قمر «هيسباسات» يسكت صوت إيران في إسبانيا وأميركا اللاتينية

مصدر لـ«الشرق الأوسط»: إيقاف بث «برس تي في» و«هيسبان تي في» الإيرانيتين دون سابق إنذار

TT

في تحرك أوروبي جديد ضمن سلسلة العقوبات التي يفرضها الاتحاد تباعا على إيران بسبب ملفها النووي المثير للجدل، أوقفت إسبانيا بث قناتي التلفزيون الإيرانيتين؛ «برس تي في» الناطقة بالإنجليزية، وقناة «هيسبان تي في» الناطقة بالإسبانية، من خلال الإيعاز للشركة الإسبانية بذلك، في حين أكد مصدر إيراني لـ«الشرق الأوسط» توقف القناتين المذكورتين «فجأة ودون سابق إنذار».

وأكدت الشركة الإسبانية «ميديابرو»، التي تبث عبرها قناتا التلفزيون الإيراني «برس تي في» و«هيسبان تي في» وقف بث المحطتين من قبل المجموعة المشغلة للأقمار الاصطناعية الإسبانية «هيسباسات»، بينما أكدت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، شبه الرسمية، أن بث القناتين الإخباريتين «برس تي في» الناطقة بالإنجليزية و«هيسبان تي في» (إسبانية) توقف أول من أمس (السبت)، بسبب العقوبات الأوروبية التي فرضت على رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عزت الله ضرغامي.

وتعتبر قناة «برس» الإيرانية واحدة من أهم القنوات الناطقة بالإنجليزية بالنسبة للحكومة الإيرانية باعتبارها الصوت الإعلامي الإيراني الرسمي الذي يحاول أن يخاطب الغرب بلغته ومنطقه، بينما تضطلع قناة «العالم» الإيرانية (بالعربية) التي تنضوي تحت ذات المظلة بدور إيصال صوت إيران إلى الشارع العربي، علما بأنها بدأت تركز فيما تقدمه مؤخرا على مخاطبة الشيعة في البحرين، إبان الاضطرابات السياسية في هذا البلد، التي كان الشيعة المدعومون من إيران طرفا رئيسيا فيها.

وبتوقف قناة «هيسبان تي في» ،التي كانت تشاهد في منطقة ممتدة من إسبانيا وصولا إلى أميركا اللاتينية، أسكت الصوت الإيراني الرسمي في تلك البقعة من العالم.

وكانت المحطتان تشاهدان في إسبانيا وأميركا اللاتينية بواسطة القمر الصناعي «هيسباسات». وأكد ناطق باسم شركة «ميديابرو» في مدريد لوكالة الصحافة الفرنسية: «تلقينا الخميس طلبا من (هيسباسات) التي تسلمت طلبا من إدارة الاتصالات الحكومية لوقف بث إشارة القناتين»، من دون أن يضيف أي تعليق.

وقال مسؤول العلاقات الدولية في الإذاعة التلفزيون الإيراني (ايريب) محمد سرافراز على موقع المؤسسة الإلكتروني إن «إيران ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لمواجهة موجة جديدة من الهجمات الأميركية والأوروبية على وسائل الإعلام».

ورأت «برس تي في» و«هيسبان تي في» في بيان مشترك في هذه الخطوة «اعتداء جديدا على حرية التعبير» ومحاولة لإسكات وسائل الإعلام التي تقول الحقيقة»، وأكدت المحطتان أنهما «لم تتلقيا أي إنذار بانتهاك القانون أو بقرار إلغاء البث»، وأضافتا أن الحكومة الإسبانية «لم تقدم أي سبب قانوني لهذا القرار»، وأشارتا إلى أن «(هيسباسات) يدار جزئيا» من قبل مشغل القمر الصناعي في باريس «يوتلسات».

وكان الاتحاد الأوروبي عزز في أكتوبر (تشرين الأول) عقوباته المالية والتجارية على إيران لدفعها إلى استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي المثير للجدل.

ونفى الاتحاد الأوروبي أي مسؤولية له عن قرار «هيسباسات» مؤكدا أن عقوباته على إيران تقتصر على المالية والطاقة والتجارة والنقل فحسب، بحسب متحدث باسم وزيرة خارجيته كاثرين أشتون.

وقال مايكل مان إن «الإجراءات التقييدية للاتحاد الأوروبي ضد إيران تتركز على قطاعات المال والطاقة والتجارة والنقل». وأضاف أن «هذه الإجراءات لا تتضمن أي شيء يلزم (هيسباسات) أو (يوتلسات) باتخاذ هذا القرار».

لكن إيران اتهمت الاتحاد الأوروبي بالإيعاز للحكومة الإسبانية لتنفيذ قرار الإيقاف، وهو ما أشارت إليه قناة «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية والشقيقة للقناتين المتوقفتين «تتمثل السياسة العدائية ضد إيران في أن القرار كان بإيعاز من الاتحاد الأوروبي بعد البلبلة التي أثارتها القضية المتمثلة بإجابات مسؤولي الشركة المتناقضة بهذا الشأن, وبالتنديد الدولي الواسع لانتهاك وقمع الحريات الإعلامية».

وسبقت تلك الخطوة الإسبانية خطوة على مستوى أوروبا في أكتوبر الماضي، عندما قررت إدارة «يوتلسات» بوقف بث 19 قناة إذاعية وتلفزيونية إيرانية على القمر «هوت بيرد»، وهو ما يعتبره الإيرانيون «مخالفة لعقد طويل الأمد مبرم بين الجانب الإيراني وإدارة (يوتلسات) لمدة 20 سنة».

وأوقف مشغل القمر الصناعي الأوروبي «يوتلسات» وشركة الاتصالات البريطانية «اركيفا» بث القنوات التلفزيونية الإيرانية الرسمية عبر الأقمار الصناعية «هوت بيرد» العائدة لـ«يوتلسات».