تغريم الجندي الأميركي الذي تبول على جثث أفغان

توقع الحكم بإعدام قاتل الـ 16 أفغانيا

TT

بينما أحالت محكمة عسكرية أميركية العريف بيلز، الذي ارتكب مذبحة في قرية في أفغانستان، وقتل 16 رجلا وامرأة وطفلا، إلى محكمة عسكرية عليها مع توقع الحكم بإعدامه، حكمت محكمة عسكرية أميركية أخرى بغرامة 500 دولار، وتخفيض درجة عسكرية، على رقيب كان مع القوات الأميركية في أفغانستان، وتورط في حادث التبول على جثث مقاتلين تابعين لمنظمة طالبان في أفغانستان بعد أن قتلتهم الفرقة الأميركية سنة 2011.

في قضية التبول، صدر الحكم بعد أن اعترف الرقيب جوزيف تشاملين بما فعل، أمام محكمة في قاعدة كامب لاجون (ولاية نورث كارولينا). اعترف بالتقصير «في أداء واجباته، بأن أهمل في الإشراف على النحو الأكمل على أفراد مشاة البحرية» من ذوي الدرجات الأدنى الذين كان يقودهم. وعلى الرغم من أنه اعترف بأنه اشترك في التبول، قال إن ذلك كان «عن طريق الخطأ». وكان، في البداية، أنكر ذلك، غير أن صورا للحادث نشرت في الإنترنت على نطاق واسع أكدت أنه تبول مع آخرين.

في ذلك الوقت، أعلن البنتاغون فرض عقوبات تأديبية على ثلاثة من أفراد مشاة البحرية. وقال إن هؤلاء الجنود وقعت عليهم «عقوبات غير قضائية في إطار الاتفاقيات الموقعة» بين الحكومتين الأميركية والأفغانية. حسب هذه الاتفاقيات، تتضمن العقوبات غير القضائية تخفيض رتبة العسكريين، أو فرض قيود على تحركاتهم، أو تكليفهم بأعمال إضافية، أو دفع غرامة مالية، أو توبيخ، أو مجموعة من هذه العقوبات. في ذلك الوقت، قال البنتاغون إن واحدا من الجنود الثلاثة اعترف بالتبول على جثة مقاتل من طالبان، بينما اعترف ثانٍ بتصوير الحادث الذي نشر في الإنترنت، واعترف الثالث بعدم الإبلاغ عن هذا التمثيل بالجثث. في وقت لاحق، حقق البنتاغون مع قائد الفرقة العريف تشاملين.

وكان التسجيل المصور، ومدته 39 ثانية، وانتشر في الشبكة العنكبوتية، أظهر ثلاثة أو أربعة على الأقل من جنود مشاة البحرية وهم يتبولون على الجثث في مكان غير معلوم بأفغانستان.

في ذلك الوقت، أثارت تصرف الجنود انتقادات وحملات انتقام عنيفة في أفغانستان وباكستان. وأدانها كبار المسؤولين الأميركيين، ومن بينهم وزير الدفاع ليون بانيتا. كما أدان الحادث الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. ووصف كرزاي تصرف الجنود الأميركيين بالسلوك «غير الإنساني». وطالب الحكومة الأميركية بـ«التحقيق العاجل». وأيضا «توقيع أشد عقوبة على أي شخص يدان في هذه الجريمة».

وبالنسبة للعريف روبرت بيلز، الذي قتل 16 مدنيا في قرية بانجاوي، في مقاطعة قندهار في أفغانستان، كان محاميه، هنري براون، قال إن موكلة لا يتذكر أي شيء عن المذبحة. لكن، كانت زوجته كاريلين قالت في بيان وزعته على الصحافيين: «ما حدث ليلة 11 مارس (آذار) في مقاطعة قندهار كان مأساة رهيبة ومحطمة للقلوب. كل الأسرة، بما فيها أسرة بوب نعيش في حزن عميق. أننا نقدم تعازينا لجميع سكان مركز بانجاوي (في مقاطعة قندهار). قلوبنا تشاركهم الحزن، خاصة آباء وأمهات وإخوان وأخوات الأطفال الذين لقوا حتفهم».

وأول من أمس، أحالت محكمة عسكرية القضية إلى محكمة عسكرية أعلى، مع توقع عقوبة الإعدام إذا ثبتت إدانته المحكمة الأخيرة. وأكد البيان العسكري: «هذه الاتهامات هي مجرد اتهامات.. والمتهم بريء حتى تثبت إدانته».