حماس تنفي نيتها السيطرة على الضفة وتقول إنها تسعى لمصالحة

ردا على تقارير قالت إن خلاياها النائمة تلقت تعليمات بذلك من خالد مشعل

TT

نفت حركة حماس، أمس، نيتها السيطرة عسكريا على الضفة الغربية، كما فعلت في قطاع غزة في منتصف 2007، قائلة إن مثل هذه الاتهامات، في هذا الوقت، تهدف إلى التشويش على المصالحة. وقال عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق: «أنفي صحة الأنباء التي تزعم وجود أوامر من خالد مشعل لعناصر حماس النائمة في الضفة للسيطرة عليها».

وأضاف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن «مثل هذه الأخبار الملفقة تقف وراءها جهات إسرائيلية بهدف التشويش على أجواء المصالحة والأجواء الإيجابية بين فتح وحماس والفصائل الفلسطينية».

وتابع: «قيادة حركة حماس وعلى رأسها خالد مشعل يدفعون بقوة لإنجاز المصالحة وتوحيد الصف الوطني، وهو ما يقلق العدو الإسرائيلي ويدفع لمحاولة إفشاله والتشويش عليه».

وجاء حديث الرشق، ومسؤولين آخرون من حماس في هذا السياق، ردا على تقرير نشر في صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، جاء فيه، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تلقى تحذيرات من مسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، من أن قيادة حماس، أمرت الخلايا النائمة التابعة لها في الضفة، بالاستعداد لتنفيذ انقلاب عسكري للسيطرة على السلطة الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه التقارير جاءت بعد أيام من مسيرات حركة حماس التي نظمتها في الضفة الغربية احتفالا بالذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقتها.

وقالت «صنداي تايمز»: «هناك تخوف إسرائيلي من سيطرة حماس على الضفة الغربية». وأضافت: «نتنياهو تلقى تحذيرات من قبل المخابرات بأن حماس قد تستحوذ على السلطة في الضفة الغربية كما استحوذت عليها في غزة منذ 5 سنوات». وتابعت الصحيفة: «أكد تقرير للمخابرات، أن خلايا نائمة لحماس في الضفة الغربية، تلقت أوامر من رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، بالاستعداد من أجل السيطرة على الضفة». وتعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه يوجد الكثير من الدلالات على أن إيران تشجع حماس على بسط نفوذها على الضفة بدلا من فتح.

وكانت حماس نظمت فعلا مهرجانات عدة في الضفة قبل أسبوعين، في الذكرى الـ25 لانطلاقتها، بعد حصولها على تصريح من السلطة الفلسطينية بذلك، غير أن أي فعاليات أخرى للحركة لم تشاهد بعدها.

وتبدو سيطرة حماس على الضفة شبه مستحيلة في المدى القريب، بسبب طبيعة الضفة الغربية المختلفة عن القطاع، والتي تخضع لسيطرة إسرائيلية مباشرة على كل شارع فيها.

وتدعم حماس انتفاضة ثالثة في الضفة، وكانت الضفة شهدت تصعيدا ملحوظا في الأسابيع الأخيرة، بعد الهجوم الإسرائيلي على القطاع، غير أنه لم يكن بتحريك من حماس.

وقال نتنياهو، أمس: «سوف يعاد النظر في طريقة مواجهة الشغب الحاصل في الضفة، سندرس الخطوات اللازمة لأي سيناريوهات محتملة وممكنة». وأضاف: «نحن نلحظ في الآونة الأخيرة، تزايدا في حدة عمليات العنف من قبل الفلسطينيين ضد جنودنا، وأنا سأزور قيادة المنطقة الوسطى لأطلع بنفسي على تطورات الأمور، سأستمع من الضباط مباشرة، وسنرى كيف نواجه ذلك» وثمة تقدير داخل أروقة الجيش الإسرائيلي، أن تصعيدا في الضفة الغربية يعتبر مسألة وقت. وهذا الشهر، حذر الجيش من إمكانية انفجار الأوضاع، وقال إنه يجري الاستعدادات ويدرس الأحداث في الضفة الغربية.

ويعتقد الجيش أن الحقيقة التي بدأ يدركها الفلسطينيون، أن الاعتراف بالدولة المراقب لم يغير شيئا على الأرض، وهذا سيدفعهم للمزيد من الإحباط، الذي قد يتحول بدوره إلى انفجار عنيف. وأعطى الجيش تعليمات جديدة لجنوده باستخدام الذخيرة الحية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية، وترك تقدير ذلك للجندي على الأرض بعدما كان يقيد ذلك.

والجمعة الماضية هاجم فلسطينيان جنديا على حاجز الرام شمال القدس وخطفوا سلاحه. وقبل ذلك هاجموا جنودا في الخليل وكفر قدوم، وقتل الجيش بدوره فلسطينيين لم يشكلوا أي خطورة.