الوفد العسكري الكردي يستأنف مفاوضاته في بغداد الأسبوع المقبل

الحديث عن إرسال الوفد السياسي مؤجل حاليا بسبب وعكة طالباني

TT

قطع برهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني زيارته إلى بغداد والتي توجه إليها برفقة الرئيس العراقي جلال طالباني ليعاونه في المشاورات التي بدأها الرئيس حال عودته إلى بغداد قبل عدة أسابيع مع القوى والأطراف العراقية لحلحلة الأوضاع السياسية والبحث عن الحلول الممكنة للأزمة السياسية التي تعصف بالعراق، والتي تطورت تداعياتها مع تأزيم المناطق المتنازع عليها بالتحشيدات العسكرية بين الطرفين (الجيش العراقي وقوات البيشمركة)، حيث ودع صالح طالباني الذي نقل إلى ألمانيا أول من أمس ليعود إلى كردستان ليمارس مهامه كنائب أمين عام الحزب وينصرف لإدارة الشؤون الحزبية بانتظار عودة طالباني، رغم أن معلومات تم تداولها في اليومين الماضيين حول توجيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدعوة رسمية إلى الوفد الكردي الذي كان يرأسه برهم صالح للعودة إلى بغداد واستئناف المفاوضات المتوقفة بين قيادة إقليم كردستان والأطراف السياسية والحكومة العراقية. ولكن مصادر قيادية كردية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنه بسبب الظروف الطارئة التي طرأت مؤخرا جراء حدث إصابة الرئيس العراقي بوعكة صحية، من المستبعد أن يتهيأ الوفد السياسي الكردي لدخول جولة أخرى من المفاوضات السياسية، ولكن وفدا عسكريا سيزور بغداد الأسبوع المقبل لاستئناف المفاوضات العسكرية المتوقفة مع قيادات وأركان وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة التي يرأسها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بهدف نزع فتيل الأزمة العسكرية في المناطق المتنازع عليها. وقال مصدر قيادي كردي إن «سفر الوفد العسكري مهم جدا في هذا الظرف الذي يتطلب المزيد من التهدئة وتطبيع الأوضاع، فالظرف عصيب، والتطورات تتلاحق، كما أنه من دون معرفة نتائج الوفدين العسكريين لا يمكن البناء على ماذا سيتفاوض الوفد السياسي في بغداد، لذلك فإن الحديث عن إرسال الوفد السياسي إلى بغداد مؤجل حاليا رغم صدور دعوة رسمية من السيد المالكي بهذا الصدد».

وكان الوفد السياسي الذي ضم كلا من برهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني، وفاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني قد أمضى أسبوعين في بغداد بمعية الرئيس العراقي وأجريا سلسلة من اللقاءات مع قادة الكتل والأطراف العراقية تمحورت حول البحث عن أرضية البدء بمشاورات جدية وحاسمة لحل الأزمة السياسية، ولكن الوعكة التي ألمت بالرئيس العراقي دفعت بالوفد إلى قطع زيارته لبغداد والعودة إلى كردستان.

وحال عودته بدا صالح متأثرا بالوضع الصحي لزعيمه ونشر رسالة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أعرب فيها عن مشاعره، وقال إن «الرئيس مام جلال هو الخيمة الجامعة لكل الاتحاديين، والقائد للشعب الكردي، وصمام الأمان للعراق الكبير». وتابع أن «مام جلال صارع في معتركات صعبة وقاسية وفي أحلك الظروف بقوة وثبات جميع الأنظمة الديكتاتورية الغاشمة، كافح الظلم والقهر والاستبداد ضد شعبه، وكرس عشرات السنين من عمره المديد إن شاء الله من أجل أداء هذه الرسالة النبيلة، ونجح في أدائها بكل جدارة، ولدينا ثقة بأنه قادر على أن يصارع هذا المرض، وبالاتكال على الله العلي القدير سوف يهزمه».

وأضاف أن «مام جلال بالنسبة لنا ليس مجرد قائد وطني وتاريخي، أو رئيس لجمهوريتنا، مام جلال بالنسبة لنا هو العم والأخ والأب، وهو شخص لا يمكن تعويض مكانته لا في العراق ولا في كردستان، فلا أحد يستطيع أن يحتل موقعه بين حنايا قلوب وصدور جماهير الشعب. ونحن في ظل هذه الظروف العصيبة المليئة بالأزمات والمتغيرات الكبيرة في العراق والمنطقة، أحوج ما نكون اليوم إلى وجود مام جلال، لأن مسيرتنا لم تكتمل بعد، وهي مسيرة طويلة يحمل هو رايتها، نحن وشعبنا نعلم جيدا أن ما يقدر عليه مام جلال لا أحد يستطيع أن يقوم به، لذلك سنظل اليوم وغدا بحاجة إلى حكمة وقيادة هذا العم الكبير».

وختم قائلا «نحن والشعب والديمقراطيون والأحرار في العراق وكردستان بانتظارك، والشباب المتطلع إلى المستقبل كلنا بانتظارك، لأن الكل يعلم أنه بفضل جهادك المتواصل وفكرك الثاقب وجهودك العظيمة تنفتح أمامنا آفاق مستقبل أفضل».