الهند: دعوات إلى الهدوء بعد احتجاجات على اغتصاب طالبة

صفقات دفاعية جديدة بين الهند وروسيا وتعزيز الشراكة بينهما

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديث مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ خلال زيارته إلى العاصمة نيودلهي أمس «أ.ف.ب»
TT

دعا رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ إلى الهدوء ووعد بأن يبذل قصارى جهده لضمان أمن النساء بعد أيام عدة من المظاهرات احتجاجا على تعرض طالبة لاغتصاب جماعي قبل أكثر من أسبوع. وأغلق وسط نيودلهي أمام حركة السير وانتشرت فيه شرطة مكافحة الشغب بعد أعمال عنف نادرة خلال مظاهرات شارك فيها آلاف الأشخاص أول من أمس. وقال سينغ في بيان صدر ليلة أول من أمس: «هناك غضب وقلق فعليان ومبرران بعد هذا الحادث الوحشي»، داعيا السكان إلى «السلام والهدوء». وأضاف: «أحزنني تطور الأحداث التي أدت إلى مواجهات بين المتظاهرين والشرطة، وأؤكد لكم أنني سأبذل كل جهودي لضمان أمن جميع نساء هذا البلد». وتابع رئيس الوزراء الهند: «بصفتي أبا لثلاث بنات لدي المشاعر نفسها»، وذلك على أمل تهدئة السكان الغاضبين من حادث اغتصاب ستة رجال لطالبة في الثالثة والعشرين في حافلة في نيودلهي في 16 ديسمبر (كانون الأول). وأثار الحادث مظاهرات غاضبة في نيودلهي ومدن أخرى طالبت بفرض عقوبة الإعدام على مرتكبي جرائم الاغتصاب وضمان أمن النساء بشكل أفضل.

ونقلت قناة «هيدلاينز توداي تي في» عن والد الضحية القول: «التخريب لن يفيد»، مضيفا: «أطالب الجميع بعدم التسبب بأي ضرر حتى أستطيع أنا وأنتم الاستمرار في سلام.. صلوا من أجل ابنتي.. لا توجد كلمات تصف مدى شجاعة ابنتي». وقال الأطباء الذين يعالجون الفتاة إن حالتها خطيرة وقد وضعت على جهاز تنفس صناعي. وقالت شرطة نيودلهي إن نحو مائة شخص بينهم ستون شرطيا جرحوا أول من أمس في مظاهرات على الرغم من حظر التجمع في وسط العاصمة بعد أعمال عنف في نهاية الأسبوع. وتم أمس إغلاق كل الطرق المؤدية إلى مقار رسمية تابعة للحكومة.

وقال رجان باغات المتحدث باسم شرطة العاصمة: «لن يسمح لأحد بالسير إلى البرلمان أو القصر الرئاسي». وأضاف: «نعلم أن الطرق المغلقة ستتسبب في صعوبات للناس، ولكن علينا أن نوقف مظاهرات الغضب».

من جهة أخرى تم تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة الهندية بمناسبة زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس. وقد تم تغيير مكان احتفال ومؤتمر صحافي يفترض أن يعقده مع سينغ.

إلى ذلك، وافقت الهند على شراء العشرات من طائرات الهليكوبتر الحربية ومعدات روسية لتجميع طائرات سوخوي المقاتلة، وذلك خلال قمة عقدت في نيودلهي أمس، أكد خلالها زعيما البلدين على التزامهما بشراكة استراتيجية.

وقالت الهند، وهي من أكبر مستوردي السلاح التقليديين من موسكو، إن الجانبين سيبدآن أيضا مشروعا مشتركا لتصنيع طائرات هليكوبتر روسية التصميم، وصندوقا بقيمة ملياري دولار للاستثمار في مشروعات التجارة والتعاون الاقتصادي.

وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في بيان: «روسيا شريك أساسي في جهودنا لتحديث قواتنا المسلحة»، ورحب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفه بأنه «صديق له قدره والمهندس الأصلي للشراكة الاستراتيجية بين الهند وروسيا».

وتستمر زيارة بوتين للهند، وهي الأولى من نوعها منذ بدأ فترته الرئاسية الجديدة التي تستمر ست سنوات في الكرملين في مايو (أيار)، يوما واحدا. وتؤكد على مصالح روسيا في الهند التي تمثل حليفا قديما وشريكا حاليا في مجموعة «بريكس» للأسواق الناشئة.

وفي مقال نشرته صحيفة «ذا هندو» في وقت سابق شدد بوتين على أن «تعميق الصداقة والتعاون مع الهند من بين أهم أولويات سياستنا الخارجية». وأضاف: «الهند وروسيا تعطيان نموذجا للزعامة المسؤولة والتحركات الجماعية في الساحة الدولية»، وذلك في انتقاد غير مباشر للغرب، ولا سيما الولايات المتحدة التي يتهمها بوتين بالسعي لفرض إرادتها على العالم. وكانت مصادر في صناعة الدفاع الروسية قالت إن هذه الزيارة يمكن أن تسفر عن اتفاقيات لبيع طائرات مقاتلة ومحركات طائرات تزيد قيمتها على 7.5 مليار دولار، إلا أن الاتفاقيات الرئيسية جاءت أقل بكثير من هذا الرقم».

وذكرت مصادر في الكرملين أن روسيا ستبيع للهند 71 طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز ام اي - 17 في - 5 بقيمة 1.3 مليار دولار، بالإضافة إلى معدات تكنولوجية بقيمة 1.6 مليار دولار لتجميع 42 مقاتلة من طراز سوخوي اس يو - 30 ام كيه اي. وقالت وزارة الخارجية الهندية إن الاتفاق الأصلي على هذه المقاتلات أبرم العام الماضي.