شرطية أفغانية تقتل مستشارا عسكريا أميركيا في أول هجوم من نوعه

ضابط أفغاني يقتل 5 من زملائه ويهرب إلى طالبان

TT

أطلقت شرطية أفغانية النار على مستشار عسكري أميركي فأردته قتيلا في مقر قيادة شرطة العاصمة كابل. ويعتبر ذلك أول حادثة تطلق فيها شرطية النار على عنصر من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان.

وقالت الشرطة الأفغانية، والقوات التي يقودها الناتو في أفغانستان، إن «شرطية أفغانية قتلت بالرصاص أمس فردا في القوات الأميركية في مجمع قائد الشرطة في العاصمة كابل». وقال متحدث باسم القوة التي يقودها الناتو: «قتل مستشار للشرطة الأميركية في هجوم نفذته شرطية أفغانية». وقال متحدث باسم قوة «إيساف» إن «المستشار المدني في الحلف الأطلسي توفي للأسف متأثرا بجروحه»، موضحا أن الشرطية أوقفت وفتح تحقيق في الحادث. وصرح شرطي أفغاني لوكالة الصحافة الفرنسية في مكان وقوع الجريمة: «سمعت إطلاق نار ورأيت امرأة بلباس الشرطة تطلق النار في الهواء وهي تركض بسلاحها. طاردتها وقبضت عليها. صوبت بندقيتي إلى رأسها وأنذرتها بعدم التحرك».

وأضاف الرجل طالبا عدم كشف اسمه: «جردتها من سلاحها»، مضيفا أن الهجوم وقع في باحة مقر عام الشرطة. وكان عسكريون أميركيون ينتشرون في محيط مقر عام الشرطة في وسط العاصمة الأفغانية بعد الهجوم، بحسب مصور وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت السفارة الأميركية إنها غير قادرة في الوقت الراهن على تأكيد جنسية الضحية. ومنذ مطلع السنة قتل نحو 60 جنديا من الحلف الأطلسي على أيدي عناصر ترتدي اللباس العسكري الأفغاني، في ظاهرة تسبب قلقا لقوات التحالف. وزيادة عدد «الهجمات من الداخل» خلقت أجواء من انعدام الثقة بين الجنود الأجانب وحلفائهم الأفغان. ويعود آخر «حادث إطلاق نار من الداخل» إلى أكثر من شهر، فقد قتل شرطي بريطاني في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) في ولاية هلمند المضطربة (غرب) التي تشهد تمردا لطالبان بعيدا عن العاصمة كابل الأكثر أمنا. وينسب الحلف الأطلسي قسما كبيرا من هذه الهجمات لاختلاف الثقافات، وأيضا لتسلل متمردين من طالبان إلى صفوف قوات الأمن الأفغانية. وتنتهي مهمة الأطلسي القتالية في أفغانستان في نهاية 2014. وبعد ذلك تتولى القوات الأفغانية وحدها حماية أراضي البلاد من متمردي طالبان.

واضطرت القوات الأفغانية إلى الإسراع في زيادة عدد قواتها إلى 350 ألف عنصر للاستعداد لتولي المهمة الأمنية من الغربيين. ويرى محللون أن هذا التجنيد السريع أضر بطريقة اختيار المرشحين وسهل تسلل عناصر من طالبان إلى صفوف قوات الأمن.

من جهة أخرى، أعلنت السلطات المحلية أن شرطيا أفغانيا قتل أمس خمسة من زملائه في شمال البلاد في آخر حادث من عمليات إطلاق النار داخل قوات الأمن الأفغانية. وقام در محمد قائد مركز للشرطة في ولاية جاوزجان بإطلاق النار وقتل خمسة من زملائه في الشرطة المحلية الأفغانية، وهي وحدة محلية شكلها الجنود الأميركيون عام 2010 وقاموا بتدريبها، على ما أفاد به قائد الشرطة في الولاية عبد العزيز غيرات لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف المصدر نفسه أن الشرطي لاذ بالفرار بعد الهجوم والتحق على الأرجح بمتمردي طالبان. وأضاف: «فر المهاجم وانضم إلى طالبان وأخذ كل الأسلحة والذخائر من زملائه الذين قتلهم». وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.