ضعف الإقبال على مليونية لا للتزوير يشير لتلاشي قوة الاحتجاجات

خيارات صعبة أمام المعارضة غير المنظمة

TT

جاءت دعوة المعارضة المصرية لتنظيم احتجاجات حاشدة ضد مشروع الدستور المصري بنتائج عكسية يوم الثلاثاء الماضي؛ حيث شهدت الاحتجاجات إقبالا ضعيفا، وهو ما أجبر قادة في المعارضة على الاعتراف بأنهم أخطئوا حين دعوا أنصارهم للنزول إلى الشارع.

وقال المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني حسين عبد الغني: «لقد أربكنا شعبنا اليوم، وكان هذا خطأ، ويجب علينا أن نعترف بذلك».

ويشير إلى فشل هذه المظاهرة إلى تلاشي قوة الاحتجاجات المستمرة منذ عامين تقريبا دون توقف، والتي بدأت مع الثورة التي استمرت 18 يوما، ولكنها سرعان ما تحولت إلى اقتتال داخلي مرير بين الحلفاء السابقين. إن ضعف الإقبال على مظاهرات الثلاثاء يشير إلى وجود خيارات صعبة أمام المعارضة غير المنظمة التي تضم ليبراليين ويساريين وعلمانيين ومسيحيين يعارضون الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها.

وتأتي مظاهرات الثلاثاء بين جولتي التصويت على الدستور المصري الذي تم الموافقة عليه في الجولة الأولى بنسبة تصل لنحو 57 في المائة من إجمالي عدد الأصوات، وفقا لإحصاء صادر عن جماعة الإخوان المسلمين. ومن المتوقع أن تسفر الجولة الثانية، المقرر عقدها يوم السبت المقبل، عن تأييد أوسع للدستور، الذي يحظى بتأييد قوي من مرسي وغيره من القادة الإسلاميين.

وقد زعمت المعارضة أن الجولة الأولى قد شهدت عمليات تزوير واسعة النطاق، ولكنها لم تقدم أدلة قوية على ذلك. ومن جهتها، أعلنت وزارة العدل المصرية يوم الثلاثاء أنها ستحقق في تلك المزاعم. وكانت الأسابيع التي سبقت التصويت قد شهدت احتجاجات عنيفة ومواجهات قانونية وتحركات استثنائية من قبل الرئيس مرسي، الذي اعتمد على المناورة لطرح الدستور للاستفتاء على الشعب. ويرى مرسي وحلفاؤه أن الدستور سيجلب الاستقرار لمصر، في حين يرى معارضوه أنه سيقوض حقوق المرأة والأقليات.

وتنبأ كثيرون ممن تجمعوا خارج قصر الاتحادية الرئاسي ليلة الثلاثاء أن تكون هناك عواقب وخيمة على البلاد إذا تمكن مرسي من بسط سيطرته ونفوذه؛ حيث قال محمد ماجد، وهو محام يبلغ من العمر 32 عاما: «قمنا بثورة لنتخلص من حكم مجموعة من الإرهابيين والبلطجية. والآن تم استبدالهم بمجموعة أخرى تفكر بنفس العقلية».

وبالقرب من ماجد، هتف أحد قادة الاحتجاجات قائلا: «لا لدستور الإخوان!»، ولكن لم يكن هناك من يرد خلفه بقوة في هذا المكان الذي كان الصمت يخيم عليه. وحتى البائعين الذين يتعاملون مع الاحتجاجات على أنها فرصة عمل جيدة عادوا إلى منازلهم مساء الثلاثاء وعرباتهم لا تزال محملة بالسلع التي لم يتم بيعها.

* خدمة «واشنطن بوست»

* خاص بـ«الشرق الأوسط»