متمردون سودانيون يقولون إنهم أسقطوا طائرة عسكرية.. والجيش يتحدث عن عطل فني

الحكومة تقرر تقسيم ولاية جنوب كردفان المضطربة إلى ولايتين.. ومقتل 12 شخصا في أعمال عنف في جنوب السودان

TT

قال متمردون يحاربون من أجل الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، أمس، إنهم أسقطوا طائرة مقاتلة من طراز «ميغ - 23»، وهددوا بإسقاط أي طائرة عسكرية تحلق فوق المناطق التي يسيطرون عليها، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز»، أمس. واعترف الجيش السوداني بتحطم إحدى طائراته ومقتل قائدها في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان التي تتاخم ولاية جنوب كردفان، لكنه قال إنها سقطت بسبب عطل فني. وتشهد ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق اشتباكات منذ أكثر من عام، مما أدى إلى فرار مئات الآلاف من ديارهم.

وقال العقيد الصوارمي خالد سعد، المتحدث العسكري باسم الجيش السوداني، في بيان، إن طائرة مقاتلة كانت في مهمة عسكرية تحطمت مساء أول من أمس بمطار الأبيض. وتابع أن التحطم كان «نتيجة لتعثر الإجراءات الفنية المتعلقة بالطائرة». وأضاف أن التعثر حدث أثناء محاولة الهبوط، مما أدى إلى تحطم الطائرة داخل مطار مدينة الأبيض واحتراقها و«استشهاد» قائدها. وتابع أنه تم تشكيل لجنة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تحطم الطائرة.

وتقول جماعة متمردين، تعرف باسم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» - قطاع الشمال - إنها تقاتل من أجل حماية أقليات عرقية من القمع والتهميش، بينما تتهمها الخرطوم بالسعي لنشر الفوضى لصالح جنوب السودان الذي انفصل العام الماضي.

وقالت «الحركة الشعبية» في بيان: «قواتكم في الجبهة الثورية السودانية من الجيش الشعبي بجنوب كردفان - جبال النوبة سلاح الدفاع الجوي، قامت بإصابة طائرة حربية مقاتلة طراز (ميغ – 23) تتبع لسلاح جو نظام الخرطوم». وأضافت: «إن الطائرة كانت في مهمة قصف وإنها تحطمت بعد إصابتها». والجبهة الثورية السودانية تحالف لجماعات متمردين، يضم الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال - في كل من ولايتي جنوب دارفور والنيل الأزرق، ويضم كذلك جماعات مسلحة أخرى من إقليم دارفور. وأضافت «الحركة الشعبية» في البيان أنه «لا أمان بعد اليوم مطلقا لأي طائرة حربية تحلق في سماء المناطق المحررة». ولا يمكن التحقق من صحة كل من رواية المتمردين أو من رواية الحكومة في بلد يفرض قيودا على حرية وصول الصحافيين ومراقبين مستقلين آخرين إلى مناطق الصراع. وأعلنت «الحركة الشعبية» في السابق مزاعم مماثلة. وقالوا في الأسبوع الماضي إنهم أسقطوا طائرة حربية من طراز «أنتنوف» بنيران مدفع مضاد للطائرات. وبدأت الحرب في ولاية جنوب كردفان في يونيو (حزيران) 2011 قبل انفصال جنوب السودان مباشرة وامتدت في سبتمبر (أيلول) إلى ولاية النيل الأزرق.

وتدهورت حالة الأسطول الجوي السوداني بسبب العقوبات الأميركية المفروضة منذ سنوات ومشكلات أخرى، وعانى عدة حوادث لتحطم الطائرات في السنوات القليلة الماضية. ولقي 32 شخصا، بينهم وزير، حتفهم في أغسطس (آب) الماضي عندما تحطمت طائرة كانت تقلهم لحضور مهرجان إسلامي. وقالت الحكومة إن سبب الحادث سوء الأحوال الجوية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تحطمت طائرة عسكرية قرب الخرطوم كانت متجهة إلى دارفور، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا، وتحطمت طائرة هليكوبتر عسكرية في الأبيض أيضا في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي. ونحي باللائمة في الحادثين على مشكلات فنية.

إلى ذلك، أعلنت الحكومة السودانية أمس أنها ستقسم ولاية جنوب كردفان المضطربة إلى ولايتين، بحيث يشكل الجزء الغربي من الولاية الذي تسكنه قبيلة المسيرية العربية الرعوية، ولاية منفصلة. وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، في خبر قصير، إن «النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه أعلن إنشاء ولاية غرب كردفان». وتعيد هذه الخطوة إنشاء ولاية غرب كردفان التي اختفت عقب توقيع اتفاق السلام عام 2005 الذي أنهى الحرب الأهلية التي امتدت إلى 22 عاما بين شمال السودان وجنوبه من خلال الحركة الشعبية لتحرير السودان.

وفي ذلك الوقت، وافقت الخرطوم على توحيد غرب كردفان وجنوب كردفان استجابة لطلب «الحركة الشعبية» التي كان يساندها في قتالها ضد حكومة الخرطوم مجموعات النوبة الأفريقية التي هي السكان الأصليون لمنطقة جنوب كردفان (جبال النوبة). وتشهد جنوب كردفان معارك بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية لشمال السودان منذ عام 2011. وستقسم بشكل يجعل الجزء الغربي منها الذي تسكنه قبيلة المسيرية العربية الرعوية ولاية منفصلة، وستكون حدود الولاية الجديدة إلى الغرب من كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.