المروحيات والبراميل «رعب السوريين» وحلب تعرفت إلى «الغازيل» حديثا

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: النظام اعتمد عليها نتيجة نقص ذخيرة المقاتلات

TT

ارتبط مصطلح «البراميل المتفجرة» بأسماء المروحيات القتالية «ME 24» و«ME 8» في سوريا.. وما إن يتردد واحد من تلك المصطلحات، حتى يتبادر إلى أذهان السوريين «الرعب الناتج عن تلك الذخائر والمروحيات»، كما يقول الناشطون. لكن أهالي حلب تميزوا عن سائر سكان المدن السورية بحفظهم اسم المروحية الهجومية «غازيل» التي يطلقون عليها اسم «الغزال»، وهي نوع من المروحيات الهجومية، الفرنسية الصنع، التي شاع استخدامها في المدينة.

وأكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن مروحية «غازيل» المعروفة باسم «SA-342M» برزت بشكل كبير خلال معركة حلب، إذ «استخدمتها القوات النظامية في الأحياء الداخلية للمدينة لقصف العربات العسكرية التي تطلق النار باتجاه المروحيات والطائرات الحربية». وأشار أحد الناشطين، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المروحية «لم تكن معروفة لدى السوريين في البداية، وأثار تحليقها فوق الأحياء الضيقة على علو منخفض، وبين الأبنية أحيانا، دهشة أبناء حلب الذين لم يشاهدوا هذه المروحية في السابق».

وأضاف الناشط: «تحلق المروحية على علو منخفض جدا، وكانت تلاحق المدرعات وسيارات المقاتلين المعارضين المزودة بالرشاشات، لكن استهدافها من قبل الثوار كان سهلا نظرا لارتفاعها البسيط عن الأرض، رغم أنها سريعة جدا بحكم أنها لا تحمل الكثير من الذخائر، مثل المروحيات الهجومية الروسية، ولا يوجد فيها إلا طيار واحد».

وتعد مروحية «غازيل» من المروحيات الهجومية القديمة الطراز، صغيرة الحجم، تتسع لراكبين فقط، مزودة بصواريخ «هوت» المضادة للدروع، وتطير بمحرك واحد. وتعرف هذه الطائرة، بحسب الناشطين، بأنها «عاجزة عن توفير الحماية للطيار لكون مساحة نوافذها الزجاجية كبيرة مما يسمح بكشف الطيار، كما أن حجمها صغير مقارنة بالمروحيات الأخرى».

وأكد الناشطون أن هذه المروحية «لم تحمل البراميل المتفجرة، بل صواريخ استهدفت مدرعات الجيش الحر، بالإضافة إلى أنها شاركت في القتال عبر مساندة القوات النظامية على الأرض عبر إطلاق النار من رشاشات ثقيلة على أماكن وجود المقاتلين المعارضين».

بدورها، أكدت مصادر بارزة في الجيش السوري الحر أن هذه المروحية الموجودة منذ الثمانينات «شاركت بعمليات محدودة في الحرب الدائرة، معظمها في حلب ودمشق، وشاركت في مهمات ملاحقة سيارات المقاتلين في الأحياء والأرياف»، مشيرة إلى أن المروحيات النظامية التي تشارك في الحرب هي مروحية «ME 8»، ومروحية «ME14»، ومروحية «ME 25» القادرة على حمل نحو ثلاثة أطنان من الذخيرة، وتحلق على مسافات مرتفعة.

وقالت المصادر إن مروحية «ME 25» الهجومية - الروسية الصنع - هي «الأكثر استخداما في الحرب، لكونها تستطيع حمل البراميل المتفجرة»، وأشارت إلى أن هذه المروحية «رصدت أكثر من مرة تحمل ستة براميل متفجرة، وترميها على المناطق المأهولة بالمدنيين».

كما أوضحت المصادر أن البراميل المتفجرة «بمعظمها محلية الصنع، تصنع في مصانع الحديد في اللاذقية»، لافتة إلى أن البرميل «عبارة عن جسم معدني من الفونت، يحتوي على كمية قليلة من الـ(TNT)، وكمية كبيرة من المواد الكيماوية التي تستخدم كسماد زراعي مثل البوتاسيوم وكربونات ونترات البوتاسيوم والفوسفات، مما يزيد من قوة انفجار المادة المتفجرة».

وأوضحت المصادر أن تلك البراميل التي تضمنت في الفترة الأخيرة «خردة ومعادن ثقيلة الحجم تتطاير بفعل الانفجار»، تنقسم إلى أربع فئات بحسب أوزانها، حيث تتنوع بين «براميل 200 كيلوغرام، و300 كيلوغرام، و500 كيلوغرام، و1000 كيلوغرام»، لافتة إلى أن تلك البراميل لا تمتلك خاصية توجيهية؛ «إذ إن معظمها مصنع بدائيا، حيث تحمل بعض البراميل أسطوانة تفجير موصولة بفتيل تفجير بدائي يشعل بالسيجارة أو بعود الثقاب، ويرمى في ظروف مناخية مستقرة كي يصل إلى هدفه».

وأشارت المصادر في الجيش الحر إلى أن اعتماد سلاح الجو النظامي على المروحيات بما يتخطى المقاتلات الحربية «يأتي نتيجة للنقص في الذخيرة، واعتماد البراميل المتفجرة كذخيرة أساسية في الحرب، وهي التي تحملها المروحيات، وتعجز المقاتلات عن رميها».