اليمن: بن عمر يدعو إلى تفادي ما يعرقل الحوار.. وصالح يترأس وفد حزبه فيه

«المشترك» و«الحراك» يرفضان مشاركة الرئيس السابق.. ومقتل عنصرين من «القاعدة»

جنود يمنيون في نقطة تفتيش على مدخل صنعاء أمس بعد رفع درجة التأهب الأمني لمواجهة تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد (أ.ف.ب)
TT

دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، الأطراف السياسية اليمنية إلى العمل على نجاح التسوية السياسية في بلادهم، في وقت أعلن الرئيس السابق ترؤس وفد حزبه في جلسات الحوار الوطني، لقي عنصران من «القاعدة» مصرعهما في غارة جوية بمحافظة البيضاء، فيما سلم آخرون أنفسهم إلى السلطات في محافظة مأرب.

وقال بن عمر، لدى مغادرته صنعاء، أمس، إنه «متوجه إلى نيويورك لإجراء مشاورات مع دول أعضاء في مجلس الأمن حول آخر التطورات في اليمن وكيفية مساندة المجتمع الدولي لليمن في هذه اللحظة التي أصبحت ذات بعد تاريخي كون اليمن على أبواب الدخول في مؤتمر الحوار الوطني»، وأكد المبعوث الأممي أن «المجتمع الدولي يقف إلى جانب اليمن ويشيد بجهود الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يحظى بدعم دولي كامل في قراراته وجهوده الرامية إلى قيادة مسيرة التغيير وإدارة المرحلة الانتقالية في إطار المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية».

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المبعوث الأممي دعوته جميع الفرقاء السياسيين إلى «التركيز في الوقت الحالي على تقديم البرامج والرؤى المستقبلية لليمن والاستفادة من مؤتمر الحوار الوطني الذي يعد فرصة تاريخية لحل عدد من القضايا الهامة جدا ذات الطابع الوطني»، وطالب جميع الأطراف اليمنية إلى «تفادي أي أعمال ممكن أن تعيق الحوار الوطني وتقدم العملية السياسية في اليمن»، مؤكدا أهمية «تعاون جميع الأطراف السياسية من أجل تثبيت قرارات الرئيس المتعلقة بإعادة هيكلة القوات المسلحة التي جاءت تنفيذا لما ورد في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وحظيت بتأييد شعبي ودولي كبير، واستكمال ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية لإنجاحها».

في هذه الأثناء، أعلن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، أمس، ترؤسه لممثلي حزبه (المؤتمر الشعبي العام) في مؤتمر الحوار، وقال مكتب صالح، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إنه «قرر تأجيل سفره لإجراء عمليات جراحية ومواصلة الفحص والعلاج، إلى ما بعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني»، وأضاف أن «الرئيس عبد ربه منصور هادي، سيرأس مؤتمر الحوار الوطني، كرئيس للجمهورية، ولا بد أن يرأس هيئة مندوبي كل حزب، المسؤول الأول في الحزب، حتى يكون هناك قدرة على اتخاذ القرار لمعالجة ما قد يظهر من تباين في الآراء بين الأحزاب أثناء جلسات النقاش»، ورغم تحديد اللجنة الفنية لحصة المؤتمر من مقاعد الحوار بـ112. إلا أن مكتب صالح أعلن اللجنة العامة، للحزب وهي أعلى سلطة فيه، تستكمل إعداد قائمة الـ122.

وفي أول رد فعل على ما صدر عن مكتب صالح، رفض الناطق الرسمي باسم أحزاب «اللقاء المشترك»، نائف القانص، مشاركة صالح كرئيس لممثلي حزب المؤتمر، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «على حزب المؤتمر أن يختار بين أن يكون مع قوى التغيير، والقوى الشعبية، أو مع صالح وعليهم تحمل تبعات ذلك»، وأشار إلى أن «صالح تمادى كثيرا بعد موافقة اللجنة الفنية للحوار زيادة ممثلي حزبه من 83 إلى 112، وكان خطأ كبيرا للجنة»، وحذر القانص «حزب المؤتمر من مواجهة الشعب والثورة التي انتفضت ضد صالح، ولا تزال قوى الثورة وشبابها، في الساحات، ولم يقتربوا إلى الآن من المؤتمر الشعبي، الذي سيكون في مواجهة الشعب إذا لم يبعد صالح من إفساد عملية انتقال السلطة التي أقرتها المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن».

كما أعلن القيادي في الحراك الجنوبي، محمد علي أحمد رفضه مشاركة الرئيس السابق في مؤتمر الحوار، واعتبر أحمد أن إعلان صالح مشاركته بمؤتمر الحوار هو عبارة عن «فرقعة إعلامية، وليس لها أي تأثير، ولا يمكن للشماليين قبل الجنوبيين أن يوافقوا على ذلك»، وقال أحمد لـ«الشرق الأوسط» إن مشاركة صالح في مؤتمر الحوار «يناقض مقتضيات وشروط الأطراف المشاركة فيه ويناقض المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن، التي تقوم عليها عملية انتقال السلطة وخروج صالح من السلطة»، مؤكدا أنه ليس من المقبول أن يشارك من تلطخت يداه بدماء اليمنيين سواء في الشمال أو الجنوب.

على الصعيد الأمني، لقي عنصران يشتبه في انتمائهما لتنظيم القاعدة مصرعهما في غارة جوية، يعتقد أن طائرة أميركية من دون طيار هي من نفذتها، أمس، على منطقة المناسح في مديرية رداع بمحافظة البيضاء، وقالت مصادر محلية إن الغارة أسفرت عن مقتل شخصين، أحدهما يمني والآخر أردني الجنسية، وذكرت المصادر أن اليمني يدعى عبد الله حسين الوايلي، وهو أحد سجناء «القاعدة» وأطلق سراحه قبل عامين تقريبا. وسبق أن استهدفت هذه المنطقة ومناطق أخرى في رداع بضربات جوية إثر محاولات مسلحين إسلاميين متشددين السيطرة على المنطقة، مطلع العام الجاري، وإعلانها إمارة إسلامية، غير أن قوات الجيش تصدت لها وطردتها من المناطق التي كانت بدأت في السيطرة عليها.

في السياق ذاته، سلم 8 من العناصر المطلوبة أمنيا في محافظة مأرب أنفسهم إلى محافظ المحافظة، الشيخ سلطان العرادة، وينتمي الثمانية إلى قبائل وادي عبيدة، وأعلنوا «عودتهم إلى جادة الصواب، مؤكدين أن أياديهم لم تنطلق بأي أعمال إجرامية ضد الوطن، حتى الآن»، ورحب المحافظ العرادة بـ«العائدين إلى رشدهم»، وأكد أن «الدولة حريصة على كافة أبنائها ولا تريد مكروها لأي منهم، وتتمنى أن يكونوا مواطنين صالحين يساهمون في حفظ الأمن والاستقرار والبناء والتنمية».

إلى ذلك أعلن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية عن تمكن أجهزة الأمن مساء أول من أمس من تحرير مواطنة فلبينية وضبط خاطفيها في العاصمة صنعاء. وأوضح المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنه تم ضبط العنصرين ومعهما المواطنة الفلبينية المختطفة على متن سيارة نوع (فيتارا) لون أزرق تحمل لوحة معدنية رقم (336 - 18) أثناء مرورهم في شارع 45 بعد نحو ساعتين من قيامهما بعملية الخطف للفلبينية في شارع حدة.

وأشار إلى أن المواطنة الفلبينية التي تعرضت للاختطاف تدعى أني جونز (20 عاما) وتعمل ممرضة في أحد المستشفيات الحكومية بأمانة العاصمة، مؤكدا أنه تم تحرير المختطفة دون تعريض حياتها لأي أذى. ولفت المصدر إلى أن أجهزة الأمن باشرت تحقيقاتها مع الخاطفين الاثنين تمهيدا لإحالة القضية إلى القضاء لينالا جزاءهما العادل والرادع.