مسؤول إسرائيلي: مباحثات خلف الكواليس مع القاهرة حول مستقبل غزة

رئيس الموساد الأسبق: الاتفاق يعلن بعد الانتخابات.. وتل أبيب منعت مسؤولا إيرانيا من زيارة القطاع وسمحت لمشعل

TT

قال مسؤول حكومي إسرائيلي إن تل أبيب ومصر تجريان مباحثات من خلف الكواليس، بشأن مستقبل قطاع غزة، بعد الاتفاق الأخير الذي رعته مصر، وأرسى تهدئة متبادلة. وبحسب المسؤول، فإن المباحثات الهادئة الجارية الآن تهدف إلى مزيد من تخفيف القيود عن القطاع مقابل منع استمرار تسليح حماس.

وقال المسؤول لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن إسرائيل ترى أن هناك عددا من العناصر الحاسمة لجهة ضمان استمرار الهدوء في الجنوب، وعلى حدود القطاع، ومن بينها منع إعادة تسليح حركة حماس، إذ إن «حماس بقدرات أقل ستقلل احتمالات اندلاع جولات عنف أخرى»، وتخفيف القيود عن القطاع، إذ «تدرك إسرائيل أن تخفيف القيود على غزة، سيمدد فترة وقف إطلاق النار». ومسألة ثالثة مهمة بالنسبة لإسرائيل في كل ذلك، وهي إجراء حوار مع النظام المصري الجديد.

وقال المسؤول الذي لم تنشر الصحيفة اسمه «إسرائيل مهتمة جدا بإجراء حوار جاد مع النظام الجديد في مصر. إذا مضينا قدما إلى الأمام بشأن القضايا المدنية والأمنية في غزة، نستطيع أن ندعم وقف إطلاق النار بالاتفاق مع المصريين، وهذا في حد ذاته سيكون مفيدا لنا».

ولكن في الوقت نفسه، حذر المسؤول من «أوهام» بشأن الاستقرار في غزة، قائلا إنه لا يجب أن تكون هناك أوهام بشأن أن الوضع في غزة غير قابل للانفجار مرة أخرى. وأضاف أن «الردع العسكري الإسرائيلي ما زال العنصر الأهم في تأمين الهدوء الجاري حاليا وفي المستقبل».

ويشير حديث المسؤول الإسرائيلي إلى المرحلة الثانية التي أعلن سابقا أنها ستناقش طلبات الطرفين، إسرائيل وحماس، بعد وقف إطلاق النار الذي رعته مصر في أعقاب عملية «عمود السحاب» التي استمرت بين 14 و21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار أو ما يطلق عليه اتفاق التهدئة قد نص على أن تقوم إسرائيل بوقف جميع أشكال العمليات العسكرية والإجراءات على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، على أن تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل العمليات من قطاع غزة باتجاه الجانب الإسرائيلي بما ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود، على أن تتم مناقشة أي طلبات فلسطينية، بما فيها فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، وأي طلبات إسرائيلية بما فيها تسليح حماس بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وجاء في أحد بنود الاتفاق أنه ستتم مناقشة أي قضايا أخرى حال الحاجة لذلك.

وأكد افرايم هاليفي، رئيس الموساد الأسبق، وجود هكذا مباحثات، بل قال إن الإعلان عن الاتفاق الجديد مع المصريين حول غزة سيتم بعد الانتخابات الإسرائيلية. وأضاف أن «القاهرة تلعب دورا مركزيا في ذلك، والرئيس محمد مرسي يشرف على كل المحادثات أولا بأول». ولم يصدر تعقيب فوري من القاهرة أو حماس على ذلك.

وحاول هاليفي التأكيد على هكذا مباحثات، من خلال زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى غزة بداية ديسمبر الحالي، للاحتفال بالذكرى الـ25 لانطلاقة حماس. وقال هاليفي «إن تلك الزيارة ما كانت لتتم لولا موافقة إسرائيل»، مؤكدا أن إسرائيل التي أعطت ضوءا أخضر لزيارة مشعل وعدد من أعضاء المكتب السياسي، رفضت زيارة آخرين، ومن بينهم وزير الخارجية الإيراني الذي رفضت مرتين زيارته إلى غزة.

ويعتبر هاليفي من دعاة الحوار مع حماس، وكان أكد مرارا أنه لا يمكن أن يتحقق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط «من دون إشراك حركة حماس في العملية السياسية، وفتح قنوات اتصال مباشر معها حول مختلف القضايا». ويرى هاليفي أن الحديث مع حماس يعد «استراتيجية ذكية»، لأنها تمتلك تأثيرا كبيرا في الشارع الفلسطيني.