«الحدائق العجيبة» في ضواحي الرباط

نباتات مائية من جميع أنحاء العالم

TT

توجد في ضواحي مدينة سلا، في قرية بوقنادل التي تبعد 20 كيلومترا عن الرباط، «الحدائق العجيبة». يروي سكان بوقنادل الذين يعرفون تاريخ «الحدائق العجيبة» أن بدايتها تعود إلى زيارة المهندس الزراعي مارسيل فرنسوا للبلدة الصغيرة، بعد أن غادر فرنسا عقب الحرب العالمية الثانية، عازما على الاستقرار في المغرب، وسكن في بوقنادل وقرر تشييد حديقة توجد بها نباتات من مختلف أنحاء العالم.

ما إن تدخل الحدائق العجيبة حتى تتناهى إليك أصوات الطيور وحفيف الأغصان وخرير المياه، كل ذلك يجعلك تستغني عن أصوات غير طبيعية، سواء صوت مذياع أو تلفزيون أو موسيقى تنبعث من حاسوب.

في هذه الحدائق خضرة وأشجار وشجيرات ونباتات مصطفة في تنسيق بديع بأشكال وألوان مختلفة، تجعلها فعلا «زفة ألوان» ومتعة بصر.

رافقنا في زيارتنا للحدائق الشرقي مرزاق تلميذ مارسيل فرنسوا الذي روى لنا قصة الحدائق العجيبة قائلا: «سأعود بكم إلى ما قبل 62 سنة عندما جاء مارسيل فرنسوا إلى المغرب وهو في العشرينات من عمره، حيث درس مناخ المغرب وبدأ يهتم بالنباتات المائية وتكاثرها، قبل ذلك شيد فرنسوا بيتين من زجاج في فرنسا بغرض إنتاج النباتات المائية، لكن نظرا لعدم ملاءمة مناخ فرنسا البارد للنباتات المائية، التي تعيش في درجة حرارة ما بين 18 حتى 22 درجة، اضطر فرنسوا إلى بناء بيوت زجاجية، وشرع بإنتاج نباتات أخرى مائية لبيعها، حتى جاءت الحرب العالمية الثانية التي خلفت عدة خسائر، من بينها تحطيم البيوت الزجاجية في فرنسا، فاضطر فرنسوا إلى البحث عن بلد مناخه ملائم وتكون فيه حرارة الشمس طوال السنة، ولا يحتاج إلى بيوت زجاجية، من هنا جاءت فكرة الانتقال إلى المغرب الذي سبق أن درس مناخه، وأعجب به، وقرر أن يجلب إليه النباتات النادرة».

جاء مارسيل فرنسوا إلى المغرب عام 1950 وعمره آنذاك 50 سنة، واشترى أرضا مساحتها 4.5 هكتار في بوقنادل وشرع في حفر البرك المائية، وغرس الكثير من النباتات.