«لواء الأنصار» يهدد باقتحام بلدتين مسيحيتين في حماه ما لم يغادرهما «شبيحة» الأسد

بطريرك الأرثوذكس من دمشق: المسيحيون باقون في سوريا

TT

هدد «لواء الأنصار» السوري المعارض، في شريط فيديو على موقع «يوتيوب» باقتحام بلدتي محردة والسقيلبية المسيحيتين اللتين تضمان عشرات الآلاف من السكان وتقعان إلى الشمال الغربي من مدينة حماه، في حال عدم إقدام أهالي البلدتين على طرد قوات نظامية وعناصر من «الشبيحة» يتحصنون فيهما ويستهدفون بالقصف بلدات وقرى محررة مجاورة بريف حماه.

ويأتي هذا الإنذار بعد إعلان الجيش السوري الحر في السابع عشر من الشهر الجاري حالة «النفير العام» من أجل تحرير محافظة حماه وريفها، حيث يشن مقاتلو المعارضة السورية منذ أيام هجمات ضد الحواجز النظامية. وتوجه أحد المقاتلين الذي عرف عن نفسه في شريط الفيديو بأنه «قائد لواء الأنصار في ريف حماه رشيد أبو الفداء»، إلى سكان بلدتي محردة والسقيلبية بالقول: «نوجه إليكم هذا الإنذار لتقوموا بدوركم، وذلك بطرد عصابات الأسد وشبيحته من مدنكم نظرا لما تقوم به من داخلها بقصف قرانا بالمدافع والصواريخ..»، محذرا من أنه «إذا لم يستجب فورا لهذا الإنذار فإننا سنوجه بواسلنا فورا باقتحام أوكار العصابات الأسدية وشبيحته.. ونصوب مدافعنا على جميع المراكز التي يوجد فيها الشبيحة وجنود الطاغية».

وطالب أبو الفداء أهالي البلدتين بـ«فتح جميع الأبواب أمام أبطال الجيش الحر ليتمكن من القضاء على جنود الطاغية وشبيحته». وقال: «ليعلم أهالي المدينتين أن جنود الطاغية وشبيحته ما تحصنوا فيهما إلا من أجل الفتنة الطائفية»، مذكرا بانسحاب عناصره بعد اقتحام بلدة السقيلبية في السابع عشر من الشهر الجاري «لعدم أذية الأبرياء والشرفاء بعد إطلاق الشبيحة النار من شرفات المنازل ونوافذها».

وفي حين توعد أبو الفداء بأن «تكون كل مدينة أو قرية يتحصن فيها جنود الطاغية وشبيحته هدفا مشروعا لضربات الجيش الحر»، قال أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه، لـ«الشرق الأوسط» إن توجيه الإنذار من «لواء الأنصار» جاء «بعد استهداف عناصر نظامية لقريتي المورك وطيبة الإمام بشكل مكثف في الأيام الأخيرة». وأوضح أن «في محردة والسقيلبية وجودا كبيرا للقوات النظامية ودباباتها وراجمات الصواريخ التي تقصف البلدات المجاورة»، معتبرا أنهما تضمان «التجمع العسكري النظامي الأكبر في ريف حماه».

وأشار أبو غازي إلى أن «الثوار يدركون أنه لا ذنب للأهالي إذ إنه ليس بإمكانهم القيام بأي شيء في ظل تعزيز النظام لوجوده العسكري في البلدتين»، لافتا إلى أن «مطرانية حماه للروم الأرثوذكس سبق وأن أصدرت قبل أيام بيانا دعت فيه إلى عدم الانحياز لأي طرف وعدم حمل السلاح».

وجاء في بيان مطرانية حماه الموجه إلى رعية محردة، وفق ما نشرته تنسيقية الثورة السورية في ريف حماه على صفحتها على موقع «فيس بوك»: «إننا نفتخر بتاريخ آبائنا وأجدادنا في هذه البلاد، وتاريخنا يشهد لنا بذلك، ويشهد أننا كنا وما زلنا محبين دائما للسلام، ولم ندخر جهدا بالدعوة له، وفي هذا الوقت الصعب، نشعر أن هذا التاريخ وكأنه سيمحى، لذلك ندعو بأعلى صوتنا من جديد إلى السلام والحكمة». وأكد البيان «إننا رفضنا ونرفض الآن حمل السلاح في وجه أي إنسان، بل نرفع كلمة المحبة، والدعوة إليها دائما وأبدا نصلي إلى الله تعالى ليقدم ما فيه الخير لهذا الوطن بكل أطيافه وشرائحه».

من جهة أخرى، أكّد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، الذي انتخب الأسبوع الفائت خلفا للبطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم، المتحدر من بلدة محردة، «تمسّك المسيحيّين بالبقاء في سوريا»، داعيا إلى «نبذ العنف واللجوء إلى الحوار».

وقال يازجي، في مؤتمره الصحافي الأوّل في العاصمة السورية دمشق: «نحن المسيحيين موجودون في هذه البلاد وباقون ونحن نؤمن أن وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية»، مؤكدا أن «ما يجري علينا يجري على الآخرين، وما يجري على الآخرين يجري علينا، نحن مع الجميع مسلمين مسيحيّين ومسلمين متكاتفين متحملين مواجهين للصعوبات».

وشدّد يازجي على أنّ مقر البطريركية سيبقى في العاصمة السورية، ودعا إلى نبذ العنف والتحاور «من أجل منفعة أنفسنا وبلدنا وشعبنا ومن أجل سلامنا وسلام منطقتنا بأكملها». واعتبر أنّ الحوار «أساسي في حياتنا»، والكلام عن المحبة والفرح والسلام يُعبَّر عنه «بالحوار المشترك وبقبول الواحد منا للآخر، ولا يُعبّر عنه لا بالعنف ولا بأي طريقة أخرى، بل بهذا الانفتاح المحب على الآخر وقبول الإنسان للآخر الذي هو أمامه».