الزهار يدعو للتوافق على «خارطة طريق» جديدة لإنجاز المصالحة

«فتح» تتهم حكومة غزة بعرقلة احتفالاتها بذكرى انطلاقتها

TT

ما زال الخلاف بين حركتي فتح وحماس محتدما بشأن تحديد المكان الذي يمكن لحركة فتح أن تقيم فيه الاحتفال بذكرى انطلاقتها السنوية، في ظل مؤشرات على عدم قرب التوصل إلى حل. واتهم نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض علاقاتها الدولية، الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة بالمماطلة والتلكؤ، مشيرا إلى أن هذه الأجهزة لم تتجاوب مع مطالب فتح بشأن مكان تنظيم الاحتفال. وفي تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، قال شعث: «عقلية هذه الأجهزة الأمنية ما زالت مرتابة وشكاكة، وهي من هذا المنطلق تواصل عرقلة جهودنا لإنجاح هذا العرس الوطني الكبير». وتمنى شعث أن تتدخل القيادة السياسية لحركة حماس لإنهاء هذه الإشكالية، معتبرا أن تعطيل تنظيم احتفالات انطلاقة حركة فتح «يمثل مؤشرا خطيرا سيعكس نفسه على ما يلي ذلك من تحضيرات لأجل المضي في مشوار المصالحة، ونعتقد أن شعبنا لن يغفر ولن يسامح من يرتكب مثل هذا الخطأ الشنيع»، على حد تعبيره. وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني في حكومة غزة المقالة، قد أعلنت في السابع عشر من الشهر الحالي موافقتها على منح حركة فتح إذنا بإقامة مهرجان انطلاقتها الـ48 في غزة، على أن تحدد الأجهزة الأمنية المكان الذي يتم فيه تنظيم الاحتفال.

من ناحيته، توقع عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف الحوار الوطني فيها، أن تتدخل مصر لحل الخلاف الناشب بين الحركتين بشأن مكان تنظيم احتفال الانطلاقة. وأعرب الأحمد عن استهجانه الشديد إزاء رد الفعل الذي تبديه حماس في هذه القضية، لا سيما بعد بوادر حسن النية التي أبدتها فتح للتقارب وإنهاء الانقسام. وفي ما يتعلق بجهود المصالحة، قال الأحمد إن لقاء منتظرا سيجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على هامش اجتماعات الإطار القيادي لمنظمة التحرير في القاهرة قريبا. ونوه الأحمد إلى أن حركته تفضل أن تواصل اللجنة الخاصة بتفعيل دور منظمة التحرير اجتماعاتها في القاهرة، مشددا على أهمية دور مصر كراع للمصالحة. واتهم الأحمد حماس بإعاقة التوصل لاتفاق ينهي حالة الانقسام الداخلي.

من ناحية ثانية، دعا الدكتور محمود الزهار، عضو القيادة السياسية لحركة حماس، إلى «وضع خطة خارطة طريق جديدة لتحقيق المصالحة الفلسطينية». وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة «صوت فلسطين» التابعة للسلطة الفلسطينية صباح أمس، قال الزهار، إن «ما يعوق تحقيق المصالحة حاليا، هو عدم وجود خطة خارطة طريق يمكن بها المضي في الخطوات المطلوبة». واعترف الزهار بأن حركته الآن مشغولة بانتخاباتها الداخلية، كما أن حركة فتح مشغولة بأزمة حكومة فياض المالية. وأضاف أنه «لا بد للطرفين أن ينهيا مشاكلهما الداخلية وأن يشرعا في وضع أسس للتعاطي، عبر الوسيط المصري، مع كيفية تطوير اللقاءات، من دون عقد مجرد لقاءات على المنوال السابق الذي لم يحقق المصالحة»، على حد تعبيره. وشدد الزهار على أهمية التوافق على «خارطة طريق»، على اعتبار أن هذه الخطوة من شأنها أن توضح الخطوات الأولى لتنفيذ المصالحة والملفات الأكثر أولوية للنقاش بين الحركتين. وشدد الزهار على أن مصر ستواصل احتكار الإشراف على ملف المصالحة الوطنية باعتبارها أكثر استقلالية بين الدول العربية في هذا الجانب.