لقاء في الرباط يبحث تطوير العلاقات المغربية السودانية

البلدان اختارا التعاون من خلال مراكز الدراسات والبحوث

TT

نظم في الرباط أمس لقاء غير مسبوق حول موضوع «العلاقات المغربية السودانية» في جميع المجالات شارك فيه باحثون وإعلاميون ونساء ورجال أعمال ودبلوماسيون من البلدين، وقالت مصادر مغربية إن اللقاء يهدف إلى تنشيط «علاقات تاريخية» بين البلدين.

ونظم اللقاء بالتعاون بين معهد الدراسات الأفريقية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط ومركز «ركائز المعرفة للدراسات والبحوث» في الخرطوم. وقال كامل مصطفى الأمين المدير التنفيذي للمركز «هذا اللقاء يدخل في إطار شراكة بيننا وبين معهد الدراسات الأفريقية بجامعة محمد الخامس في أول برنامج ننفذه، هو برنامج حول العلاقات المغربية السودانية، ونأمل أن يؤدي إلى تعميق قيم التواصل بين المؤسسات البحثية المغربية والسودانية». مشيرا إلى أن الغرض من اللقاء هو قيام شراكات حقيقية بين المؤسسات السودانية والمؤسسات المغربية في مجال البحث.

وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول واقع العلاقات السودانية المغربية حاليا، أشار الأمين إلى أن «العلاقات بين البلدين علاقات قديمة لها امتدادات تاريخية، لكنها عرفت فتورا في الفترة الأخيرة بسبب الظروف التي أحاطت بالسودان خاصة خلال العشر السنوات الأخيرة، لكنها بدأت تنشط في الآونة الأخيرة عبر الطلاب السودانيين الذين يدرسون بالمغرب، حيث عملوا على تعميق التواصل بين الجانبين».

وفي السياق نفسه قال أبو الفرح يحيى مدير معهد الدراسات الأفريقية «إن تنظيم المنتدى الأول حول العلاقات المغربية السودانية يأتي تعزيزا لتوجه المغرب الرامي لتطوير التعاون مع عمقه الأفريقي»، وأضاف يحيى «سنعمل على تدعيم هذا التوجه لأن العلاقات المغربية الأفريقية مرشحة أن تعرف تطورات مهمة في المستقبل باعتبارها مجالا حيويا واستراتيجيا بالنسبة للسياسة الخارجية المغربية»، وأبرز يحيى أن اللقاء الذي ينعقد على مدى يومين «له بعد علمي وعملي تطبيقي يهدف إلى تعزيز العلاقات المغربية السودانية وتقويتها في جميع الميادين».

وأوضح يحيى أنه من المقرر أن ينعقد المنتدى الثاني بالسودان خلال السنة المقبلة، مشيرا إلى أن معهد الدراسات الأفريقية سبق وأن نظم ندوة دولية حول التعاون المغربي الأفريقي تعد الأولى من نوعها بهدف إبراز مجالات التعاون بين المغرب وعمقه الأفريقي في كل المجالات.

من جانبه قال الطيب علي أحمد سفير السودان في المغرب وجود تنسيق بين الجانبين على المستوى السياسي لأن البلدين يدعمان الوحدة الترابية لبعضهما بعضا، لكنه أشار إلى أن العلاقة الاقتصادية بين البلدين ليست في مستوى العلاقة السياسي، نظرا لمشكلات التنقل ووسائل المواصلات. وذكر أن التنسيق السياسي توج بانعقاد لجنة التشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين والتي كان من بين اتفاقاتها إلغاء تأشيرات الدخول لحملة الجوازات الدبلوماسية والرسمية والخاصة بين البلدين تمهيدا لإلغاء التأشيرات مستقبلا. وقال علي أحمد إن «البلدين وقعا على 40 اتفاقية في شتى مجالات التعاون، وقطع تنفيذ هذه الاتفاقات شوطا بعيدا». وضرب السفير السوداني مثالا على عمق الروابط المغربية السودانية وامتدادها التاريخي بوجود قبيلة في السودان تحمل اسم قبيلة «المغاربة» تتبوأ «مكانة مرموقة داخل المجتمع السوداني، وقد أخذت اسمها من الوافدين الأوائل من المغاربة الذين وصلوا إلى السودان في هجرات قديمة».

يشار إلى أن جلسات المنتدى دارت حول أربعة محاور، هي محطات من تاريخ العلاقات المغربية السودانية، والثاني العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والثالث التجارب القطاعية بين المغرب والسودان، والرابع الوضع السياسي والجيوستراتيجي.