مظاهرات تتحدى القصف نصرة لحلب.. وناشطون يؤكدون أن معنويات الجنود منهارة

تجمع «أنصار الإسلام» يعد بتنفيذ عمليات نوعية قريبا في دمشق

مواطنون وعناصر من الجيش الحر يشيعون جنازة إكرام أكور الذي قتل بعد قصف جوي للقوات النظامية بالحولة بحمص أمس (رويترز)
TT

لبى آلاف السوريين أمس دعوة المعارضة السورية للتظاهر في جمعة «النصر انكتب ع أبوابك يا حلب»، بعد صلاة الجمعة أمس، نصرة لمدينة حلب، التي تشهد معارك يومية مستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر، معاهدين على «إعلان التحرير من العاصمة الاقتصادية لسوريا». وفي حين خرجت مظاهرات شعبية في عدد من المناطق السورية ردد فيها المشاركون هتافات مناهضة للنظام ومطالبة بدعم «الجيش السوري الحر»، تعهد تجمع «أنصار الإسلام»، أحد أقوى الفصائل السورية الميدانية، بتنفيذ عمليات عسكرية نوعية في العاصمة دمشق ضد الجيش السوري النظامي خلال الأيام القريبة المقبلة.

وجاء الإعلان عن تصعيد العمليات العسكرية في دمشق غداة تأكيد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن استخدام القوات النظامية السورية مجددا صواريخ «سكود»، صباح أول من أمس. وقال راسموسن إن «حلفاء الناتو رصدوا إطلاق الجيش السوري صواريخ عدة من طراز (سكود) قصيرة المدى ضد مواقع للمعارضة يوم الخميس»، وذلك بعد نحو أسبوع من رصد الحلف استخدام هذا النوع من الصواريخ للمرة الأولى في سوريا. واعتبر أن «إطلاق هذا النوع من الصواريخ دليل على يأس النظام واقترابه من الانهيار».

وكان أبو معاذ الآغا، أحد قادة تجمع «أنصار الإسلام» والناطق باسمه، قد أعلن أمس أن «عددا من الألوية العسكرية انضمت إلى التجمع، الذي يجمع عددا من الكتائب ذات الثقل الميداني، لتفعيل العمل العسكري في دمشق وريفها»، مؤكدا، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن «التجمع يعد العدة لعمليات عسكرية قريبا». وقال الآغا، الذي تبنى تجمعه عملية تفجير مبنى خلية الأزمة في شهر يوليو (تموز) الفائت وقتل فيه أربعة من أبرز مساعدي الأسد بينهم زوج شقيقته ونائب وزير الدفاع آصف شوكت «ستزلزل الأرض تحت جيش (الرئيس السوري) بشار (الأسد) وعصابته».

وأكد عضو هيئة الأركان في الجيش السوري الحر محمد علوش، لـ«الشرق الأوسط»، أن «العمل جار على تفعيل العمليات العسكرية داخل دمشق وريفها وتطهيرها من كتائب النظام تدريجيا»، لافتا إلى أن «معنويات القوات النظامية منهارة وبمجرد وصول أي كتيبة من (الجيش الحر) إلى أي حاجز أو نقطة نظامية يبادر الجنود إلى الانشقاق فورا».

وفي حين لم يقلل علوش من إمكانيات النظام «في ظل وجود من يمده بالدعم من أبناء طائفته ويعتمد عليهم، وفي ظل قوة بعض قطعه العسكرية الضاربة»، أمل أن يكون سقوط «النظام السوري بات قريبا»، مشيرا إلى «تطوير النظام السوري بمؤازرة خبراء إيرانيين بعض أنواع صواريخ (غراد) القريبة المدى». وأوضح أن «النظام استخدم صواريخ (سكود) معدلة، لأن القدرة التدميرية لصواريخ الـ(سكود) الفعلية هائلة، وذلك من باب التخويف، وإن كان استخدامها ليس بعيدا عن مجرم حرب كبشار الأسد».

وكانت اشتباكات عنيفة دارت أمس في الأحياء الجنوبية في دمشق، حيث أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى اشتباكات على أطراف حيي التضامن والحجر الأسود، فيما أفادت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة باستمرار القصف على أحياء العاصمة الجنوبية المتاخمة لمخيم اليرموك وأعنفها في التضامن، بالتزامن مع وقوع انفجارات عنيفة هزت مناطق مختلفة في دمشق، منها حي كفرسوسة.

على صعيد آخر، تمكن «الجيش الحر» للمرة الأولى من استهداف فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية على طريق مطار دمشق الدولي، وذلك عقب إعلان كتائب «الجيش الحر» سيطرتها على عدد من المناطق القريبة منه، كمخيم فلسطين ومخيم اليرموك والحجر الأسود.

وفي ريف دمشق، تمكن «الجيش الحر» من السيطرة على حاجز رنكوس العسكري الذي يربط سوريا ببلدة الطفيل اللبنانية الحدودية، من دون وجود أي طريق آخر سواه. ويعد هذا الحاجز الأول من نوعه الذي يسيطر عليه «الجيش الحر» في ريف دمشق قرب الحدود اللبنانية. كما دارت اشتباكات واسعة في محيط مدينتي داريا ومعضمية الشام، حيث أفاد معارضون بوجود هجوم لعناصر من «الجيش الحر» على كتيبة للقوات النظامية في بلدة الرحبة واستيلائهم على قذائف وأسلحة خفيفة.

من جهة أخرى، تعرضت المنطقة الواقعة بين شبعا والمليحة لقصف نظامي، بعد اشتباكات عنيفة في المنطقة منذ يومين، على خلفية هجوم مقاتلي المعارضة على فوج الاستطلاع في منطقة شبعا. وأسفرت الاشتباكات، وفق المرصد السوري، عن مقتل ما لا يقل عن 16 عنصرا من القوات النظامية، بينهم ضابط برتبة عميد، وفرار عدد من عناصر الفوج، وسقوط خسائر بشرية في صفوف مقاتلي المعارضة.

وذكرت شبكة «شام» الإخبارية حدوث قصف «عنيف» بالمدفعية الثقيلة والراجمات على مدن وبلدات عين ترما وبيت سحم وزملكا وعربين وشبعا وداريا ومعضمية الشام والريحان ودوما ومعظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وفي حين عثر في مدينة المعضمية على ثلاث جثث مجهولة الهوية أعدمت ميدانيا عند حاجز عسكري، أعلن «الجيش الحر» عن تدمير دبابتين في سهل مضايا في استهداف حاجز نظامي في السهل. كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية وعند مفرق عربين بين «الجيش الحر» والقوات النظامية.

وفي حلب، استهدف مقاتلون في «الجيش الحر» مربضا للمدفعية بالقرب من مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء غرب المدينة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قوله إن «مسلحين من المعارضة حاولوا استهداف مربض للمدفعية بجانب الفرع الأمني، عبر التسلل من خلال محوري غرب كفرا حمرا والمستودعات في جمعية الزهراء»، مشيرا إلى أن «العناصر المكلفة بحماية الموقع نجحت في صد الهجوم، موقعة في صفوف المسلحين إصابات بليغة».

أما في حمص، فقد استهدف قصف بطيران الـ«ميغ» حي جوبر، وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل ثلاثة أطفال وسقوط عشرات الجرحى، في حين تعرضت مدينتا الرستن والحولة للقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وفي درعا، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية تعرض أحياء درعا البلدة لقصف نظامي، كما شنت القوات النظامية حملات دهم واعتقال في حي السحاري بدرعا المحطة. وفي بلدة إزرع، أفاد ناشطون بالعثور على خمس جثث لجنود منشقين أعدموا ميدانيا على يد قوات النظام وبدت عليهم آثار تعذيب. كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة الكرك الشرقي، بريف درعا. وفي دير الزور، تعرضت معظم أحياء المدينة لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، وتركز القصف على مركز المدينة والسوق التجارية. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «قصفا عنيفا بالهاون والصواريخ استهدف أحياء الشيخ ياسين، والحميدية، والحويقة، والموظفين، والجبيلة». كما وقعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة على سور مطار دير الزور العسكري.

وفي ريف دير الزور، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بوقوع قصف بالراجمات على مدينة موحسن، وقصف مدفعي على بلدات البوعمر والمريعية ومعظم القرى المجاورة لمطار دير الزور العسكري. وفي اللاذقية، أفاد عضو اتحاد تنسيقيات الثورة الناشط عمار الحسن، «الشرق الأوسط»، بحدوث «انتشار أمني كثيف في الأحياء الثائرة بالتزامن مع محاصرة المساجد تحسبا لخروج مظاهرات بعد صلاة الجمعة». وفيما اقتحمت قوات الأمن حي الطابيات، أشار الحسن إلى المعاناة الإنسانية في حي بستان الريحان، حيث بلغت ساعات قطع الكهرباء نحو 17 ساعة». وفي ريف اللاذقية، شهدت مدينة بانياس حصارا أمنيا شديدا شمل كل مساجد الأحياء الجنوبية، وأقيمت حواجز تفتيش دقيق على مداخلها.

وفي حماه، أطلقت القوات النظامية النار على مظاهرة انطلقت في حي الكرامة. كما وقعت اشتباكات عنيفة على مشارف المدينة بين «الجيش الحر» وقوات النظام. كما شنت قوات حكومية عمليات عسكرية وقصف براجمات الصواريخ قرى منطقة سهل الغاب. وقال المرصد السوري إن ستة مقاتلين من «الجيش الحر» قتلوا خلال اشتباكات في ريف حماه، فيما لقي ثمانية آخرون حتفهم خلال اشتباكات مع القوات النظامية خلال محاولة اقتحام كتيبة للدفاع الجوي في منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي.