وفاة منصور حسن وزير الإعلام المصري الأسبق عن عمر يناهز 75 عاما

صداقته للملك حسين أعادت العلاقات مع الأردن بعد توقيع «كامب ديفيد»

منصور حسن
TT

غيب الموت، أمس، بالقاهرة الدكتور منصور حسن وزير الإعلام الأسبق عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما، بعد رحلة كفاح على الساحة السياسية دامت لنحو أربعة عقود، تقلد خلالها كثيرا من المناصب كان أخرها العام الماضي عندما ترأس المجلس الاستشاري الذي أنشئ بناء على قرار المشير محمد حسين طنطاوي أثناء تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة المرحلة الانتقالية قبل انتخاب رئيس الجمهورية.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر مقربة من الفقيد أنه توفي بمدينة «العين السخنة» وأنه تم نقله إلى مستشفى دار الفؤاد بمدينة 6 أكتوبر، ومن المقرر أن تشيع جنازته اليوم.

وكان حسن أعلن في مارس (آذار) الماضي بشكل رسمي عزمه على خوض الانتخابات الرئاسية التي أجريت في مايو (أيار) الماضي، بعد مشاورات مع المجلس العسكري - الحاكم آنذاك - ترتب عليها استقالة حسن من المجلس الاستشاري، وأعلن وقتها حزب الوفد الليبرالي عن دعمه لحسن في الانتخابات، مما أثار حالة من الجدل في الشارع المصري والأوساط السياسية.

وشغل الراحل منصب وزير الإعلام والثقافة في عام 1979 في فترة حكم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وقبل حادثة اغتيال السادات طلب حسن الإعفاء من منصبه عقب اعتقالات سبتمبر (أيلول) 1981 التي قام بها السادات من أجل قمع السياسيين المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978.

وكان هناك زعم بأن السبب وراء تدهور العلاقة بين حسن والرئيس المصري السابق حسني مبارك هو أن السادات كان ينتوي تعيين حسن نائبا له، وأثناء حكم مبارك لم يتعاون حسن مع مبارك سوى في مسألة عودة العلاقات مع الأردن، إذ كان السياسي الراحل صديقا لملك الأردن الراحل الملك حسين فكانت تجمعهما صداقة منذ نعومة أظافرهما أثناء دراستهما بكلية فيكتوريا كوليدج (1944 – 1954)، حيث استطاع من خلال تلك الصداقة الوطيدة أن يعيد العلاقات الدبلوماسية مع الأردن كأول بلد عربي بعد مقاطعة الدول العربية لمصر إثر توقيع اتفاقية السلام.

ولد حسن في مدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية في 10 فبراير (شباط) 1937 لأسرة ريفية متوسطة الحال، ودرس بمدرسة «فيكتوريا كوليدج» بالإسكندرية ثم سافر إلى لندن وحصل على شهادة أهلته للالتحاق بالجامعة هناك، ثم رجع إلى مصر ليدرس العلوم السياسية بكلية التجارة من جامعة القاهرة ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة «ميتشيغان» بالولايات المتحدة.

عرف منصور حسن منذ صغره بمواقفه السياسية، إذ كان ثائرا ضد الهيمنة البريطانية والتي رآها متمثلة في إدارة المدرسة البريطانية «فيكتوريا كوليدج» وكان يقود الطلاب ويطبع المنشورات ويعلقها وعمره 11 عاما، وقام بحشد الطلاب للخروج عن تقاليد المدرسة وتشجيع الطلاب على تحدي إدارة المدرسة وإقامة صلاة الجمعة.