الأردن: تجدد الاحتجاجات المطالبة بتحقيق الإصلاحات وإعادة السلطة للشعب

نظم معظمها تحت راية «لا لقبضة الأجهزة الأمنية»

TT

تجددت الاحتجاجات أمس في العاصمة عمان وعدد من المدن الأردنية، للمطالبة بتحقيق الإصلاحات الدستورية لإعادة السلطة للشعب والتأكيد على مقاطعة انتخابات «الصوت الواحد» التي قالوا إن من شأنها أن تفرز مجلسا ضعيفا.

وجاءت احتجاجات أمس امتدادا للاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في الأردن قبل نحو عامين للمطالبة بتحقيق الإصلاحات الدستورية والسياسية القائمة على أن الشعب مصدر السلطات. وقدمت الحكومات الأردنية المتعاقبة خطوات إصلاحية لاحتواء الاحتجاجات، لكن المعارضة والحراكات اعتبرتها غير كافية ولا تلبي مطالبها الإصلاحية، وتعهدت باستمرار الاحتجاجات حتى تحقيق الإصلاح الجوهري.

وتراهن الحكومة على وهن الاحتجاجات وتوقفها، وتقول إن ما قدمته من خطوات إصلاحية كاف، وإن التغيير يجب أن يتم من خلال البرلمان القادم الذي أعلنت الحركة الإصلاحية وحلفاؤها بالمعارضة والحراكات الشعبية والشبابية مقاطعتها له ترشيحا وانتخابا.

وفي العاصمة عمان، ورغم الأمطار، احتشد المئات من الأردنيين أمام المسجد الحسيني بوسط البلد احتفالا بالإفراج عن معتقلي احتجاجات رفع أسعار المحروقات، ولمواصلة المطالبة الشعبية بتحقيق إصلاحات دستورية وقانونية تعيد السلطة للشعب. وحمل الاعتصام شعار «عين الحرية» في إشارة إلى التضحيات التي قدمها ناشطو الحراك لنيل الحرية، ومن بينهم الناشط عدنان الهواوشة الذي كان قد فقد عينه لدى اعتقاله قبل نحو شهر.

وردد المشاركون هتافات «خذ عيني وعين الأحرار.. بس أعطينا الحرية»، و«لا ولاء ولا انتماء إلا لرب السماء»، و«شعب الأردن ما بيلين.. ما بنخاف الزنازين»، و«سجن الأحرار.. باطل.. رفع الأسعار.. باطل.. الاستبداد.. باطل.. نهب البوتاس.. باطل.. تجويع الناس.. باطل..». وطالب المحتشدون بالإفراج عن باقي المعتقلين وإيقاف محكمة «أمن الدولة» غير الدستورية، بحسب وصفهم. كما طالبوا باجتثاث الفساد داعين إلى مقاطعة انتخابات «الصوت الواحد» المقررة مطلع العام المقبل.

وشهدت العديد من المدن الأردنية احتجاجات شعبية للمطالبة بإصلاحات دستورية وقانونية تعيد السلطة للشعب، ودعا المحتجون إلى مقاطعة انتخابات «الصوت الواحد» التي قالوا إن من شأنها أن تفرز مجلسا ضعيفا. ففي مدينة الطفيلة، وتحت عنوان جمعة «لا للقبضة الأمنية»، خرجت مسيرة من أمام المسجد الكبير باتجاه دار المحافظة بمشاركة قوى سياسية وحزبية. وطالبت بكف اليد الأمنية والتوقف عن تحريض ما سمته «الزعران والبلطجية» للاعتداء على ناشطي الحراك، وطالبت أيضا بالإفراج عن كل معتقلي الرأي.

ونفذ العشرات في مدينة معان وقفة احتجاجية أمام مسجد المدينة الكبير بعد صلاة الظهر اليوم تحت شعار جمعة «لا لقبضة الأجهزة الأمنية»، شاركت فيها فعاليات شعبية وشبابية وحزبية. ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمها ائتلاف شباب الإصلاح والتغيير في المدينة لافتات كتب عليها «جمعة لا لقبضة الأجهزة الأمنية»، و«نطالب بالإفراج الفوري عن معتقلي حرية الرأي وهو حق يكفله الدستور والمواثيق الدولية»، كما رددوا العديد من الهتافات كان منها «الشعب يريد إسقاط الفساد» و«يا حرية وينك وينك أمن الدولة بينا وبينك» و«بطلنا نحكي يعيش».

وفي مدينة الكرك، نظم الحراك الشبابي والشعبي مسيرة احتجاجية بعد صلاة الجمعة ضمن فعالياته المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد ورفض الإجراءات الرسمية الأخيرة برفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية وارتفاع الأسعار لمختلف السلع والخدمات. وأكد الحراك على انحيازه المطلق لمطالب الشعب المشروعة في الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.

وانطلقت في العقبة عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الكبير مسيرة شارك فيها المئات تحت شعار «لا للقبضة الأمنية». وطالب المشاركون في المسيرة بعدم تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة المدنية، داعين إلى الإفراج عن جميع الموقوفين وإلغاء محكمة أمن الدولة. وتعهد المشاركون في نهاية الوقفة بمواصلة الحراك السلمي إلى حين تحقيق مطالب الإصلاح.

وفي مدينة اربد، نفذ ناشطون في تنسيقية الحراك الشبابي والشعبي مسيرة حاول المناوئون لها اعتراضها، إلا أن قوات الأمن تدخلت ومنعتهم. وردد المشاركون هتافات «لا ترشيح ولا تسجيل.. ولا تصويت يا أحباب»، و«يسقط مجلس النواب.. قبل ما يصير انتخاب».