دبلوماسيون غربيون: قائد الجيش الباكستاني يجعل من السلام في أفغانستان أولوية كبرى

حداد في إسلام آباد عقب مقتل سياسي معاد لطالبان

جنازة عسكرية للوزير الإقليمي بشير أحمد بيلور الذي قتلته طالبان في عملية انتحارية ببيشاور أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت باكستان، أمس، حدادا في أنحاء البلاد عقب مقتل سياسي معاد لطالبان على يد انتحاري. وكان قد تم استهداف الوزير الإقليمي بشير أحمد بيلور (69 عاما)، في منطقة خيشا خواني في بيشاور عاصمة إقليم خيبر باختنخوا الواقع بشمال غربي البلاد عقب اجتماع حزبي أمس. وقد توفي بيلور متأثرا بجراحه. ويذكر أن بيلور كان زعيما في حزب عوامي الوطني العلماني الذي حكم المنطقة لمدة عام ويعارض التمرد الإسلامي. وقد أعلن رئيس الوزراء راجا برويز أشرف اليوم حداد عاما في البلاد على «استشهاد بشير أحمد بيلور».

ووصف أشرف بيلور بالرجل الشجاع الذي ضحى بحياته في سبيل ما يؤمن به. وأعلنت حركة طالبان باكستان التي تضم 12 حركة مسلحة عن مسؤوليتها عن مقتل بيلور. كما وصف الرئيس الباكستاني آصف على زرداري وفاة بيلور بأنها «خسارة قومية». وأضاف زرداري: «سوف نتذكر دائما بيلور كشهيد لم يتهاون في المعركة ضد التطرف». وأعلنت حكومة إقليم خيبر باختنخوا الحداد لمدة ثلاثة أيام. ومن المقرر إجراء مراسم جنازة بيلور بعد ظهر اليوم في مدينة بيشاور حيث من المقرر أن يحضر مسؤولون حكوميون وسط إجراءات أمنية مشددة.

إلى ذلك، قال مسؤولون بالجيش الباكستاني ودبلوماسيون غربيون أن قائد الجيش الباكستاني يجعل من التصالح مع الفصائل المتناحرة في أفغانستان أولوية كبرى في أحدث وأوضح مؤشر حتى الآن على أن إسلام آباد تتبع نهجا عمليا لتشجيع السلام مع طالبان.

ويرى قادة يعملون في المنطقة أن الجنرال أشفق كياني يؤيد إجراء حوار ومن أسباب ذلك مخاوف من أن انتهاء المهمة القتالية الأميركية في أفغانستان في 2014 من الممكن أن يؤدي إلى تجدد تمرد يشهده البلدان.

وقال ضابط رفيع بالجيش الباكستاني يعمل في وزيرستان الجنوبية وهي جزء من منطقة قبلية متاخمة للحدود الأفغانية كان هناك وقت كنا نظن خلاله أن بيدنا مصير أفغانستان. الآن نريد أن يكون مصيرهم في أيديهم حتى يتسنى لنا التركيز على مشكلاتنا. ومضى يقول متحدثا في بلدة وانا وهي على بعد نحو 30 كيلومترا من أفغانستان باكستان لديها إمكانية تهيئة البيئة اللازمة التي يمكن أن تحدث فيها مصالحة كبرى بأفغانستان، علينا أن نكون على قدر التحدي. ونحن بصدد هذا على أعلى مستوى ممكن.

وفي السابع من ديسمبر (كانون الأول) أوضح كياني نيته تأييد إنهاء الحرب في أفغانستان عبر التفاوض وذلك خلال اجتماع لكبار القادة بمقر الجيش في روالبندي. وقال مسؤول في المخابرات الباكستانية اطلع على ما دار في الاجتماع أن كياني قال إن المصالحة الأفغانية هي كبرى أولوياتنا. وربما يساعد إحراز تقدم رئيسي بمساعدة من كياني الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن يقول إن إدارته تمكنت من إقناع باكستان بالمساعدة على تحقيق هذا الهدف الرئيسي في السياسة الخارجية الأميركية ويتساءل مسؤولون أفغان يشكون في باكستان منذ زمن طويل في تمويلها وتسليحها حركة طالبان عما إذا كان كياني يؤيد حقا الحوار أم أنه يتخذ مجرد خطوات رمزية لإبعاد الانتقادات الغربية لطريقة تعامل باكستان مع القضية الأفغانية. وأيدت باكستان صعود طالبان للسلطة في أفغانستان في منتصف التسعينات وهي ضامن رئيسي في محاولات تبذلها الحكومة الأميركية والحكومة الأفغانية للتفاهم مع زعماء المتشددين الذين فروا إلى باكستان بعد الإطاحة بهم عام 2001. لكن العلاقات بين قادة طالبان والمؤسسة الأمنية في باكستان تدهورت بشكل متزايد بسبب الريبة مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان قادة المخابرات الباكستانيون لديهم ما يكفي من التأثير لإقناعهم بالجلوس على مائدة التفاوض.

غير أن دبلوماسيين في إسلام آباد يقولون أن باكستان بدأت تظهر قدرا أكبر من الحماس للمحاولات المدعومة من الغرب للتفاهم مع زعماء طالبان. ويقول دبلوماسيون غربيون ظلوا لسنوات يتشككون إزاء وعود باكستان أن إسلام آباد جادة بشأن تشجيع الاستقرار في أفغانستان.