عودة جزئية إلى «اليرموك» واتفاق فلسطيني على إدارة المخيم

المقدح لـ«الشرق الأوسط»: يتم العمل لتسهيل رجوع الجميع خلال يومين.. ولا نزوح لقادة فلسطينيين من سوريا إلى لبنان

TT

بعد ساعات قليلة على الإعلان عن الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية لتوليها مهمة إدارة «مخيم اليرموك» وخروج عناصر قوات النظام والجيش الحر منه، لبت مئات العائلات الفلسطينية - بحذر - دعوة القوى الفلسطينية والناشطين للعودة، متفقدين منازلهم نافضين عنها غبار الاشتباكات والقصف الذي استهدفها لمدة يومين متتاليين وأدى إلى نزوح أكثر من 100 ألف نسمة من أصل 150 ألفا يسكنون في المخيم.

وأعلن أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات أنه عقد لقاء لجميع القوى والفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك، وتم فيه الاتفاق على تسليم الفصائل الفلسطينية مهمة حفظ الأمن في المخيم دون سواها.

وشمل الاتفاق منع المظاهر المسلحة أو إطلاق النار من مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، إضافة إلى تشكيل هيئة وطنية أهلية لإدارة شؤون المخيم ودعوة جميع أبنائه دون استثناء للعودة الفورية.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إنه جرى التواصل مع وزارة الخارجية السورية التي أبلغت بمضمون الاتفاق، وكذلك مع المعارضة السورية، كما أن هناك تفهما لدى الجميع لخصوصية المخيم، ولكن التطبيق على أرض الواقع لا يخلو من بعض العقبات.

وأكد بعض السكان لـ«فرانس برس» أنه لم يعد هناك أي تواجد مسلح في المخيم، تابع لقوات النظام أو لمعارضيه أو لمقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة الموالية له، من دون أن يخلو الأمر من بعض طلقات الرصاص التي يسمع أزيزها من وقت إلى آخر.

في المقابل وفي حين أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنه من المستحيل إغلاق الحدود بوجه النازحين السوريين، وصل عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان إلى 1200 عائلة خلال اليومين الأخيرين، بحسب ما قال قائد «كتائب شهداء الأقصى» في لبنان، منير المقدح لـ«الشرق الأوسط»، كما أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) هدى سمرا عن وصول نحو 13 ألف لاجئ فلسطيني إلى لبنان منذ بداية الأزمة السورية. وذكرت «الأونروا» في بيان لها أن 3000 عائلة وصلت الأسبوع الماضي من اليرموك إلى البقاع في لبنان، حيث يتم تقديم المساعدات لهم بالتعاون مع المفوضية العليا للإغاثة.

وأشار المقدح، إلى أن هناك عودة جزئية للفلسطينيين إلى المخيم، فيما يتم العمل على عودة الجميع في اليومين المقبلين. وعن وضع النازحين في لبنان، قال المقدح هناك 4000 عائلة فلسطينية نزحت منذ بدء الأحداث في سوريا، بينها 1200 عائلة وصلت في اليومين الأخيرين. لافتا إلى أن 1800 عائلة نزحت نحو صيدا في جنوب لبنان، فيما تتوزع العائلات الأخرى بين بيروت والبقاع والشمال وصور. وأكد المقدح أنه ورغم الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في لبنان تمكنوا من استقبال مواطنيهم وتأمين الخبز لهم في غياب أي مساعدات من أي جهات محلية أو دولية، منتقدا بذلك «الأصوات اللبنانية العنصرية التي طالبت بإقفال الحدود في وجه الفلسطينيين». مشددا العمل على حماية المخيمات الفلسطينية ووقوف الفلسطينيين على الحياد بشأن الوضع السوري.

كذلك، وفي حين أشارت تقارير صحافية إلى نزوح عدد من القادة الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان تحسبا لأي تصعيد عسكري في المخيم، نفى المقدح الأمر معتبرا أنه لا صحة للمعلومات حول وصول قادة فلسطينيين إلى لبنان لافتا إلى أن مكاتب هؤلاء ليست في المخيم، وهم كانوا حاضرين في اجتماع دمشق الذي جمع الفصائل الفلسطينية للتباحث حول ما يحصل في المخيم. لكن من جهتها، وفي ما يتعلق بدور «الأونروا» في رعاية النازحين الفلسطينيين، أشارت سمرا في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إلى أن «الأونروا أطلقت أخيرا نداء استغاثة لتأمين ثمانية ملايين دولار أميركي لسد احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، وأكدت تأمين نسبة عشرة في المائة من هذا المبلغ من منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة والنرويج بالإضافة إلى أفرقاء آخرين».

وأضافت أن «الأونروا قدمت خلال هذه الفترة الخدمات الصحية الأولية والمعاينات الطبية المجانية في جميع عيادات (الأونروا) داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الـ12 في لبنان وخارج هذه المخيمات، كما أنها قامت بتسجيل جميع الأطفال والأولاد في المدارس التابعة لها وتأمين المساعدات التي اشتملت على المواد الغذائية والعينية بالتعاون مع المنظمات المدنية»، واصفة تعاون الحكومة اللبنانية بأنه «ممتاز»، مثنية في الوقت نفسه على الجهود التي يقوم بها لبنان لإغاثة النازحين السوريين والفلسطينيين معا باعتبار هذا الملف ملفا إنسانيا.