إيران تقترح ترؤس الأسد الحكومة الانتقالية والمعارضة تعتبره محاولة لإعادة التموضع

النشار لـ «الشرق الأوسط»: الإبراهيمي سيبلغ الرئيس السوري بالتوافق الأميركي ـ الروسي حول مبادرته التي تستند إلى مبادرة جنيف

TT

وصف سمير النشار، عضو ائتلاف قوى الثورة والمجلس الوطني السوري، الاقتراح الإيراني بتولي الرئيس السوري بشار الأسد رئاسة الحكومة الانتقالية تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية، بأنه «ليس ذا معنى». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «يبدو واضحا أن إيران تحاول تحسين موقعها وموقع الأسد وأنه لا يزال لها دور في المعادلة بعد الاتفاق الروسي - الأميركي محاولة بذلك المحافظة على بقاء الأسد بعدما شعرت أنه تم التخلي عنه وأصبحت هي على الهامش»، مضيفا أن «إعادة التموضع هذه لن تجدي نفعا بعدما لم يعد الأسد عقبة أمام روسيا وهذا ما أظهرته التصريحات الأخيرة، كما أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي ينتظر تحديد موعد لقاء الأسد وإبلاغه بالتوافق الحاصل بين أميركا وروسيا بشأن مبادرته التي تستند إلى مبادرة جنيف، كما أنه سيلتقي وفد الائتلاف الوطني نهاية الأسبوع الحالي في القاهرة»، موضحا أن «الخلاف بين روسيا وأميركا كان حول إصرار الأولى على بقاء الأسد، بينما تعتبر أميركا أن دوره انتهى وعلى الحكومة الانتقالية أن تقود المرحلة الانتقالية، لكن الآن الوضع تغير والتصريحات المتتالية تعكس تغير المزاج الروسي والسلطة في سوريا». ورأى النشار أن هناك سباقا بين الحل العسكري والحل السياسي المتمثل بمبادرة الإبراهيمي، بمعزل عن أي مبادرات قد تطلقها إيران أو غيرها، لافتا إلى أنه جرى منذ أيام قليلة اجتماع في الأمم المتحدة ضم مندوبين من 20 دولة للتباحث بشأن تشكيل قوة سلام دولية مؤلفة من نحو 10 آلاف عنصر إلى سوريا، معتبرا أن كل هذه المستجدات والتطورات تصب في خانة التوافق الدولي للوصول إلى تسوية خوفا من الحسم العسكري. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نقلت أمس، عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قوله إن الاقتراح الإيراني يتضمن انتخاب الشعب السوري البرلمان، قبل أن تشكل حكومة انتقالية على أساس المقاعد التي يحصل عليها كل حزب أو مجموعة تفوز في الانتخابات البرلمانية.

وأكد عبد اللهيان أن هذه الحكومة ستفتح الباب أمام تعديل الدستور، وستمهد الطريق لإجراء الانتخابات الرئاسية، مؤكدا ضرورة الفصل بين أطياف المعارضة السورية وإجراء حوار مع الجهات التي لم تستخدم السلاح كوسيلة للضغط على الحكومة.

بدوره، جدد السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي، التأكيد على أن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يكون إلا سياسيا عن طريق الحوار، بين مختلف الأطراف في سوريا.

وأكد السفير ركن آبادي - في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «فارس» الإيرانية - أن إيران بذلت جهدها منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا ولا تزال تبذل قصارى جهودها لوقف العنف وتلبية المطالب الإصلاحية التي ينادي بها الشعب السوري، مشددا على أن ما يحصل في سوريا مخطط أميركي - صهيوني لتخريب الأمن والاستقرار في هذا البلد في مقابل الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، وفقا لما تعهدت به الإدارة الأميركية.

وأوضح أن المبادرة التي أطلقتها إيران لحل الأزمة في سوريا تقوم على وقف كل أشكال العنف وسفك الدماء، وعودة الهدوء إلى سوريا، وإطلاق حوار وطني تشارك فيه كافة أطراف المعارضة السياسية السلمية، والحكومة السورية، توصلا إلى تشكيل «حكومة مصالحة وطنية» تعمل على إدارة البلد، وتمهد لإجراء الانتخابات البرلمانية على أن يقوم البرلمان المنتخب من قبل الشعب السوري بتشكيل حكومة جديدة تتولى عملية الإصلاحات بإشراف الرئيس بشار الأسد، والتمهيد للانتخابات الرئاسية في عام 2014.

وشدد السفير ركن آبادي، على عدم إشراك من سماهم بالمجموعات الإرهابية التي تلطخت أيديها بدم الشعب السوري وارتكبت العمليات الإجرامية والإرهابية على حساب كل القيم الإنسانية، معتبرا أن الشعب السوري يرفض أي دور لهذه الجماعات في الحوار السياسي.