وزير الخارجية اليمني: قرارات رئاسية جديدة لطمأنة الجنوبيين ورفع مظالمهم

مبعوث فنلندي في صنعاء لبحث جهود الإفراج عن 3 غربيين اختطفوا الجمعة

جنود من الحرس الجمهوري اليمني أثناء حفل تخرج دفعة عسكرية في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد وزير الخارجية اليمني أن قرارات جديدة سيصدرها الرئيس اليمني ستعمل على إزالة المظالم، وطمأنة الجنوبيين، في حين أن تمثيلهم في مؤتمر الحوار الوطني يمنحهم الثقة بالمشاركة فيه، فيما أعلنت صنعاء أنها تواصل جهودها للإفراج عن 3 غربيين اختطفوا الجمعة الماضي، ورفضت محكمة يمنية طلب استئناف حكم قضائي صدر في حق إيرانيين قاموا بتهريب أسلحة لليمن.

وقال وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في المنامة عصر أمس إن «الرئيس (عبد ربه منصور هادي) يعد مجموعة قرارات لإزالة المظالم وطمأنة الجنوبيين»، إلا أنه لم يكشف عن فحواها، وأكد القربي أن تمثيل الجنوبيين في الحوار الوطني المرتقب «يمنحهم الثقة في تصحيح أخطاء الماضي». وأضاف أن مشاركة «الجنوبيين في الحوار وإعطاءهم تمثيلا يمنحهم الثقة في تصحيح أخطاء الماضي». وتابع القربي أن «مستقبل اليمن الذي سيصاغ في مؤتمر الحوار سيضعه على أبواب مرحلة ترفع المظالم وتمنع تكرار الأخطاء السابقة»، وتوقع وزير الخارجية اليمني أن يبدأ الحوار الذي كان مقررا الشهر الماضي، في يناير (كانون الثاني).

وأضاف القربي أن تحقيق أهداف المبادرة الخليجية «لا يخدم اليمن وأمنها واستقرارها فحسب، إنما يخدم أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي أيضا». وأكد أن «عجلة التغيير قد دارت في اليمن ولن يتمكن أحد من إيقافها أو الانحراف بها عن مسارها». يذكر أن الدول الخليجية أطلقت مبادرة لحل الأزمة اليمنية أسفرت عن تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن الحكم، وتشكيل حكومة وفاق وطني وانتخاب رئيس انتقالي يحاول تنفيذ البنود المتبقية من المبادرة، وأهمها الحوار الوطني وصياغة دستور جديد وانتخابات تشريعية ورئاسية.

إلى ذلك أكد وزير الداخلية اليمني خلال لقائه أمس مبعوثا فنلنديا، أن الأجهزة الأمنية اليمنية تبذل «كل ما بوسعها» لمعرفة مكان وجود الرهائن الأوروبيين الثلاثة، وهم فنلنديان ونمساوي اختطفهم الجمعة في صنعاء مسلحون يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة. وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن الوزير عبد القادر قحطان «أعرب عن أسفه لما تعرض له (الأوروبيون الثلاثة) من عملية اختطاف»، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تقوم حاليا بعمليات بحث وتحرٍّ واسعة لمعرفة مكان المختطفين. وأضاف أن «أجهزة الأمن ستبذل كل ما بوسعها للحفاظ على سلامة المختطفين وضمان إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن». وأوضحت الوكالة أن المبعوث الفنلندي كان برفقة السفير الألماني في صنعاء هولغر غرين.

وكانت هلسنكي أعلن أول من أمس أنها أرسلت دبلوماسيا إلى اليمن غداة تعرض اثنين من رعاياها ومواطن نمساوي للخطف في صنعاء على أيدي مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة.

إلى ذلك رفضت محكمة يمنية، أمس، طلبا من السفارة الإيرانية باستئناف حكم قضائي بحق عدد من البحارة الإيرانيين الذين ألقي القبض عليهم في المياه الإقليمية اليمنية وبحوزتهم كمية كبيرة من الأسلحة، هذا في وقت قصف الطيران الحربي اليمني بعض مناطق محافظة مأرب بشرق البلاد على خلفية الاعتداءات التي تطال أنابيب النفط.

وعقدت الشعبية الجزائية المتخصصة (أمن دولة) في العاصمة صنعاء، أمس، جلسة رفضت خلالها طلب الاستئناف الذي تقدمت به السفارة الإيرانية في صنعاء بخصوص الحكم الابتدائي الصادر في قضية السفينة الإيرانية التي ضبطت في المياه الإقليمية اليمنية وهي محملة بأنواع كثيرة من الأسلحة، وكانت ترفع العلمين اليمني والسعودي كنوع من التمويه، وذلك في 27 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2009 قرب جزيرة مرين وسواحل ميناء ميدي اليمني، وقضى «منطوق الحكم الذي أصدرته الشعبة برفض الاستئناف المقدم من السفارة الإيرانية شكلا لعدم تقديمه في الفترة المحددة للاستئناف وفقا للقانون».

وأدانت الابتدائية المتخصصة (أمن دولة) في صنعاء، في 25 أكتوبر 2011 ستة بحارة إيرانيين بتهمة دخول المياه اليمنية بصورة غير مشروعة، واكتفت بالمدة التي قضوها في السجن من تاريخ إلقاء القبض عليهم، وأمرت بترحيلهم من الأراضي اليمنية، ونص الحكم حينها على «مصادرة السفينة وشحنة الأسلحة المضبوطة على متنها وتوريدها إلى خزينة وزارة الدفاع».

ونقل عن المحكمة اليمنية أنه «حسب أدلة الإثبات في القضية فإن السفينة الإيرانية (معان 1) موديل 1991م التي ليس لها حق الإبحار إلا في الخليج العربي، حسب الترخيص الممنوح لها، خرجت من ميناء بندر عباس في إيران ودخلت ميناء الشارقة ثم ميناء صلالة وغيرت مجرى إبحارها إلى البحر العربي لتدخل البحر الأحمر ومنه إلى المياه الإقليمية اليمنية، لتعبر ميناء الحديدة إلى جزيرة مرين في ميدي، وتوقفت قبالة سواحل ميدي يوما كاملا بانتظار من يتسلم حمولة الأسلحة التي على متنها، إلا أن يقظة خفر السواحل اليمنية أحبطت ذلك وقامت بضبط السفينة وإلقاء القبض على بحارتها الستة»، وإضافة إلى تلك التهم فإن السفينة الإيرانية رفعت العلمين اليمني والسعودي، وتقول تقارير إخبارية إن إيران تزود الحوثيين بالسلاح المهرب عبر سفن تفرغ حملتها بالقرب من ميدي القريبة من معاقل الحوثيين في محافظة صعدة شمال البلاد.

في موضوع آخر، شن الطيران الحربي اليمني، أمس، سلسلة من الغارات الجوية على مناطق في محافظة مأرب بشرق البلاد، وذلك لاستهداف مواقع يتحصن فيها من يوصفون بـ«المخربين» الذين تتهمهم السلطات اليمنية بالضلوع في العمليات التخريبية التي تتعرض لها أنابيب نقل النفط والغاز في المحافظة، وقال شهود عيان إن مروحيات (هليكوبتر) قامت، قبل القصف، بإلقاء مناشير تحذر المواطنين من الاقتراب من المناطق المستهدفة التي وصفها المنشور بأنها «طغت وبغت».

على صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون، عصر أمس، ضابطا في شرطة حماية المنشآت، وذلك في شارع كلية الشرطة قبل أن يلوذوا بالفرار، وقالت السلطات اليمنية إن الضابط قتل برصاص عناصر إرهابية، وإن «الحادث إرهابي غادر وجبان»، وأضاف مصدر أمني يمني أن «عنصرين يرجح أنهما من العناصر الإرهابية كانا على متن دراجة نارية وأطلقا أعيرة نارية على المساعد بشير العديني أثناء مروره بعد عصر اليوم (أمس) في شارع كلية الشرطة»، في حين يتوقع أن تكون الحادثة ضمن سلسلة الاغتيالات التي تستهدف ضباط أجهزة الأمن والمخابرات في عدد من المحافظات اليمنية التي يعتقد أن تنظيم القاعدة يقف وراءها، وفي سياق متصل، قالت وزارة الداخلية اليمنية إن أفراد النقطة الأمنية العسكرية في «مثلث شقرة بمحافظة أبين بجنوب البلاد، ألقوا القبض على أحد عناصر تنظيم القاعدة المطلوبين أمنيا، ويدعى أحمد محمد نعمان»، وحسب مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة، فقد جرى تسليم العنصر المقبوض عليه إلى قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية.