الناتو يحدد 3 مدن تركية قرب الحدود السورية لنشر صواريخ «باتريوت»

إيران تجدد انتقاداتها لقرار الحلف.. وتنفي تدريب القوات السورية

TT

بينما أعلن مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل عن التوصل لاتفاق بين أنقرة والدول المشاركة في مهمة نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية السورية، على تحديد أماكن نشر تلك البطاريات، في 3 مدن بالقرب من الحدود السورية، جددت طهران، حليفة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لقرار الناتو، مؤكدة أن نشر الصواريخ في تركيا «لن يعزز أمنها».

وقال بيان صدر عن الناتو إن الاتفاق جاء بعد تقييم عسكري من جانب السلطات العسكرية المعنية في الحلف والدول الأعضاء المشاركة في المهمة وعليه جرى الاتفاق على نشر بطارياتي صواريخ من ألمانيا في مدينة كهرمان ماراش، ومن هولندا في مدينة أضنة، ومن الولايات المتحدة في مدينة غازي عنتاب.

وجدد البيان الأطلسي التأكيد على أن نشر بطاريات الصواريخ على حدود الدولة العضوة في الحلف، تركيا، لأغراض دفاعية فقط وليس الهدف منه تنفيذ أي هجمات أو تمهيدا لفرض منطقة حظر طيران.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تقدمت بطلب رسمي لحلف الناتو في نوفمبر (تشرين الثاني) لنشر منظومة «باتريوت» المضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا. وجاء الطلب التركي على خلفية توتر العلاقات التركية السورية بسبب دعم أنقرة للمعارضين السوريين وقيام دمشق في يونيو (حزيران) الماضي بإسقاط طائرة حربية تركية وسقوط قذيفة سوريا على جنوب شرقي تركيا ما أسفر عن مقتل خمسة أتراك وقيام أنقرة بالرد ما أسفر عن مقتل وإصابة 20 سوريا. وتحرك الناتو باتجاه الاستجابة للطلب التركي بعد أن استهدف نظام الرئيس السوري المعارضة المسلحة قرب الحدود التركية بصواريخ «سكود».

وكانت الخارجية الهولندية قد أعلنت في وقت سابق أن نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية السورية هو أمر يتعلق بإنهاء التوتر الموجود في هذه المنطقة، وحماية دولة حليفة في الأطلسي، ولا يتعلق الأمر بإرسال قوات عسكرية بأسلحتها للمشاركة في عملية قتالية.

وسبق أن وافقت الحكومة الهولندية على إرسال بطاريتي صواريخ «باتريوت» برفقة 360 جنديا إلى تركيا الشهر المقبل.

وقالت الخارجية الهولندية إن مشاورات جرت بهدف تنسيق التحرك والعمل المشترك بين هولندا وألمانيا والولايات المتحدة، في ما يتعلق بنشر صواريخ «باتريوت» على حدود تركيا مع سوريا، وذلك عقب استكمال الإجراءات الوطنية المتعلقة بهذا الصدد. وقال بيان صدر في لاهاي أن وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس أجرى محادثات ثنائية مع كل من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية وغويدو فيتسرفيله وزير الخارجية الألماني على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول حلف الناتو ببروكسل في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، وهي الاجتماعات التي وافقت على نشر الصواريخ بناء على طلب من أنقرة. وقال الإعلام الهولندي إن قرارا رسميا من الحكومة الهولندية حول هذا التحرك، جاء بناء على تقارير فريق العمل الأطلسي الذي زار الأماكن التي من المرجح نشر الصواريخ فيها على الحدود التركية السورية.

ويأتي ذلك بعد أن موافقة الحكومة الألمانية على إرسال صواريخ «باتريوت» وجنود إلى تركيا للتصدي لأي هجوم صاروخي محتمل من جهة سوريا. ونقلت تقارير إعلامية عن وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير قوله إن ألمانيا تعتزم إرسال بطاريتي صواريخ «باتريوت»، فضلا عن 400 جندي، على أن تستغرق فترة وجودهم في تركيا عاما واحدا يمكن تقليصه.

وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي إن نشر منظومة صواريخ «باتريوت» في تركيا على حدودها مع سوريا سيضر بالبلاد، وأضاف أن نشر هذه المنظومة «لن يعزز الأمن التركي». وتابع قائلا: إن «وجود القوات الأجنبية في المنطقة يتسبب في إيجاد المشاكل والاختلافات بين الدول الإسلامية»، معربا عن معارضة بلاده للتدخل الأجنبي في شؤون المنطقة.

كما نفى الجنرال وحيدي تقارير إعلامية تركية أفادت بقيام بلاده بتدريب قوات سوريا. وقال أمس إن «دمشق لديها جيش قوي وليست بحاجة إلى مساعدة طهران»، حسبما ذكرت قناة «العالم» الإيرانية.