«انتفاضة» في سجن «فرع فلسطين».. والمعارضة تحذر من مجزرة داخله

«الحر» يعلن سيطرة «شبه كاملة» على الغوطة الشرقية.. وقتلى النزاع بلغوا 44 ألفا

عنصر من الجيش السوري الحر الذي يحاصر زملاؤه مطار حلب بجوار سيارة محملة بالأكل لبقية العناصر أمس (رويترز)
TT

كشفت المعارضة السورية عن «انتفاضة» قامت ظهر أمس في سجن «فرع فلسطين» بريف دمشق، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حصول مواجهة بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية التي «طوقت السجن بتعزيزات بلغت 5 آلاف عنصر من الشبيحة وقوات الأمن»، محذرة من «وقوع مجزرة بحق السجناء».

وتزامن هذا التطور الذي تشهده سوريا للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية قبل 21 شهرا، مع إعلان المعارضة تحرير حاجز «الريحان» القريب من سجن درعا ومنطقة دوما، وسط استمرار الاشتباكات في مناطق متفرقة من ريف دمشق وحماه وحلب، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع عدد قتلى النزاع السوري إلى 44 ألف قتيل، بينهم 63 قتيلا أحصتهم لجان التنسيق المحلية أمس في حصيلة أولية.

وأكد عضو هيئة الأركان في الجيش السوري الحر محمد علوش حصول «انتفاضة داخل سجن فرع فلسطين»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن الحراك «قام به السجناء في الداخل، مما دفع بالقوات النظامية إلى استدعاء تعزيزات كبيرة إلى محيط السجن بلغت 5 آلاف عنصر من رجال الأمن والشبيحة».

وأوضح علوش، المدير التنفيذي في «جبهة تحرير سوريا» أن السجن الذي يضم آلاف المعتقلين «يبعد عن حي التضامن التي تسيطر عليه قوات المعارضة مسافة قصيرة، مما دفع بمقاتلي المعارضة للوصول إلى محيط السجن حيث اشتبكوا مع القوات النظامية»، لافتا إلى أنه «بُيعد بدء الاشتباكات انقطعت الاتصالات من داخل السجن ولم نعرف شيئا عن وضع المساجين، رغم أن الانتفاضة لم تخمد حتى انقطاع الاتصالات».

وحذر علوش من وقوع «مجزرة في سجن فرع فلسطين»، موضحا أنه «إذا دخل الشبيحة إلى السجن، فإنهم سيعمدون إلى إخماده بقوة وقتل السجناء المدنيين، خصوصا أن القسم الأكبر منهم لم تتم محاكمته بعد».

في هذا الوقت، أكد المركز الإعلامي السوري أن «اشتباكات عنيفة وقعت داخل فرع الدوريات وفرع فلسطين في القزاز بدمشق». وقال المركز في بيان وصلت «الشرق الأوسط» نسخة عنه إن «عددا من القتلى سقط داخل فرع الدوريات».

ولفت المركز الإعلامي إلى أنه «وصلتنا نداءات استغاثة من معتقلين في (فرع فلسطين) بدمشق تطالب بفك الحصار الأمني والعسكري عنهم داخل الفرع»، مشيرا إلى أنه «نتيجة لعمليات التعذيب والقتل والقيام بعدة مجازر حدثت وما زالت تمارس داخل الفرع، نجح عدد من المعتقلين في التمرد ونزع سلاح عدد من عناصر الفرع ووجهوا نداء الاستغاثة للجيش الحر».

وطالب «الحر» في البيان السفير خالد لماني من بعثة الأمم المتحدة والجامعة العربية بضرورة التوجه الفوري مع بعثته إلى «فرع فلسطين» و«الاطلاع على واقع مئات المعتقلين وعمليات القتل والتعذيب التي تمارس بشكل فظيع منذ (أول من) أمس».

في غضون ذلك، أفاد ناشطون باشتباكات تركزت في المتحلق الجنوبي، متحدثين عن سيطرة الجيش الحر على ست دوريات تابعة للجيش السوري في المنطقة، بالإضافة إلى اشتباكات بين القوات الحكومية والجيش الحر عند دوار البطيخة. وأكدت مصادر الجيش الحر في دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن المعارضين «يسيطرون سيطرة شبه كاملة على مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق بعدما حرروا حاجز الريحان من القوات النظامية». وقالت المصادر: «حرر مقاتلو الجيش الحر حاجز (الريحان) الذي يبعد مسافة كيلومترين عن سجن عدرا، و5 كيلومترات عن بلدة دوما». وأشارت المصادر إلى أن تحرير الحاجز «جاء استجابة لطلب المدنيين الذين وجهوا نداءات استغاثة للمعارضين لمنع القناصة في الحاجز من قتل كل من حاول إجلاء جثث قريبة منهم منذ خمسة أيام».

إلى ذلك، أفادت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة بوقوع انفجارات عنيفة هزت مناطق مختلفة في دمشق ومنها حي كفرسوسة، مع استمرار القصف على أحياء العاصمة الجنوبية المتاخمة لمخيم اليرموك وأعنفها في التضامن والحجر الأسود. كما أكدت لجان التنسيق «وقوع اشتباكات عنيفة في زملكا وسط محاولات من الجيش السوري لاقتحام البلدة، مشيرة إلى سقوط قتلى وعدد من الجرحى جراء قصف قوات النظام مدفعيا وصاروخيا كلا من دوما وداريا ومعضمية الشام وشبعا والمليحة في الريف».

في هذا الوقت أفاد ناشطون باستمرار القصف على تل رفعت في حلب، بالتزامن مع مواصلة المعارضة حصار مطار مينغ العسكري في ريف حلب، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة تحاول السيطرة على كتيبة للدفاع الجوي في منطقة حندرات بريف حلب. كما أفاد المرصد بقصف تعرضت له «اللطامنة» في حماه، و«حاس» في إدلب، و«معربا» في درعا، و«الموحسن» في دير الزور، مشيرا إلى أن قوات الأمن اقتحمت سكن الطلبة في المدينة الجامعية بالقرب من قرية شماس في حمص.

إلى ذلك، أعلن المرصد ارتفاع إجمالي عدد القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا إلى أكثر من 44 ألف شخص، بينهم 30 ألفا و819 مدنيا.

في سياق متصل، ذكر المرصد أن السلطات السورية اعتقلت اثنين من أقرباء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وخمسة من زملائهما الناشطين في سبيل تغيير سلمي في سوريا، هم الناشط السلمي د. زيدون الزعبي وشقيقه صهيب، وخمسة من زملائهما، من مقهى في دمشق واقتادتهم إلى «أقبية الفرع 215» التابع لها.