطتان.

وقال دبلوماسيون معتمدون لدى الوكالة الدولية التي مقرها فيينا إنهم يعتقدون أن بعض القضايا الجوهرية ما زالت معلقة وأشاروا إلى أنه ليس هناك ما يضمن التوصل إلى نتيجة ناجحة.

وقال دبلوماسي غربي إن طلب إيران إعلان المجالات التي يشملها التحقيق ملفات مغلقة بمجرد الرد على أسئلة الوكالة يشكل عقبة كبيرة. لكن الوكالة تريد أن تكون قادرة على العودة إلى قضايا إذا ظهرت أدلة جديدة على سبيل المثال.

وقال دبلوماسي آخر إن ثمة مسألة أخرى معلقة تتمثل في طلب إيران الحصول على وثائق للمخابرات وهي وثائق غربية أساسا تستند إليها مخاوف الوكالة الدولية بشأن أبعاد عسكرية غير قانونية محتملة لأنشطة طهران النووية.

وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إنه مستعد لتقديم الوثائق لإيران عندما يكون ذلك «مناسبا». لكن مسؤولين غربيين يقولون: إن من الصعب على الوكالة فعل ذلك نظرا لأنها حصلت على الوثائق في إطار من الثقة والسرية من دول أخرى ربما تخشى انكشاف مصادرها إذا اطلعت إيران على الملفات الأصلية.

وقال دبلوماسي غربي تم إطلاعه على المفاوضات التي جرت في 13 ديسمبر (كانون الأول) في العاصمة الإيرانية إن مسؤولي الوكالة «يشعرون بالفعل بأن هناك مجالا للتفاؤل» بخصوص التوصل لاتفاق. لكنه استطرد قائلا: «لا يزال هناك ما يتعين عمله للوصول إلى الاتفاق النهائي».

وقال دبلوماسي آخر في فيينا «لا تزال هناك خلافات. كنا هنا من قبل».

وكان يشير إلى زيارة قام بها أمانو لطهران في مايو (أيار) وقال بعدها إنه يتوقع إبرام اتفاق مع إيران قريبا لإزالة العقبات من طريق تحقيق الوكالة وهو ما لم يتحقق.

وتحاول الوكالة الدولية منذ ما يقرب من عام التفاوض مع إيران على ما يعرف باتفاق النهج المنظم الذي يتيح للوكالة حرية الوصول إلى مواقع ومقابلة مسؤولين إيرانيين والاطلاع على وثائق.

وكثيرا ما يتهم الدبلوماسيون الغربيون إيران بالمماطلة واللعب من أجل كسب القوت في تعاملاتها مع الوكالة الدولية وقالوا: إنه حتى في حالة التوصل لاتفاق فإن العبرة بالكيفية التي سينفذ بها.

وقال دبلوماسي «إننا في الحقيقة نريد أن نتجنب نهجا منظما قد يكون ببساطة مدخلا لإطالة أمد العملية».

وأدى رفض إيران كبح نشاطها النووي ذي التطبيقات المدنية والعسكرية وعدم صراحتها مع الوكالة الدولية إلى إجراءات عقابية غربية صارمة كما هددت إسرائيل بهجمات عسكرية استباقية.

ويقول محللون ودبلوماسيون إن هناك فرصة كي تقوم القوى العالمية الست بجهد دبلوماسي جديد للتوصل إلى حل أوسع للنزاع من خلال التفاوض بعد أن فاز الرئيس الأميركي باراك أوباما بولاية جديدة الشهر الماضي.

وتريد القوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين من إيران كبح برنامجها لتخصيب اليورانيوم والتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية. ومن جهتها تطالب إيران الغرب برفع العقوبات التي تضر اقتصادها.