نقل الرئيس العراقي إلى ألمانيا.. والتحالف الكردستاني يدعو نظيره «الوطني» إلى الالتزام بمبادرته

مصدر كردي لـ «الشرق الأوسط»: جاهزون للحوار

مصور صحافي أمام المستشفى الجامعي في برلين حيث يعالج الرئيس طالباني (أ.ف.ب)
TT

بعد ساعات من نقل الرئيس العراقي جلال طالباني إلى ألمانيا لاستكمال علاجه على أثر إصابته بـ«جلطة دماغية» دخل على أثرها في غيبوبة استمرت ليومين، دعا التحالف الكردستاني رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الالتزام بالمبادرة التي كان طالباني قد أطلقها قبل أقل من أسبوع من انتكاسته المرضية الثانية، وهي التهدئة الإعلامية تمهيدا لبدء الحوار السياسي.

وقال نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي محسن السعدون في تصريحات صحافية ببغداد أمس إن «الرئيس جلال طالباني ونائبه خضير الخزاعي قدما مبادرة للتهدئة وحل الخلافات بين بغداد وأربيل بعد التحشيد العسكري في كركوك والمناطق المتنازع عليها»، داعيا «رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الالتزام بتلك المبادرة والسير بها مع حكومة إقليم كردستان». وأوضح السعدون أن «المبادرة تتضمن وضع آلية واتفاق جديد لوجود الجيش والبيشمركة في تلك المناطق»، مؤكدا على ضرورة «التزام المالكي بالمبادرة خصوصا أن هناك دعوة منه للوفد العسكري والفني لوزارة البيشمركة بعد لقائه الأخير بطالباني قبل وعكته الصحية لاستئناف المفاوضات مع وزارة الدفاع والداخلية في بغداد».

واعتبر السعدون أن «تلك المبادرة هي الطريق الوحيد لعدم نشوب حرب عسكرية بين الطرفين والرجوع إلى طاولة الحوار حتى بغياب صاحب المبادرة وخصوصا أنه كانت هناك استجابة من رئيس إقليم كردستان بوقف الحملات الإعلامية وبما يفرضه عليه الدستور والاتفاقيات السابقة».

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي مؤيد الطيب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «حكومة إقليم كردستان أعلنت رسميا استعدادها لبدء الحوار وإرسال الوفود إلى بغداد أو استقبال وفود من بغداد»، مشيرا إلى أن «هذا هو الموقف الرسمي لائتلاف الكتل الكردستانية حيث نرى نحن ويشاطرنا في ذلك قسم كبير من التحالف الوطني فضلا عن القائمة العراقية أنه لا حل أمامنا سوى الحوار البناء لحل مشاكلنا». وأوضح الطيب أن «الحل الذي نقترحه هو الذي يستند إلى المبادرة التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية قبيل مرضه لأنها مبادرة تكاد تكون اشترك فيها الجميع وبالتالي فإنها تمثل التزاما للجميع»، مؤكدا أن «رئيس البرلمان أسامة النجيفي ومن خلال لقائه مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد كان جزءا منها كما أن نائب الرئيس خضير الخزاعي دخل هو الآخر طرفا فيها وكل ما نأمله الآن هو أن يعمل قادة التحالف الوطني على إقناع (دولة القانون) بأن تبدي مرونة أكبر على صعيد التوصل إلى حلول للقضايا العالقة». ومضى الطيب قائلا إن «المبادرة تتضمن شقين: الأول هو التهدئة الإعلامية الشاملة من أجل أن تتوفر الأرضية للحوار، والشق الثاني هو انسحاب قوات الطرفين الجيش والبيشمركة وتشكيل لجان لبحث الخلافات وتشكيل نقاط مشتركة من أهالي المنطقة لحمايتها على أن ترتبط هذه النقاط بمجالس المحافظات والمحافظين». وردا على سؤال بشأن إمكانية تطبيق هذه الخطة على أرض الواقع قال الطيب إن «الجانب الكردي أبدى المرونة اللازمة في هذا المجال وإننا ننتظر الرد من قبل المالكي تحديدا لأن أطراف التحالف الوطني الأخرى متفاعلة إلى حد كبير مع هذه الحلول».

وتأتي دعوة التحالف الكردستاني نظيره التحالف الوطني إلى استئناف الحوار في وقت عاد فيه الرئيس العراقي جلال طالباني إلى ألمانيا التي كان قد عاد منها قبل نحو شهرين بعد أن أمضى فيها رحلة علاج استمرت لثلاثة أشهر. وقال مكتب رئيس الجمهورية في بيان له إن «طالباني غادر، صباح أمس مستشفى مدينة الطب في بغداد متوجها إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، تحت رعاية الفريق الطبي المختص»، مبينا أن «صحته تحسنت بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الفريق الطبي العراقي الذي استأنس بآراء فرق طبية وافدة من الخارج». وأضاف المكتب أن «العلاج وفر الظروف المناسبة لنقل طالباني إلى خارج البلاد لمتابعة علاجه في ألمانيا»، معربا عن شكره لـ«وزارة الصحة وإدارة وكادر مدينة الطب والفريق الطبي المتخصص الذين بذلوا جهودا كبيرة وحثيثة من أجل اجتياز المرحلة الصعبة التي تعرضت لها صحة طالباني».