القصف المستمر يفرغ مخيم اليرموك من سكانه.. والجيش الحر يتقدم في معركة حماه

انفجار سيارة مفخخة في حلب.. وسوري يقتل زوجته الروسية بسبب تأييدها للأسد

نازحون فلسطينيون إلى لبنان من مخيم اليرموك بسوريا يتظاهرون أمام مركز الاونروا في بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما لم تتوقف العملية العسكرية التي يشنها النظام على مخيم اليرموك بعدما نزح منه نحو 100 ألف فلسطيني، بحسب تقديرات «الأنروا»، تواصلت عملية «تحرير حماه» التي بدأها الجيش الحر منذ يومين، معلنا سيطرته على المزيد من الحواجز في الريف. وواصلت قوات النظام قصفها العنيف لأحياء دمشق الجنوبية. ومساء، قتل نحو 40 شخصا في انفجار سيارة مفخخة في منطقة عزيزية عند مدخل حلب الجنوبي، بحسب لجان التنسيق المحلية التي أعلنت أن عدد قتلى أمس وصل إلى 80 قتيلا كحصيلة أولية.

وفي حين استمر القصف والاشتباكات طوال ساعات الليل في المخيم، أكد محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط» «أن المخيم كان عرضة طوال يوم أمس للقصف المباشر من طائرات الـ«ميغ» والراجمات، فيما خرج منه أكثر من 90 في المائة من سكانه، إما إلى لبنان أو إلى شوارع العاصمة وأحيائها».

كما ذكر موقع «مخيم اليرموك أون لاين»، بعد الظهر، أنه سجل تحليقا لطائرات الـ«ميغ» في سماء المخيم، حيث لا يزال عناصر اللجان الشعبية - القيادة الحرة المنشقون عن القيادة العامة، موجودين هناك، فيما تقلصت أعداد عناصر الجيش الحر. ولفت الموقع إلى أن هناك بعض الأفران التي تعمل بينما لا تزال المحلات التجارية مقفلة. في موازاة ذلك، أطلق ناشطون على الموقع عينه حملة «العودة إلى المخيم»، داعين الفلسطينيين إلى الرجوع إليه.

مع العلم بأن مصدرا فلسطينيا أعلن أن «تنظيمات فلسطينية محايدة بدأت تتولى المفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لإبعاد النزاع عن المخيم»، وذلك بهدف إخراج المقاتلين المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على أن يعهد بأمن المخيم إلى شخصيات فلسطينية «محايدة»، بحسب ما أشار المصدر وسكان وناشطون على علاقة بعملية التفاوض.

وفي حين قال الجيش السوري الحر إنه سيطر على حي الحجر الأسود بجنوب دمشق وبات على مشارف مركز مدينة حماه بعد سيطرته على عدة بلدات وقرى بريف المدينة، أكدت لجان التنسيق العثور على ست جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي كفرسوسة، في دمشق. كما سجل إطلاق نيران كثيف، مع تواصل القصف العنيف على بلدات عدة في ريف العاصمة أشدها في الزبداني.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت بين القوات النظامية والجيش الحر في منطقة الريحان بريف دمشق رافقها قصف من قبل القوات النظامية على المنطقة، كما نفذت طائرات حربية تابعة للقوات النظامية غارات جوية على البساتين الواقعة بين مدينة حرستا وحي القابون والأحياء الجنوبية، وتعرضت بلدتا يلدا والبويضة بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في بلدة النبك ترافقت مع أصوات انفجارات.

وذكرت صفحة «الثورة السورية» أن هناك أنباء عن وقوع مجزرة بحق المدنيين في معضمية الشام في ريف دمشق، بعد قصف الأحياء السكنية بالقنابل العنقودية، مع استمرار للقصف براجمات الصواريخ على المنطقة نفسها لمنع السكان من إجلاء الشهداء والجرحى.

ولفت المرصد إلى أن اشتباكات دارت بين القوات النظامية والمعارضين في المنطقة الواقعة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام بالتزامن مع قصف متقطع على المنطقة، كما تعرضت عدة مناطق في الغوطة الشرقية للقصف المتقطع الذي سمع دويه في العاصمة دمشق، كما سمع دوي انفجارات في محيط بلدة يبرود.

وفي الرقة قالت المعارضة إن الجيش الحر يستعد لإحكام سيطرته على المنطقة الشرقية مع وصول الاشتباكات إلى وسط المدينة، وفي الحسكة شهدت القرى الشمالية قصفا عنيفا.

وفي حماه حيث معركة تحريرها لا تزال مستمرة منذ يومين، تجددت الاشتباكات في عدد من أحياء المدينة والريف، وسط أنباء عن انقطاع تام لوسائل الاتصالات عن المدينة. وذكرت لجان التنسيق أن النظام عمد إلى إدخال تعزيزات عسكرية إلى المدينة، فيما لم يهدأ القصف العنيف الذي استهدف بلدتي حيالين وطيبة الإمام.

وقال الجيش الحر على صفحته إن لواء شهداء كرناز، ولواء بلاد الشام، ولواء الأنصار، قامت باقتحام مدينة السقيلبية التي تعتبر مركز تجمع لقوات النظام وعصابات الشبيحة، ونقطة انطلاق كل الحملات العسكرية والتعزيزات والإمدادات إلى قرى سهل الغاب، ومركزا لقصف قرى وبلدات ريف حماه، كما هاجموا مفرزتي الأمن العسكري وأمن الدولة بمختلف أنواع الأسلحة، واشتبكوا معهم لمدة ساعتين، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.

ولفت المرصد إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في محيط حاجز المجدل العسكري بريف حماه الشمالي، وأفيد بوجود خسائر في صفوف الطرفين، كما تعرضت قرية الخالدية للقصف من قبل القوات النظامية.

أما في حلب، حيث قتل تاجر سوري في الأربعينات من العمر زوجته الروسية بإطلاق النار عليها في منزلهما بمدينة حلب (شمال سوريا)، بسبب خلاف حاد على خلفية معارضته الرئيس السوري بشار الأسد وتأييدها له، حسبما أفاد قريب له. وأفاد المرصد بوجود اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط مبنى المخابرات الجوية في حي الزهراء ومنطقة الليرمون وأحياء الصاخور والجديدة والمحافظة بمدينة حلب، بينما تعرض حي مساكن هنانو للقصف من قبل القوات النظامية، في حين نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين في حي الخالدية.

وفي إدلب، أفادت لجان التنسيق بسقوط عدد من الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، في جبل الزاوية، جراء القصف العنيف بقذائف «الفوزليكا» على قرى الجبل، وسقوط ثلاث قذائف على قرية بزابو.

وكذلك في حمص، تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على الأحياء القديمة في المدينة، وعلى الرستن في الريف، مما أدى إلى تدمير عدد من المباني، وسقوط عدد من الجرحى. كما تعرضت بلدتا جمرين وأم المياذن بريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية، واستهدفت بلدة بصرى الشام بالقصف. أما في دير الزور فقد أفاد المرصد بتعرض أحياء عدة للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول منذ أشهر فرض سيطرتها على كافة أحياء المدينة التي هجرها معظم سكانها.