الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم حاملا خطة أميركية ـ روسية

الزعبي: لا علم لنا بزيارة المبعوث.. ورأي الشرع «شخصي»

المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الاخضر الإبراهيمي لحظة وصوله إلى فندق إقامته في دمشق أمس (رويترز)
TT

وصل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس إلى دمشق، حاملا خطة أميركية - روسية لإنهاء الأزمة السورية يعرضها على الرئيس السوري بشار الأسد في لقائه معه اليوم.

وذكرت وكالة رويترز أن الإبراهيمي وصل إلى دمشق لمقابلة الرئيس الأسد، ومسؤولي الحكومة وبعض أطراف المعارضة. وأشارت الوكالة إلى أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ورئيس المكتب السياسي للأمم المتحدة في دمشق مختار لأماني كانا في استقباله.

من جهتها، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه خلافا لزياراته السابقة دخل الإبراهيمي الأراضي السورية آتيا من لبنان عبر الحدود اللبنانية - السورية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بوصول الإبراهيمي إلى مطار رفيق الحريري الدولي آتيا من القاهرة على متن طائرة تابعة لشركة «طيران الشرق الأوسط» في رحلة عادية. وأضافت أن الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي استقبله في قاعة الشرف وسط تدابير أمنية مشددة داخل المطار، حيث لم يسمح للمصورين والإعلاميين بممارسة مهامهم.

وقبيل وصوله إلى بيروت، ذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أمس أن الإبراهيمي يحمل خطة أميركية - روسية لإنهاء الأزمة السورية سيقدمها للرئيس السوري بشار الأسد. وتقضي الخطة بإنشاء حكومة انتقالية مكونة من وزراء يكونون محل قبول من طرفي الصراع في سوريا، على أن يبقى الأسد في السلطة حتى عام 2014، وهي السنة التي تنتهي فيها ولايته الانتخابية، ولكن دون صلاحيات.

وفي حين ذكرت الصحيفة الفرنسية أنه يهدد بالاستقالة من مهمته، وأنه كان ينتظر في القاهرة تأشيرة دخوله إلى سوريا، قال الإبراهيمي في حديث تلفزيوني: «لم أهدد بالاستقالة، ولم أتصل بالروس لطلب الضغط على الأسد ليستقبلني».

واستقبلت دمشق الإبراهيمي بتصريح لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي الذي أكد أن «كل رهان على حدوث تغيير بالمعنى الذي يحلم البعض به هو أضغاث أحلام ولا يعنينا». وقال الزعبي في مؤتمر صحافي عقده أمس، إنه «لا علم لدينا إذا كان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قادما إلى سوريا ومتى».

وأكد الزعبي أن «روسيا لا تضغط على دمشق وعلى الحكومة، ولا يوجد جهة تضغط على الحكومة على الإطلاق، والقرار السياسي السوري هو قرار سيادي محض، وليس هناك أي تغيير في الموقف الروسي أو الخطاب المعلن»، قائلا: «كل رهان على حدوث تغيير بالمعنى الذي يحلم البعض به هو أضغاث أحلام ولا يعنينا».. وشدد على أن «الموقف الروسي موقف سياسي ثابت يقوم على قاعدة عنوانها أن روسيا لا تتدخل بشأن يتعلق بالسيادة السورية، وهي تتعاطى مع ما يحدث في سوريا على قاعدة أنها تحترم السيادة السورية ولا تتدخل في التفاصيل وفي خيارات الشعب».

وإذ أكد أن الجيش السوري «ليس جهة في المواجهة ولا يساوي المسلحين»، لفت إلى أنه «عندما نتحدث عن حوار وطني فنحن نتحدث عن الحديث بين السوريين ومن رفض الحوار في بياناته ودعا إلى التسليح واستخدام السلاح، فهو لا يريد الحوار، ومن يرفض الحوار ويخشى نتائجه ويخشى صناديق الاقتراع وأن يسقط شعبيا في صناديق الاقتراع»، قائلا: «هذه محاولات للتمويه عن جوهر نياتهم».

وشدد على أن «كل من يمول أو يؤوي الإرهابيين يجب أن يحاكم أمام القضاء الدولي»، موضحا أن «كل من يرمي السلاح ويسلم نفسه للدولة السورية ويقبل أن يضع نفسه تحت سلطة القانون فهو مواطن سوري، أما كل العناصر الأجنبية وكل من انضوى تحت جبهة النصرة وأسمائها المتعددة، وكل من ارتكب عملا أدى إلى مقتل مواطن سوري أو التخريب في البنى التحتية، فهناك جزاءات وعقوبات إذا تم إلقاء القبض عليه»، مؤكدا أن «الجيش سيبقى يواجه هؤلاء بكل قوة واقتدار ومشروعية سياسية ووطنية ودستورية».

من جهة أخرى، قلل الزعبي من أهمية تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حول عدم جدوى الحسم العسكري لحل الأزمة السورية، داعيا في الوقت نفسه إلى حوار سياسي لحل الأزمة المستمرة منذ 21 شهرا. وقال الزعبي إن رأي الشرع «هو رأي من آراء 23 مليون سوري، وسوريا دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها».

وكان الشرع أقر أن أيا من نظام الرئيس بشار الأسد أو معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكريا في النزاع المستمر منذ 21 شهرا، داعيا إلى «تسوية تاريخية» لإنهائه. وقال الشرع في حديث إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية المؤيدة للنظام السوري الأسبوع الماضي إنه «ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسما».