كوريا الشمالية تؤكد اعتقال أميركي دخل أراضيها بصفة سائح وارتكب «جرما»

الرئيسة المنتخبة في كوريا الجنوبية تتعهد بفتح «عهد جديد» مع جارتها الشمالية

الرئيسة المنتخبة لكوريا الجنوبية بارك غيون-هاي (يسار) تتحدث عبر الهاتف مع الرئيس الأميركي أوباما من مكتبها في سيول أمس (ا.ف.ب)
TT

أكدت كوريا الشمالية أمس اعتقال مواطن أميركي من دون أن تعطي تفاصيل حول الاتهامات الموجهة إليه. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن الموقوف باي جون - هو، الكوري الأصل بحسب اسمه، دخل كوريا الشمالية في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) بصفة سائحا و«ارتكب جرما» ضد البلد، مشيرة إلى أنه «اعتقل من جانب المؤسسات المختصة». وأضافت الوكالة أن باي تلقى زيارة موظفين قنصليين في سفارة السويد التي تتولى الحماية القنصلية للأميركيين في كوريا الشمالية.

وكانت الخارجية الأميركية أعلنت في 11 ديسمبر (كانون الأول) أن أميركيا اعتقل في كوريا الشمالية الخاضعة لعقوبات دولية والتي لا تقيم الولايات المتحدة معها علاقات دبلوماسية. ولم تعط المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أي تفاصيل حول هوية الأميركي عندما أكدت توقيفه. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية عن صحيفة «كوكمين إيلبو» الكورية الجنوبية أن المخطوف أميركي كوري في الرابعة والأربعين من العمر وهو مسؤول في وكالة سفر. وأضافت الصحيفة أن أحد السياح الذي كان يسافر معه كان يحمل قرصا صلبا لحاسوب يحتوي على معطيات حساسة كما قالت.

وقد اعتقل أميركيون عدة ثم أطلق سراحهم في السنوات الأخيرة في كوريا الشمالية. وفي سياق ذي صلة، تعهدت الرئيسة المنتخبة لكوريا الجنوبية بفتح «عهد جديد» في شبه الجزيرة الكورية لتقطع بذلك مع سياسة التشدد التي انتهجها المحافظون حيال بيونغ يانغ، لكن نواياها قد تصطدم برغبات واشنطن لا سيما بعد إطلاق الصاروخ مؤخرا. وقالت بارك غيون - هاي غداة فوزها في الانتخابات الرئاسية أمام منافسها زعيم المعارضة اليسار الوسط مون جاي اين إن «إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الطويل المدى تشهد على خطورة الوضع الأمني الذي نواجهه». لكنها أضافت بعد أن زارت قبر والدها الديكتاتور بارك تشونغ - هي (1968 - 1979): «سأفي بالوعد الذي قطعته لكم بفتح عهد جديد في شبه الجزيرة الكورية على أساس أمن قوي ودبلوماسية تستند على الثقة». وخلال الحملة الانتخابية نأت بارك بنفسها عن النهج المتشدد الذي تميزت به سياسة الحزب المحافظ في كوريا الشمالية والرئيس المنتهية ولايته لي ميونغ - باك الذي علق المساعدة الإنسانية لبيونغ يانغ ردا على قصف جزيرة كورية جنوبية في 2010.

وعرضت بارك حتى لقاء الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ أون.

لكن خبراء يرون أن بارك ستواجه الصقور داخل عائلتها السياسية وكذلك الرغبة المعلنة للولايات المتحدة وحلفائها بمعاقبة كوريا الشمالية بعد إطلاقها صاروخا في 12 ديسمبر. فهم ينددون بتجربة مقنعة لصاروخ بالستي في انتهاك لقراري الأمم المتحدة الصادرين في 2006 و2009 بعد تجربتين نوويتين واللذين يمنعان بيونغ يانغ من متابعة برنامجها لتطوير صواريخ بالستية. ويرى هونغ هيون - ايك الباحث في مركز الدراسات سيجونغ في سيول أن بارك تبقى في مجمل الأحوال على جانب كبير من الريبة عندما يتعلق الأمر بكوريا الشمالية. وقال هذا الباحث إن «الاحتمال ضئيل أن تكون (بارك غيون - هاي) أول من يبادر لاتخاذ خطوة لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية نظرا إلى موقفها الأساسي تجاه بيونغ يانغ وإطلاق الصاروخ، لكنها لن تعارض أي مبادرة من إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما الثانية لإعادة إطلاق الحوار بعد أن تسقط الغبار في قضية الصاروخ».