الفلسطيني منفذ عملية تل أبيب: خططنا لتنفيذ عمليات كثيرة في المدن الإسرائيلية

مفارجة قال خلال محاكمته إن أحد نشطاء حماس أقنعه بأنها الطريقة الوحيدة لوقف حرب غزة

TT

كشف الشاب الفلسطيني، محمد مفارجة، (18 عاما)، عن أنه وشركاءه في تخطيط وتنفيذ عملية تفجير الحافلة الإسرائيلية في تل أبيب، خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، كانوا يخططون للقيام بعدة عمليات أخرى فيما لو نجحت مهمتهم.

وأضاف الشاب مفارجة، لدى افتتاح محاكمته أمس، أنه نفذ العملية ليس في إطار تنظيمه في حركة حماس ولا تنفيذا لأوامرها، بل لأن أحد نشطاء حماس أقنعه بأن عمليات كهذه فقط هي التي يمكن أن تؤثر على إسرائيل حتى توقف حربها على غزة.

لكن النيابة الإسرائيلية رفضت هذه الأقوال وقالت، إن هذا الشاب هو الذي بادر إلى الانتماء لحركة حماس، حيث توجه إلى حانوت في قرية بيت لقيا قرب رام الله وأبلغ صاحبها برغبته. فطلب منه العودة بعد يومين، وهناك التقى مسؤولا في إحدى خلايا حركة حماس. واتفقا على قتل إسرائيليين، قادة ومواطنين، وحصل منه على مسدس لاحقا. وأضافت النيابة أن التفجير في تل أبيب لم تكن له علاقة بالهجوم على غزة. وأن تنظيمه تم قبل عدة شهور من ذلك الوقت. وأنه قبل شهرين من الحرب، أجرى تجربة على تفجير حافلة ركاب في إسرائيل، حيث إنه وصل إلى تل أبيب وترك حقيبة فارغة في حافلة وعاد إلى القرية من دون أن يتم اكتشافه، لذلك تشجع على تنفيذ عملية تفجير حقيقية.

والشاب المذكور هو من سكان مدينة الطيبة في منطقة المثلث، داخل إسرائيل. سكن في هذه البلدة إثر خلافات سياسية مع أهله في قرية لقيا. ولكنه في السنة الأخيرة أعاد العلاقات مع عائلته وأقاربه، وراح يدرس في جامعة بير زيت. وهناك انتمى إلى تنظيم حماس. وكان خلال دراسته يعمل في مطعم للطعام السريع في مدينة «موديعين» الإسرائيلية.

وحسب الرواية الواردة في لائحة الاتهام، التي بنيت على أساس اعترافاته - وفقا لادعاء النيابة - فإنه حمل إلى مكان عمله حقيبة المتفجرات. وفي الطريق، طلب من مدير الحانوت أن ينزله مدعيا أن أحد أقربائه مريض. ولكنه لم يتوجه إلى القرية، بل صعد إلى حافلة إسرائيلية عمومية متوجهة إلى تل أبيب. وعندما وصل إلى مقر البورصة الإسرائيلية في رمات غان، ترك الحقيبة في الحافلة ونزل. ثم أعلم قائده في خلية حماس بما جرى، فقام هذا بتفجيرها من بعيد بواسطة الهاتف الجوال. ثم استقل القطار وعاد أدراجه إلى مكان عمله، القائم على بعد 35 كيلومترا، فاعتقل بعد أربع ساعات.

وحسب لائحة الاتهام، فإن الحكم الذي ينتظره عدة مؤبدات، لأن بنود الاتهام تتضمن «عشرات محاولات القتل، تقديم المساعدة للعدو زمن الحرب، ومخالفات أخرى والتسبب في إصابات لأربعة وعشرين شخصا».

الجدير ذكره أن الهجوم على غزة كان قد انتهى، بعد ثمانية أيام، باتفاق على وقف النار وتفاهمات على مبادئ للتهدئة طويلة الأمد، بين حركة حماس وإسرائيل، تحقق بالوساطة المصرية. وتشتمل التفاهمات على قرار مبدئي بوقف كل النشاط المسلح ضد إسرائيل، بما في ذلك عمليات التفجير، وفقا للرواية الإسرائيلية. ويجري المصريون حاليا في القاهرة، مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل من جهة وحماس و«الجهاد الإسلامي» من جهة ثانية، من أجل تكريس التفاهمات باتفاق مكتوب.